كشفت أكبر دراسة جرت على المدخنين من الشباب في
العالم بأن الفتيات اليوم يتعاطين التبغ بمعدلات أعلى مما كانت تفعل
الفتيات في الأجيال السابقة. وتشير نتيجة الاستطلاع التي أصدرها
المؤتمر العالمي حول التبغ أو الصحة في آب/أغسطس الجاري إلى أنه من
المرجح أن تكون الحالات المرضية المستقبلية الناتجة عن التبغ أعظم مما
هو متوقع حاليا لأن تقديرات اليوم تستند على معدلات أقل للتدخين بين
النساء.
وقد أنتج كل من المركزالأميركي لمراقبة الأمراض
ومنع انتشارها ومنظمة الصحة العالمية وحكومات ووكالات أخرىالدراسة
العالمية للتدخين بين الشباب حيث تمت متابعة استعمال التبغ بين أكثر من
مليون مراهق في أكثر من 150 بلدا.
وقالت فيرا دا كوستا إسيلفا، مديرة مشروع مبادرة
لا للتبغ التابع لمنظمة الصحة العالمية "إن هذا الاكتشاف يمكن أن يرفع
تقدير الـ 10 مليون حالة وفاة متعلقة بالتبغ سنويا، بحلول العام 2030،
حيث أن ذلك لا يعكس المعدلات العالية لاستعمال التبغ بين البنات.
وتراقب الدراسة عادات استعمال تبغ حسب المناطق
في العالم، وقال البيان الصحفي الذي أصدره مركز مراقبة الأمراض في 7 آب/أغسطس
الجاري إن المقارنة بين المناطق والأجيال عسيرة بسبب الاختلافات في
الطرق التي تتم بها الدراسة. ومع ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى بعض
الاختلافات الحادة في أساليب التدخين بين الأجيال المسنين والشباب. ففي
جنوب شرق آسيا، نسبة الذكور إلى الإناث من المدخنين بين البالغين يساوي
11 إلى 1 تقريبا؛ أما بين الشباب فالنسبة هي حوالي 4 إلى 1. وبين
البالغين الأفارقة، يفيق المدخنون من الذكور عدد الإناث ب7 إلى 1. وبين
المراهقين الأفارقة، النسبة هي حوالي 2 إلى 1 فقط.
وقال العالم من مركز مراقبة الأمراض الذي شارك
في الدراسة إن النتائج إلى أن هناك حاجة ماسة لتطوير حملات توعية ضد
التدخين خاصة بكل جنس على حدة.
وقد أصدر مركز السيطرة على الأمراض بيانا بهذا
الخصوص جاء فيه :
أظهر تقرير جديد صدر اليوم في المؤتمر العالمي
الخاص بالتبغ أو الصحة أن الاختلاف المجود بين مدخني السجائر بين
الشباب من الجنسين ضئيل. كما أظهرت النتائج أن البنات والأولاد
يستخدمون منتجات التبغ غير السجائر مثل تبغ البصاق، والبديس، والنرجيلة
بمعدلات متشابهة، و أن هذه المعدلات في أغلب الأحيان في نفس مستوى أو
أعلى من معدلات تدخين السجائر من قبل الشباب.
وتشير هذه النتائج أن التقديرات المستقبلية
للوفيات الناتجة عن التبغ في جميع أنحاء العالم قد تخطئ لأنها تستند
على الأساليب الحالية لاستعمال التبغ بين البالغين، حيث يمثل احتمال
تدخين الإناث حوالي ربع ما يمثله احتمال تدخين الرجال للسجائر . وكشفت
الدراسة الجديدة التي أجريت على الشباب بين عمر 13إلى 15 سنة أنه لا
يُوجَد أي اختلاف بين الجنسين فيما يزيد عن نصف المواقع المستطلعة حول
تدخين السجائر ( 61 من 120 ) وفي أكثر من 70 في المئة من المواقع
المستطلعة حول استعمالات منتجات التبغ الأخرى ( 82 من 117 ).
ووجد الافتقار إلى اختلاف في معدلات التدخين بين
الذكور والإناث في بعض المواقع في خمس من مناطق منظمة الصحة العالمية
الستة؛ وبالإضافة إلى ذلك لم تكن هناك اختلافات مهمة بين الذكور
والإناث في معدلات استعمال آخر للتبغ في أكثر من نصف المواقع في هذه
المناطق نفسها. فقط في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط كانت هناك
أغلبية من المناطق حيث من المرجح أكثر بكثير أن يدخن الفتيان السجاير
ويستعملوا منتجات أخرى من التبغ.
ووجد المسح الجديد أيضا أن استعمال الشبيبة
للسجاير ومنتجات التبغ الأخرى يختلف دراماتيكيا باختلاف الموقع. مثلا،
تدخين السجاير بين الفتيان تراوح بين 0.5 بالمئة في دلهي و غوا، الهند
و 41.8 بالمئة في باماكو، مالي. وتراوح استعمال منتجات أخرى من التبغ
بين الفتيات بين 0.5 بالمئة في ماكاو، الصين، و 62.2 بالمئة في جزر
ماريانا الشمالية.
