اثار موت الممثلة ماري ترنتينيان بعد مشاجرة مع
عشيقها ضجة كبرى حول العنف المنزلي في فرنسا حيث تضرب في البيت امرأة
من كل عشر نساء.
فقد أظهر تشريح الجثة ان ترنتينيان ملكة الجمال
الكلاسيكي على شاشة السينما منذ طفولتها ماتت من ضربات على الوجه
وأشارت دراسة استمرت عاما ان موتها بهذه الطريقة ليس شيئا غير عادي.
وكل خمسة أيام تموت امراة بالضرب من شريكها
وانتشر ضرب الزوجات في فرنسا بين الطبقات الغنية والفقيرة على حد سواء
كما تشير دراسة اجريت بناء على طلب الحكومة ونشرت أولا في 2002 ثم في
العام الحالي.
وقالت ماري دومينيك دو سيرمان رئيسة الاتحاد
الوطني للتضامن مع المرأة "صدم موت ترنتينيان الرأي العام وحطم الأنماط
التقليدية للعنف المنزلي. حتى النساء المستقلات والقويات الشخصية يمكن
أن يصبحن ضحايا... توجد 1.5 مليون امراة في فرنسا يتعرضن لسوء المعاملة
جسميا وجنسيا ونفسيا على أيدي ازواجهن أو شركائهن. وهذا يعني ان وراء
هذا العنف 1.5 مليون رجل."
ويحاول الاتحاد الذي يضم 54 جمعية التعامل مع 15
ألف اتصال سنويا من نساء كن ضحايا الضرب. وتدفق 200 مؤيد يضعون أشرطة
بيضاء كرمز لمعارضة العنف على ميدان في باريس ليضعوا باقة من زهور عباد
الشمس تكريما لذكرى ضحايا الضرب المميت.
قال شعار وضع بجانب أسماء نساء متن من الضرب "قتل
الكثير من النساء.. سئمنا بلطجة الرجال."
ويقول اللوبي الاوروبي للنساء ان فرنسا تقع بين
هولندا حيث 13 في المئة من النساء يبلغن عن عنف منزلي وبين سويسرا حيث
تبلغ النسبة ستة في المئة.
في أسبانيا حيث يشكل العنف ضد النساء قضية كبرى
ماتت 54 امراة هذا العام على ايدي شركائهن الرجال. وتعاني نساء فرنسا
من نفس التعسف الرجالي منذ سنوات. حصلن على حق الانتخاب في 1944 فقط.
ولا يزلن بصفة عامة يكسبن أقل من الرجال حتى اذا كن يقمن بنفس العمل
وتمثيلهن السياسي غير كاف.
ويقول علماء اجتماع ان بعض الرجال يشعرن بالخوف
من العيش مع نساء ناجحات يحققن دخلا ماليا كبيرا يتيح لهن الاستمتاع
بحياة اجتماعية نشطة.
قالت دو سيرنام "يعتقد بعض الرجال انه طبيعي ان
تكون النساء أقل مكانة. اذا وجدوا ان زوجاتهم أصبحن طموحات ومستقلات
فانهم يشعرون بالنقص ويقاومون وأحيانا يرفضون قبول هذا الوضع... نسمع
أشياء مروعة عن نساء يضربن في الوجه والأعين. وبعضهن كسرت ظهورهن
واصبحن مقعدات. بل احيانا تدلى نساء من الكاحل من النوافذ."
وفي الاسبوع الماضي دفنت ترنتينيان وهي ابنة
الممثل جان لوي ترنتينيان في مشهد مؤثر حضرته الممثلة كاترين دي نيف
ورئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان والممثلة والمغنية الانجليزية جين
بيركين واخرون.
وصديق الممثلة الراحلة برتراند كانتات رئيس
الفرقة الموسيقية الفرنسية ديزير نوار محبوس في ليتوانيا رهن التحقيق
في جريمة قتل بعد حادث وقع في غرفة الاثنين في 27 يوليو تموز سقطت فيه
ترنتنيان في غيبوبة مميتة.
ومن سخرية القدر ان كانتات محب الشعر كان يعتبر
دائما يساريا مسالما. عارض المغني (39 سنة) الحرب ضد العراق وأيد قضايا
سياسية.
وكانت ترنتنيان وهي ام لاربعة أطفال تحمل لواء
الحركة النسائية. في الجنازة أشار وزير الثقافة الفرنسي جان جاك
ايلاجون إلى "نضالها الفردي من أجل الجميع وخاصة النساء من أجل حريتهن
وكرامتهن وتمتعهن بالمساواة."
ووصفت صحيفة ليبراسيون موت ترنتينيان بانه "دليل
على ان العنف المنزلي ليس قاصرا على الفقراء أو العاطلين أو المدمنين".
وبالفعل أظهرت دراسة عام 2002 ان عدد رؤساء الشركات وكبار الموظفين
الذين يضربون نساءهم أكبر من العمال.
وأشارت الدراسة إلى ان الثلث فقط من هذه الحالات
كانت الخمر الدافع اليها. وفي قاعة المحكمة في فيلنيف عاصمة ليتوانيا
أصر كانتات المكتئب على ان موت ترنتينيان كان "حادثا مؤسفا" وليس جريمة.
وتعاطفت معه ليبراسيون وقالت ان حياة كانتات "تدمرت
في لحظة جنون.
وقالت ماري دومينيك دو سيرمان رئيسة الاتحاد
الوطني للتضامن مع المرأة صدم موت ترنتينيان الرأي العام وحطم الانماط
التقليدية للعنف المنزلي. حتى النساء المستقلات والقويات الشخصية يمكن
أن يصبحن ضحايا... توجد 1,5 مليون امراة في فرنسا يتعرضن لسوء المعاملة
جسميا وجنسيا ونفسيا على أيدي ازواجهن أو شركائهن. وهذا يعني ان وراء
هذا العنف 1,5 مليون رجل.
ويحاول الاتحاد الذي يضم 54 جمعية، التعامل مع
15 ألف اتصال سنويا من نساء كن ضحايا الضرب.
وقالت دو سيرنام يعتقد بعض الرجال انه طبيعي ان
تكون النساء اقل مكانة. اذا وجدوا ان زوجاتهم اصبحن طموحات ومستقلات
يشعرون بالنقص ويقاومون واحيانا يرفضون قبول الوضع... نسمع عن نساء
يضربن في الوجه والاعين. بعضهن كسرت ظهورهن واصبحن مقعدات. بل احيانا
تدلى نساء من الكاحل من النوافذ.
المصدر: وكالات
|