تجاوزت حرارة الجو 40 درجة مئوية وكل ماتريده
فايزة هو ارتداء لباس البحر المكون من قطعتين (البكيني) والهروب إلى
الشاطيء مثل فتيات كثيرات على ساحل الجزائر المطل على البحر المتوسط.
وفي صيف 2003 توجد بضعة مؤشرات على ان الجزائر
صمدت في مواجهة عقد من أعمال العنف المرتبطة بالاسلاميين المتطرفين
والتي سقط فيها بين 100 ألف و160 ألف قتيل.
وقال عابد محمد (28 سنة) عامل الانقاذ بشاطيء
النخيل الشهير في ضواحي مدينة الجزائر "عاد الناس للمرح. الشاطيء
المكان المفضل في هذا القيظ."
أضاف في اشارة إلى عمال الانقاذ في المسلسل
الامريكي المشهور الذي تجري أحداثه على شاطيء راق بكاليفورنيا "انه ليس
باي ووتش بعد ولكننا نقترب منه."
وأدى تخوف في الآونة الاخيرة من التلوث إلى
اغلاق شاطيء النخيل بشكل مؤقت مع عشرات الشواطيء الأخرى على الساحل
الجزائري الذي يمتد لمسافة 1200 كيلومتر مما اثار ضجة كبيرة في وسائل
الاعلام ونشرته الصحف على صفحاتها الاولى في مؤشر على مدي التغيير الذي
حدث في الجزائر.
ويتمتع جزائريون كثيرون بهذا الشاطيء مثل
الطالبة فايزة (22 سنة) وصديقتها اسيا (24 سنة.)
وقالت فايزة "كل ما أريده أن أكون هنا. انه
الشاطيء المفضل لدي."
وأضافت مدعية الخجل "كما يوجد فتيان ملاح."
وقالت اسيا "اذا دعاني أحد للانزلاق على الماء
معه فانني أوافق."
وقبل سنوات قليلة لزم جزائريين كثيرون بيوتهم
ولم يخرجوا الى الشواطيء رغم الحر الشديد خوفا من هجمات الاسلاميين
الذين يرفضون مثل هذه الأنشطة.
وكان هذا في ذروة المعركة بين متمردين من
الجماعة الاسلامية المتشددة التي كانت تحاول اقامة دولة اسلامية متزمتة
والمشهورة بذبح ضحاياها.
وحاليا تتكدس شواطيء الجزائر مثلها مثل أي شاطيء
اوروبي بآلاف المصيفين وعلى خلاف دول اسلامية مجاورة يندر رؤية
الجلاليب على الشواطيء الشعبية قرب الجزائر العاصمة.
وبينما يعتقد جزائريون ان بلادهم تعود إلى
الأوضاع الطبيعية حيث انخفض معدل هجمات المتمردين المسلحين بدأ عدد
كبير تجارة الصيف وفتحوا متاجر ومقاه وألعابا على الشواطيء.
وتكلف ساعة الانزلاق على الماء 70 دولارا وشمسية
وكرسي 20 دولارا على الشواطيء الخاصة.
ويقضي جزائريون أثرياء كثيرون الصيف في فنادق
فخمة حيث يدفعون نحو 30 دولارا للاستحمام في أحواض السباحة والشواطيء
المزدحمة.
والعمل جيد بالنسبة لهلال الذي يعمل في شاطيء
النخيل .
قال "كانت الأحوال سيئة في يوليو بسبب الخوف من
التلوث ولكنها بدأت تتحسن. وأنا في انتظار قدوم زبائني عندما تخف حرارة
الشمس."
ولكن صاحب مقهى للوجبات السريعة في شاطيء النخيل
اشتكى من انعدام التنظيم ونقص التسهيلات الاساسية وتقاعس السلطات عن
التواءم مع أوضاع الجزائر الجديدة.
وقال بلقاسم موكراني "لا يوجد تنظيم من السلطات.
ليست لدينا مراحيض عامة كافية وهناك نقص في الماء."
وأضاف ان عددا كبيرا من الجزائريين الذين يعيشون
في فرنسا يأتون لزيارة عائلاتهم ويذهبون إلى الشواطيء. في العام الماضي
توافد 1.9 مليون جزائري من فرنسا على الجزائر وقد استأنفت اير فرانس
رحلاتها الجوية إلى مدينة الجزائر في يونيو حزيران.
المصدر: رويترز |