الظروف الاجتماعية المتراجعة إلى الوراء التي
سلبت من حياة الفرد الروسي الراحة والطمأنة على المستقبل قد جرت على
النساء خصوصاً حالة من القلق والعصبية التي غالباً ما تؤدي لاقتراف جنح
قانونية تحاسب عليها الدولة قبل أن تفكر بوضع حلول جذرية لها.
في التاريخ السابق أيام دولة الاتحاد السوفيتي
المهزوم كان كل من يخالف الآراء السياسية لتوجهات سياسة قصر الكرملين
يصنف كمريض عقلياً ولكن الموقف الآن أصبح أتعس من حيث خلاصات هذا
الموضوع حيث سلبت في العموم مقومات العيش الكافي من معظم أبناء المجتمع
الروسي مما تسبب بحدوث شيء من إحداث الهرج والمرج الهادئين إذا صح
التعبير وكانت شخصية المرأة الروسية باعتبارها الجانب الأضعف في معادلة
أي مجتمع لذلك فقد كان إنحرافها عن جادة السوية أمراً متوقعاً ويقول
الطبيب النفسي الدكتور فاديم جوران: (إن الشخصية الروسية لديها ميل
لتطوير حالة من الاكتئاب، كما أنها تعاني من شعور قوي بالقمع والإحساس
بالذنب والعار) وهذا الشعور قتل في نفس المرأة أكثر من الرجل روح
التفاؤل أزاء قدوم المستقبل.
ولعل نظرة فاحصة لأعداد النساء الجانحات في
السجون الروسية تنذر عن وضع غير طبيعي والملفت أن أغلبهن من الفتيات
دون سن (18) سنة وتشير سجلاتهن أنهن اقترفن جرائم قتل أو سرقة أو تعاطي
المخدرات أو يروجن لأمور غير أخلاقية، وسجن مدينة (موجايسك) الروسية
يعج بالفتيات الجانحات بما في ذلك حتى بممارسة الدعارة لقاء سبب واحد
تم التوصل إليه من حيث النتيجة النهائية هو الحصول على لقمة العيش!
ومن المشاكل البائسة في السجن الآنف أن عدداً من
الأطفال ولدوا أثناء وجود أمهاتهم هنا فتم إطلاق لقب (أطفال السجون)
عليهم وهذا ما ألحق بـ(روسيا) رائحة خاصة لا يمكن محوها عن أذهان
المتابعين للشأن الروسي بيسر ويعزو الدكتور سيرجي كوبياكوف مدير مستشفى
بيفراسك للصحة النفسية في منطقة الاورال مثل هذه الأوضاع إلى: (أن
العلاج النفسي في روسيا كان مسيساً في الماضي ونتائج ذلك أصبحت نحصد
هذه الأيام بصورة مؤكدة وبالذات ضد النساء اللائي فقدن أشياء كثيرة من
حياتهن بسبب تحكمات الحالة المعاشية المزرية المتفشية بين شرائح
المجتمع الروسي الذي فقد الأمل بأي إصلاح اقتصادي في البلد ممكن أن
يركن إليه.
|