نشرت مجلة (تايم) الأمريكية تحقيقاً منحته موقع
الصدارة على غلافها الأخير يوضح عن حجم التوجس والكراهية التي تسري في
عروق العلاقة بين الطرفين (السعودي – الأمريكي) ولعل أبلغ ما تنقله
المجلة من اتهامات عن مسؤولين أمريكيين، ذاك الذي لا يرى في عمليات
مكافحة الإرهاب السعودية الأخيرة إلا (نتاجاً للأحداث الإرهابية التي
ضربت عقر دار السعودي، كما تضمن التقرير واقع المناهج التعليمية في
المملكة، والتي تثير انزعاج الأمريكيين والتغييرات غير الكافية، التي
تجري الآن على تلك المناهج بالإضافة إلى التعاون السعودي الانتقائي
فيما خص تجفيف مصادر تمويل الإرهاب المالية، والشك لا يفارق الأمريكيين
يذكر أن الإدارة الأمريكية أصدرت تقرير الكونغرس الرسمي المؤلف من 28
صفحة، والذي حذفت منه الأجزاء المتعلقة بمعلومات حول العلاقة المحتملة
لسعوديين وجمعيات خيرية مع عدد من الخاطفين الذين شاركوا في تنفيذ
الهجمات وشبكة القاعدة – وتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض للعلاقات
الأمريكية السعودية حتى وصل الأمر بالبعض إلى حد القول بأن الولايات
المتحدة شنت هجومها على البلد الخطأ واستولت على آبار النفط الخطأ،
بالمقابل يعتبر مناصرو العلاقات الأمريكية السعودية أن الطريق أمامهم
طويل لمعالجة الظواهر والأسباب وراء التطرف الإسلامي والعدائية تجاه
غير المسلمين، وكانت السعودية قد منعت الجمعيات الخيرية لديها من تحويل
الأموال إلى الخارج قبل موافقة الحكومة عليها، كما جمدت 5.7 مليون
دولار من الحسابات المصرفية التي اشتبهت بأنها تعود لجماعات إرهابية
وأوقفت عمل عدد من الجمعيات الخيرية أبرزها مؤسسة الحرمين المثيرة
للجدل والتي تبين لاحقاً لدى كل من واشنطن والرياض أن فرعي هذه المؤسسة
في الصومال والبوسنة يمولان نشاطات إرهابية.
فيما أتهم أحد القادة البارزين في الإدارة
الأمريكية بأنها لا تزال تحمي بعض المؤسسات الخيرية التي لها علاقة
بالعائلة المالكة وأصدقائها، مشيراً إلى حادثة اختفاء بيانات مصرفية
مهمة تعود لمؤسسة خيرية لها علاقة بالقاعدة وتأمل واشنطن بأن تنشئ
المملكة قوة مشتركة بمبادرة أمير عبد الله ومركزها الرياض لتسهيل
التعاون في المسائل المالية بين البلدين، وتحاول الإدارة الأمريكية
إقناع السعودية بأهمية ما تسميه وكالة الاستخبارات الفيدرالية (ف.بي.أي)
بنك المعلومات والتحليلات، يذكر أن ولي العهد السعودي وصف في خطاب
متلفز الشهر الفائت الحرب ضد (المنحرفين والضالين) بأنها نزاع بين قوة
الخير والشر وأمر لا مكان فيه للحياد أو التردد، وكان المنشق السعودي
أسامة بن لادن قد عبر عن استنكاره للانتشار الأمريكي على الأراضي
السعودية منذ عام 1990 وحدث في الثاني عشر من آيار هجوم على ثلاث مبان
سكنية في الرياض مما أدى إلى مقتل 35 شخصاً بما في ذلك تسعة من منفذي
الهجوم، ومنذ تلك الحادثة قتلت السلطات السعودية حوالي 11 عنصراً
واعتقلت أكثر من 200 في أكثر من مائة عملية على أراضيها.
المصدر: وكالات، شبكة النبأ |