أعلن مسئولو الشرطة بولاية ميرلاند الأمريكية عن
إلقائهم القبض على شابين أمريكيين بتهمة المشاركة في حادثة حرق صليب
أمام مركز إسلامي بولاية ميرلاند يضم مسجدا ومدرسة إسلامية، وذلك خلال
مؤتمر صحفي عقدوه ظهر الجمعة الأول من أغسطس الحالي بالمشاركة مع بعض
ممثلي مسلمي ولاية ميرلاند.
وقد امتنعت الشرطة عن إعلان إسمي الشابين
المقبوض عليهما لكونهما حدثين في السابعة عشر من عمريهما، وقد وجهت
إليهما تهمة ارتكاب جرائم دينية وعرقية وإتلاف ممتلكات وحرق صليب مما
يمثل انتهاك لقوانين ولاية ميرلاند المتعلقة بجرائم الكراهية. ولو تم
إدانة الشابين في القضية فسوف يحكم عليهما بأحكام تصل إلى الحبس لمدة
ثلاثة سنوات مع دفع غرامة.
وقد أبدى مسئولي الولاية إعجابهم بموقف المسلمين
المتسامح تجاه الجناة بعد علمهم بصغر عمريهما، إذ عبر ممثلو مسلمي
الولاية بالمؤتمر الصحفي عن رغبتهم في التركيز على إعادة تأهيل الشابين
أكثر من عقابهما على ما فعلاه نظرا لصغر عمريهما، وطالب القادة
المسلمون بالحكم على الشابين بالخدمة الاجتماعية بإحدى المؤسسات
الإسلامية مما قد يتيح لهما فرصة التعرف على المسلمين من قرب معربين عن
املهم في يكون الشابان قد ارتكبا الجريمة في أغلب الظن بدافع الجهل
الذي يقود أحيانا إلى كراهية عمياء.
وقد ذكر سيد رضوان مولانا مدير مكتب كير بولاية
ميرلاند أن كير سوف تعمل مع سلطات رعاية الأحداث ليس فقط لمحاكمة
المتهمين في القضية ولكن للمساعدة في إعاد تأهيلهما بشكل يساعدهما على
ممارسة حياتهما بشكل خالي من الكراهية والعنصرية، واقترح مولانا أن يتم
إيداع الشابين للخدمة بإحدى المراكز أو المؤسسات الإسلامية إذ حكم
عليهما بالمشاركة في أية برامج خدمة اجتماعية.
كما شكر مولانا شرطة ولاية ميرلاند وسلطات تنفيذ
القانون بها على تحركهم السريع في القضية، كما توجه بالشكر إلى عدد من
مؤسسات الحقوق المدنية بولاية ميرلاند التي عبرت على مساندتها لمسلمي
الولاية بعد وقوع الحادثة.
وقد وقعت حادثة حرق الصليب أمام إحد المراكز
الإسلامية بولاية ميرلاند في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس الرابع
والعشرين من يوليو الماضي. وحوادث حرق الصليب هي نوع من أنواع جرائم
التخويف العرقي، وقد مورست تاريخيا من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة
ضد الأفارقة الأمريكيين خاصة في الجنوب الأمريكي، إذا اعتادت العصابات
اليمينية الملثمة على حرق الصلبان خارج بيوت وكنائس الأفارقة
الأمريكيين تحت جنح الظلام، وذلك كنوع من التهديد والتخويف العرقي لهم
الذي قد يتبعه حوادث عنف واعتداءات ضدهم.
وقد عقدت القيادات المسلمة بولاية ميرلاند
مؤتمرا صحفيا ظهر يوم وقوع الحادث للتنديد به، وقد شارك في المؤتمر
مسئولون بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وبمكتبه بولاية
ميرلاند وبعض القيادات المسلمة المحلية وبعض المسئولين السياسيين
والعديد من القيادات الدينية والقيادات المعنية بالحقوق المدنية في
الولاية. وأعلنت كير بالمؤتمر عن تقديمها مكافأة قدرها خمسة آلاف دولار
أمريكي لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على مرتكبي الجريمة.
وكانت كير قد أصدرت في الخامس عشر من يوليو
الحالي تقريرها السنوي الثامن عن أوضاع الحقوق المدنية للمسلمين في
أمريكا والذي يوثق الاعتداءات التي تعرضت لها حقوق المسلمين المدنية في
أمريكا خلال عام 2002، وقد توصل التقرير إلى أن حوادث التمييز ضد
المسلمين في أمريكا زادت خلال عام 2002 بنسبة 15 % عن عام 2001. |