الخوف من تكرار حدث 11 أيلول في أمريكا بدأ يخف
في نفوس الأمريكيين خصوصاً بعد نجاح مهمة إنزال القوات العسكرية
الأمريكية في أفغانستان وثم نجاح الأمريكان في إزالة الحكم الصدامي
المستبد عن السلطة في العراق.
رغم الخسائر الهائلة التي حلت في الولايات
المتحدة الأمريكية – أرواحاً وممتلكات – إثر الهجوم اللامبرر على مركز
التجارة العالمي تشير بعض المعلومات الرقمية إلى أن الحدث كان أكبر من
المتوقع إذ وصلت خسارة شركات التأمين بعد الهجوم على أمريكا إلى (35)
بليون دولار وكان عدد الذين اعتبروا مفقودين تحت ركام مركز التجارة
العالمي (4986) شخصاً لم تستطع الجهات الصحية الطبية من التعرف عليهم
ولو جزئياً في حين كان الرقم (2593) يمثل الأموات والمفقودين من رعايا
دول أجنبية وكان عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم هو (1968) شخصاً
نتيجة لهجمات أيلول. هذا وكان (7) آلاف شخص من عناصر مكتب التحقيقات
الفيدرالي (اف بي أي) قد حققوا في ملابسات الكارثة ولم يتوصلوا تماماً
إلى أسماء الفاعلين الحقيقيين رغم ورود اسم أسامة بن لادن الذي هو بعمر
يناهز (46) سنة، والمخصص لمن يلقي القبض عليه حياً أو ميتاً على جائزة
قدرها (25) مليون دولار ورغم كبر الأرقام الآنفة إلا أن المجتمع
الأمريكي قد استعاد الكثير من رباطة الجأش إزاء واقعة 11 أيلول وبدأت
الثقة تعود إلى الجمهور نتيجة للاحتياطات الكبيرة المتخذة لمكافحة
العنف الداخلي ومكافحة ما يسمى بـ(الإرهاب).
وكأي بلد كبير مثل الولايات المتحدة الأمريكية
التي يبلغ عدد نفوسها حوالي (300) مليون شخص من ضمنهم ما يقارب (50)
مليون نسمة من المقيمين أو المحسوبين على البلاد كمواطنين جدد بعد أن
حصلوا على قرارات بمنحهم الجنسية الأمريكية فإن المشاكل الداخلية في
أمريكا يتم النظر إليها كونها مشاكل اعتيادية ولا علاقة لها على الصعيد
النفسي بإفرازات وتغييرات 11 أيلول ففي إحصائية حديثة محتسبة حتى نهاية
سنة 2001م جاء فيها: (إن عدد السجناء في الولايات المتحدة بلغ (2)
مليون و(100) ألف شخص تقريباً.
أما من ناحية تجديد النقد الممكن توجيهه مجدداً
ضد الإدارة الأمريكية بسبب ضعف مواجهة حدث 11 أيلول في وقتها فلم يعد
بتلك القوة بعد استنفاذ الضغط الشعبي ضد الحكومة الأمريكية التي تعهدت
بأنها ستعمل المستحيل لعدم تكرار حدث أيلول أو ما يشابهه وتشكيلها
وزارة خاصة لمكافحة الإرهاب الداخلي الممكن وقوعه على الأرض الأمريكية.
إن الانطباع الاجتماعي العام في الولايات
المتحدة يتجه إلى أن حكومة الرئيس جورج بوش قد أفلحت من نقل مكافحة
الجريمة السياسية الدولية من داخل أمريكا إلى داخل البلدان الأخرى
وملاحقة ما سمي بالإرهاب المنظم الذي تقوده جهات متطرفة.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |