في بارقة الزواج اتحاد روحين وشمل أسرة لمكنون
اجتماعي راقٍ يعمل ويتطلع أفراده إلى نيل السعادة والسؤدد يربط بعضهم
ببعض رباط الإخلاص والاستمرار معاً إلى الأبد.
ومع فارق التطلع نحو موضوع الزواج بين مجتمع
وآخر إلا أن الزواج مازال كما كان سيبقى أقدس رابطة لتأسيس عائلة سوية
ففي اليابان مثلاً – بحسب إحصاء حديث – لم يعد العزاب اليابانيون
يفضلون الزواج من ربة البيت بل من فتاة عاملة إذ جاء في الإحصاء الذي
أجرته (وزارة الرفاهية) استناداً لنتائج مسح شمل (7) آلاف ياباني
ويابانية من العزاب والعازبات تتراوح أعمارهم ما بين (18) و (24) سنة..
فحول سؤال صيغته (هل ترغب بالزواج) أجاب (87%) من الذكور بكلمة (نعم)
بينما لوحظ أن معظم الفتيات قد أجبن أيضاً بكلمة (نعم) ولكن بتردد مشوب
بالحذر.
إلا أن المفاجئ في مسح الإحصاء المذكور ما أفاد
بأن نسبة الذين يفضلون الزوجة أن تكون ربة بيت لم تتجاوز (19%) بين
المستطلعين الذكور مما اعتبر ظهور توجه من هؤلاء الرجال نحو الاقتران
بالفتاة الموظفة أو العاملة إذ بلغت النسبة الضمنية المتوجهة إليهن هي
(81%)، هذا وأعزا المسح سبب هذا التغيير في الاختيار على التأثر الناتج
عن سبب ركود اقتصاد اليابان، هذا ما يحدث في اليابان على الجانب الأقصى
من شرق الكرة الأرضية، فماذا يحدث في أمريكا على الجانب الأقصى من غرب
الأرض.
قالت دراسة أمريكية أجرتها الباحثة (يباتريس
مايلهام) من جامعة فلوريدا الأمريكية: (إن أعداداً متزايدة من
المتزوجين والمتزوجات يتابعون ما يسمى بـ(غرف الدردشة) التي تبثها شبكة
الانترنيت من أجل الإثارة الجنسية مما سيجعل شبكة الانترنيت قريباً
أكثر الطرق شيوعاً لاقتراف الخيانة الزوجية، وأن المشكلة ستزداد سوءاً
مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة حيث لم يسبق أن كانت
الأمور في متناول أيدي أولئك المتزوجين والمتزوجات أن يبحثوا عن علاقات
سريعة مثلما هو الأمر عليه مع الانترنيت).
واكتشفت الباحثة مايلهام: (أن أغلب المتعاملين
مع الانترنيت يحبون أزواجهم أو زوجاتهم غير أن السرية التي توفرها
عمليات الاتصال بالانترنيت تتيح مجالاً لهؤلاء الذين يسعون لعلاقة
مثيرة) هذا وكانت الباحثة قد أجرت لقاءات مع (76) رجلاً و(10) سيدات
تتراوح أعمارهم بين (25) و(66) سنة، ولعل العنصر المفاجئ في المسح
الآنف أنه قد أشار صراحة حين قال أحد المشاركين في الدراسة: (أن كل ما
عليّ القيام به هو تشغيل جهاز الكمبيوتر ويكون أمامي آلاف السيدات
للاختيار من بينهن. لن يكون الأمر أسهل من ذلك).
ويدخل أغلب الأشخاص إلى غرف الدردشة بسبب
الإحساس بالملل أو الرغبة في التنويع والاستمتاع، ومما أثارته الدراسة
من حالة البؤس العاطفي التي وصلت إليها أحوال المجتمع الغربي: (في إحدى
الحالات أقام رجل علاقة مع (13) سيدة ألتقى بهن على شبكة الانترنيت).
ويقول (آل كوبر) مؤلف كتاب (الجنس والانترنيت)
حول ما تؤديه إليه الدعوات المفتوحة بين الجنسين من خلال شبكة
الانترنيت من مشاكل قد تدهور العلاقات الزوجية القائمة (نحتاج أن نتفهم
بشكل أفضل إذ كنا نرغب في تحذير الناس من ضرورة التنبيه أن الانزلاق
وراء المغازلات على الانترنيت نهاية حتمية بالطلاق بين المتزوجين)
ويبدو أن عمليات تيسير إجراءات الطلاق لم يهملها الانترنيت فمقابل رسوم
بسيطة لا تتجاوز أقل من (50) أو أكثر من (300) دولار يمكن الاتصال
بجهات قانونية داخل الولايات المتحدة التي تكفل إنجاز معاملات الطلاق
المنبوذ بين طرفي الزواج (المرأة والرجل) إذ غالباً ما يدفع الطرف
المحب بينها ثمن انحراف الثاني عن جادة الزواج السوي مفضلاً علاقة
شائنة تتحكم بها الغريزة الحيوانية للإنسان اللاواعي تماماً وعلى سبيل
المثال فقد ارتفعت خدمات الطلاق التي تقدمها ولاية كاليفورنيا عبر نظام
مستحدث على شبكة الانترنيت تحت مسمى (أفعلها بنفسك) (do-it.yourself)
من (6800) في آيار 2002م إلى (15) ألف حالة طلاق في شهر حزيران الماضي
2003م.
إن موضوع أفضليات الزواج حيث بناء أسرة صالحة
ونبذ الطلاق المهدم للبيوت والعوائل العامرة مسألة ليست ذي بال عند
مفسدي العالم.
المصدر: شبكة النبأ
المعلوماتية |