ورد في تقرير علمي حديث: (إن ارتفاع درجات حرارة
الأرض سيتسبب في فقدان البلدان الفقيرة (25%) أي ربع انتاجها الغذائي
تقريباً).
ومما يؤسف له حقاً أن التقرير الآنف الموثق لدى
هيئة الأمم المتحدة أن البلدان التي ستكون الأكثر ضرراً بسبب ارتفاع
درجة حرارة الجو هي البلدان الأربعين الأكثر فقراً في العالم والتي
يبلغ مجموع عدد سكانها حوالي (2) مليار نسمة حيث يعاني الآن أكثر من
(450) مليون نسمة من بين هؤلاء من سوء التغذية، ومن المتوقع أن هذا
العدد سيرتفع حتما مع تسارع حدة التغيرات المناخية التي يشهده الكوكب
الأرضي.
ويضيف التقرير أن (65) بلداً نامياً تمثل
بمجملها أكثر من (50%) أي نصف العدد الكلي لسكان العالم النامي ستخسر
من إنتاجها السنوي من الحبوب ما يقارب (280) مليون طن من الآن وحتى
بلوغ (80) سنة التالية، وأن كلاً من الهند وبنغلاديش والبرازيل وعديد
من بلدان الساحل الأفريقي ستكون النماذج الأكثر تضرراً.
ففي جنوب قارة آسيا حيث ينتشر سوء التغذية أكثر
من أي منطقة أخرى في العالم ستخسر الهند (125) مليون طن من الحبوب
المنتجة على أراضيها، وهي نسبة تمثل (18%) من الحد الأعلى من إنتاجها
القومي الحالي.
أما من ناحية الصين فستستفيد من التغيرات
المناخية حيث سيرتفع إنتاجها من الحبوب بنسبة (15%) وتشمل قائمة
المستفيدين بلدان أخرى كبعض بلدان وسط آسيا وبعض بلدان أمريكا
اللاتينية إضافة لكينيا وجنوب أفريقيا.
وبخصوص الدول الشمالية الغنية فتشير التوقعات
إلى أن إنتاجها الزراعي سيزداد مع ارتفاع درجات حرارة الجو وتأتي هذه
التنبؤات في التقرير الآنف الذي أعدّه المعهد الدولي لتحليل الأنظمة
التطبيقية بمشاركة مركز (هارلي) البريطانية للتنبؤات والبحوث المناخية.
ويقول التقرير الآنف (والمهم جداً): (إن (50%)
أي نصف الدول الصناعية المتطورة ستنتفع من التغييرات المتوقعة في
المناخ ويزداد إنتاجها الزراعي بصورة ملحوظة فكندا وروسيا على سبيل
المثال سيكون بوسعهما استغلال مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت
متجمدة في الماضي مما سيتيح لهما زيادة إنتاجها الزراعي بما يعادل
(130) مليون طن سنوياً لكل منهما.
إن الصحراء غدت تزحف ببطئ ولكن دون توقف وهذا ما
يؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية والغابات وتعتبر أفريقيا القارة
الأكثر تضرراً من هذه الظاهرة.
ومن تقرير آخر صادر عن مكتبة برنامج الأمم
المتحدة للبيئة: (أن ظاهرة التصحر تهدد (110) دولة في العالم، ويتضرر
بسببها قرابة (250) مليون نسمة، وأن ما يسمى بالزحف الصامت للتصحر يسبب
خسائر اقتصادية تقدر بنحو (42) مليار دولار سنوياً منها (9) مليارات في
أفريقيا وحدها). وفي تقرير آخر لمجموعة علماء ترأسهم (روبرت واتسون)
وشكلتها منظمة الأمم المتحدة حول تطور المناخ قال واتسون: (إن المناخ
يتبدل والظواهر الطبيعية لا تكفي لتفسير هذا التبدل) وأوضح: (أن
التغييرات المناخية الناتجة عن نشاطات البشر لا يمكن تفاديها وستطال
القسم الأكبر من سكان الأرض وخصوصاً الشعوب الفقيرة في الدول النامية. |