لم يحدث لأي إعلامية أن تعرض مسلسلاً تلفزيونياً
أبطاله أناس حقيقيون لم يكن – كما يبدو – يدور في خاطرهم أن تكون فضائح
سلوكهم الشخصي المشين مادة تلفزيونية يشاهدها الناس وكأن شيئاً لم يكن!
يبث تلفزيون جنوب أفريقيا منذ نهاية آيار 2003م
الماضي مسلسلاً بعنوان (بيغ براذر أفريكا) ولو تم إرجاع هذه الكلمات
إلى تركيبة حروفها الأصلية لظهر أنها مترجمة من اللغة الإنكليزية وتعني
(الأخ الأفريقي الكبير) وأصل الحكاية التي اصبحت مثاراً للجدل أن بعض
الأوساط داخل السلطة في حكومة نيجريا الأفريقية بذلت مساع كبيرة بهدف
منع وإيقاف المسلسل التلفزيوني المشار له إلا أن إذناً صاغية لم تتلقى
شيئاً من محتوى تلك الشكوى، ولا أحد يدري كيف أستطاع هذا المسلسل
الإباحي الفاضح أن يعبر الخطوط الحمراء للرقابة الإعلامية في جوهنسبرغ
وعدم إيقاف بثه مع التيقن أن له تأثيراً فاسداً على قطاع الشباب ويسلب
من الأخلاق جوهرها ومن الثقافة روحها.
ومن المثير كون المشاركين في المسلسل وعددهم
(12) شخصاً قد حازوا أعجاب الملايين في القارة ممن يشاهدوهم باستمرار
عارضين حياتهم الخاصة اليومية بواسطة كاميرات مخبأة عن أنظارهم كما
يفترض ذلك.
ويستعيد هذا المسلسل برامج بريطانية وهولندية
وفرنسية مثيلة له كانت قد عرضت في بريطانيا وهولندا وفرنسا تحت عنوان (لوفت
ستوري) حيث يتجمع زهاء (10) شبان في إحدى الشقق للمغازلة وتناول الشراب
والشجار.
ويتميز مسلسل (بيغ براذر...) بنسخته الأفريقية
بجمع (12) مرشحاً يتحدثون الإنكليزية من (12) دولة... وفي حين يغري
البرنامج الشباب من طبقات مترفة تملك تلفزيونات موصولة بالأقمار
الصناعية أو مشتركة في القناة الجنوب الأفريقية (دي. أس. تي في D.S.TV)
يثير المسلسل عاصفة من الاحتجاجات من جانب المحافظين في جميع أرجاء
القارة.
وخلافاً لكاميرات بعض القنوات الأوربية الشبيهة
لا تتوقف كاميرات (بيغ براذر...) عند باب الحمام بل وتدخل العدسات إلى
مخدع الحمام ويعتبر الاستحمام اليومي للأبطال الجذابين ذروة اللحظات
المثيرة في المسلسل.
وفي غرفهم يتخطى الأشخاص الأفارقة الحدود أيضاً
مما أدى إلى صدور تعليقات من البعض تتهم المسلسل بأنه إباحي الطابع
ومصور في نيجيريا.
ويقول مسؤول في لجنة الرقابة رفض ذكر أسمه: (ندرس
حالياً المضامين القانونية لخطوات سنتخذها ضد القنوات التلفزيونية التي
تبث (بيغ براذر أفريكا لأن المسلسل بصيغته الحالية يعتبر إهانة للثقافة
النيجيرية كما يشكل انتهاكاً للحياة الخاصة..) وأضاف: (نحن في نيجريا
وغالبية الدول الأفريقية لا نتحدث عن الممارسة الجنسية ولا نظهرها وفي
بعض مناطق نيجيريا يعتبر من غير اللائق حتى الكشف عن عدد الأطفال أحد
الأشخاص.
ومن المفارقة التي لم تخطر على بال الأسوياء أن
بعض متابعي ومراقبي المسلسل في جنوب أفريقيا يعتقدون أن البرنامج ساهم
في تحسين صورة النيجريين من القارة الأفريقية. وأخيراً فمما لا يمكن
استبعاده أن الكاميرات الخفية قد وضعت بالتنسيق مع الأشخاص الـ(12)
لقاء مكأفات مالية كبيرة ليمرر المسلسل على جمهور المشاهدين وكأنه
طبيعي وليس تمثيلي متفق على لقطاته. |