ذكرت صحيفة نيويورك نيوز داي الأمريكية في عددها
الصادر في العشرين من أغسطس الحالي أن لجنة تكافؤ فرص العمل – وهي لجنة
حكومية أمريكية معنية بمكافحة التمييز في أماكن العمل – قد رفعت قضية
ضد شركة أثاث أمريكية بولاية نيويورك لتمييزها ضد موظفة مسلمة من أصل
مصري تدعى عزة المستحي.
وقال الصحيفة أن الموظفة المسلمة تعرضت لمضايقات
خلال عملها بشركة بوجنبول للأثاث بعد أحداث سبتمبر إذ نوديت بألفاظ مثل
"السيدة بن لادن" و"السيدة طالبان". وتقول لجنة تكافؤ فرص العمل أن
الشركة انتهكت حقوق الموظفة المسلمة بسبب "خلقها لبيئة عمل عدائية"
للموظفة المسلمة.
وقد عملت عزة مصلحي في مقر شركة بوجنبول بمدينة
منهاتن بولاية نيويورك لمدة ثلاثة سنوات ونصف بعد أن عملت بإحدى فروعها
الدولية لستة عشر عاما ونصف، وبعد أحداث سبتمبر تعرضت عزة المستحي
لمضايقات عديدة من إحدى البائعات بالشركة، وعندما اشتكت من هذه
المضايقات تم فصلها عن العمل.
وقد ذكرت المحامية التي تتولي الدفاع عن قضية
الموظفة المسلمة لصحيفة نيويورك نيوز داي أن قضيتها "تعبر عن الصعوبات
التي واجهها المسلمون في أماكن العمل بالولايات المتحدة منذ هجمات
سبتمبر".
وأضاف قائلة أن القضية تناسب ما تبحث عنه (لجنة
تكافؤ فرص العمل) في مساعيها لمواجهة موجة التمييز ضد المسلمين والعرب
في أماكن العمل.
وقد أشار تقرير أصدره مجلس العلاقات الإسلامية
الأمريكية (كير) مؤخرا عما تعرض له المسلمين في الولايات المتحدة من
تمييز خلال عام 2002 إلى أن أماكن العمل تحتل المكانة الأولى بين مصادر
التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة بالتساوي مع المؤسسات
الحكومية، إذا تعتبر مصدرا لـ 23% من حالات التمييز التي وقعت في حق
المسلمين في أمريكا خلال العام الماضي.
وفي الوقت نفسه اعتذرت جريدة آيداهو ستاتسمان
الأمريكية للمسلمين في الولايات المتحدة على نشرها كاريكاتيرا يسيء
للقرآن والمسلمين والعراقيين بعد حملة نظمها مسلمو ولاية آيداهو ودعا
إليها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في الحادي والعشرين من
أغسطس الحالي.
وقد نشرت جريدة آيداهو والتي أسست في عام 1864
اعتذارا بالصفحة الأولى بجزء الأخبار المحلية يوم السبت الثالث
والعشرين من أغسطس الحالي تعتذر فيه على نشر كاريكاتير بعنوان "تقدير
العراقيين"، والذي صور شخصا تبدو عليه علامات التوحش والبربرية يمسك
بكتاب مكتوب عليه عبارة "قرآن للبلهاء" مليء بعلامات صحف مكتوب عليها
كلمات مثل "جهاد"، و"فتوى"، و"انتقام"، و"عمليات الانتحارية"، وقد أعطى
الشخص المتوحش ظهره لجندي أمريكي يسأل "هل هناك أية تقدير؟" وقد رسمت
على ظهر الجندي دوائر تستخدم لتحديد الهدف عند التصويب عليه، في إشارة
إلى أن العراقيين يكافئون الجنود الأمريكيين بقتلهم، وأن القرآن هو سبب
ذلك.
وقد أثار الكاريكاتير مشاعر المسلمين في ولاية
آيداهو وفي الولايات المتحدة الذين نظموا حملة اتصالات بالجريدة
لمطالبتها بالاعتذار.
وردا على اعتراضات المسلمين نشرت الجريدة اعتذارا
تقول فيه "نعتذر على نشر الكاريكاتير ... معاييرنا تسمح بنشر رسوم
كاريكاتير تعبر عن جميع وجهات النظر حتى لو اختلف معها مجلس المحررين
لأن رسوم الكاريكاتير تعبر عن أراء رسامي الكاريكاتير، ولكن معاييرنا
لا تسمح بنشر رسوم لا تؤدى إلا إلى تقوية صور نمطية خاطئة عن دين أو
عرق ما. ونحن نعتذر".
كما ذكرت كارولين واشبرن مديرة تحرير الصحيفة في
رسالة بعثت بها إلى رئيس المركز الإسلامي بمدينة بويسي عاصمة ولاية
آيداهو أن جريدتها حاولت توعية قرائها عن الإسلام خاصة خلال العامين
الماضيين، كما أبدت استعدادها لزيارة المركز الإسلامي والمقابلة مع
قيادات المسلمين بالولاية.
ومن جانبه، عبر فرقان محمود رئيس المركز الإسلامي
بمدينة بويسي – في خطاب بعث به إلى كير - عن شكره لكل من اتصلوا
بالجريدة لمطالبتها بالاعتذار، وأعلن عن دعوته لمجلس إدارة الجريدة
لزيارة المركز الإسلامي يوم الجمعة القادم التاسع والعشرين من أغسطس.
وأشار مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إلى
أن الكاريكاتير المسيء يعد نموذجا متكررا لما تتعرض له صورة الإسلام
والمسلمين من تمييز في فترات الأزمات الدولية كالفترة الراهنة، كما
أشارت كير إلى أن انتباه المسلمين في آيداهو والولايات المتحدة
للكاريكاتير وسرعة رد فعلهم تجاهه ساعدا على كشف تحيزه أمام إدارة
تحرير الجريدة وقرائها. |