ورغم أنه من الصعب إجراء مقارنة بين الراشدين
والشباب بسبب الاختلافات الواسعة في أساليب المسح والإطار الزمني، إلا
أن الجدول التالي يظهر أن الاختلافات في معدلات التدخين بين الذكور
والإناث كانت باستمرار أقل بين الشباب في الدراسة الجديدة منها بين
الراشدين في دراسات سابقة…
ويظهر التقرير المنشور في عدد شهر آب / أغسطس،
لمجلة صحة المدارس التي تصدرها الجمعية الأميركية لصحة المدارس، وهو
مأخوذ من مسح عالمي للشبيبة والتبغ ان أكبر دراسة من نوعها في العالم
قد أجرت الدراسة تقويما لأكثر من مليون من الراشدين من أكثر من 150
بلدا. والدراسة هي جهد تعاوني لمراكز مراقبة الأمراض ومنعها في
الولايات المتحدة، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ومنظمة الصحة
العالمية ومكاتبها الإقليمية، وجمعية الصحة العامة الكندية، ووكالات
دولية أخرى ودول منفردة.
واستعمال التبغ هو من الأسباب الرئيسية للوفيات
في العالم التي يمكن منعها. وتعزو منظمة الصحة العالمية حاليا 4.9
مليون وفاة سنويا إلى استعمال التبغ، وهو رقم يتوقع أن يزداد بين ضعفين
وثلاثة أضعاف خلال العقدين أو الثلاثة عقود القادمة. وقد طورت منظمة
الصحة العالمية بالاشتراك مع مركز مراقبة الأمراض، المسح العالمي
للشبيبة والتبغ لتتبع استعمال التبغ من قبل الشبيبة عبر الدول مستخدمة
أسلوبا مشتركا وقائمة أسئلة أساسية. ويقصد بنظام المراقبة للمسح
العالمي للشبيبة والتبغ تحسين قدرة الدول على تصميم، وتنفيذ، وتقويم
برامج مراقبة التدخين ومنعه.
وقال تشارلز وارين، العالم البارز في مركز
مراقبة الأمراض في المسح العالمي للشبيبة والتدخين "إن البيانات
المأخوذة من هذا التقرير لها مضامين كبيرة لضبط التبغ. أولا، يجب تطوير
برامج محددة للذكور والإناث تشدد على التبعات الصحية الخطيرة لاستعمال
التبغ، خصوصا خطرالصحة التناسلية الضعيفة والمخاطر الصحية بالنسبة إلى
الأطفال المعرضين لسموم التبغ أثناء الحمل. ثانيا، إن الاستعمال الواسع
الانتشار لمنتجات أخرى من التبغ إضافة إلى السجاير يعني أن برامج ضبط
التبغ يجب أن تكون واسعة في مداها."
وقال فيرا داكوستا إي سيلفا، مدير مشروع في "مبادرة
التخلص من التبغ التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية إن هذه النتيجة
يمكن أن ترفع الرقم المتوقع لعدد الوفيات المتصلة بالتبغ بحلول عام
2030 وهو 10 ملايين وفاة في العام، ولا يعكس هذا الرقم المعدلات
المرتفعة لاستعمال التبغ من قبل الفتيات." وسيكون المسح العالمي
للشبيبة والتبغ أحد الأنظمة الرئيسية لمراقبة البيانات المستعملة من
قبل الدول بينما تبدأ في تطوير، وتنفيذ، وتقويم برامجها لضبط التبغ
لتخفيض هذه المعدلات. وستصبح أنظمة المراقبة أمثال المسح العالمي
للشبيبة والتبغ عناصر أساسية حيوية مستخدمة من قبل الدول لمراقبة
وتقويم استراتجياتها وبرامجها المنفذة لتلبية أهداف وغايات مؤتمر
الإطار الفكري حول ضبط استعمال التبغ.
والمسح العالمي للشبيبة والتبغ هو مسح على أساس
المدرسة لطلاب من مدارس عامة وخاصة. وقد اختيرت غرف الدراسة بصورة
عشوائية ضمن مدارس مختارة، ويحق لجميع الطلاب في مدارس مختارة المشاركة.
ولائحة الأسئلة خاضعة لإشراف ذاتي، ولا تحمل أية أسماء، وسرية. ورغم أن
الدراسة تحتوي على مجموعة أساسية من الأسئلة، فإنه يجوز للدول المشاركة
أن تضيف أسئلة ذات اهتمام خاص. وقد اكتمل المسح العالمي للشبيبة والتبغ
في 25 موقعا في المنطقة الأفريقية، و42 موقعا في الأميركتين، و 14
موقعا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، و 8 مواقع في أوروبا، و 22
موقعا في جنوب شرق آسيا، و 10 مواقع في منطقة غرب الباسفيكي.
وتنوي منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة المرض
توسيع عدد الدول المشاركة كي تكون لديها أداة معيارية لمراقبة المكونات
الأساسية لبرامجها الخاصة بضبط استعمال التبغ، وقياس الاتجاهات، وتقويم
فعالية برامج التدخل المصممة لتخفيض استعمال التبغ بين الشبيبة.
المصدر: نشرة واشنطن |