قال سماحة الشيخ عبدالرضا معاش في محاضرة له في
مأتم راس رمان بالبحرين في سلسلة بحوثه في العشرة الفاطمية عن دور
الشباب وضرورة الاهتمام بهذه الشريحة الفاعلة في المجتمع والتي تشكل
نسبة عالية من افراده، مركزا على ضرورة ايجاد البدائل المناسبة داعيا
العلماء والمفكرين واصحاب الاموال للمساهمة من اجل توجيه الشباب لما
فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة.
وقد اشار سماحته الى أهمية توفر الخطاب المناسب
بين الكبار والشباب، وانعدم هذه الرؤية يؤدي الى ايجاد شرخ كبير في
واقع الامة مما يؤدي الى تشرذم الشباب وذوبانهم في الحضارة الغربية.
وقد حذر سماحته من حالة العنف عند الشباب التي
تواكبهم غريزيا وهي مرحلة القوة بعد ان تسبقها وتتلوها مرحلة الضعف كما
عبر عن ذلك القران الكريم، مبينا المعنى المراد به من العنف في مختلف
المدارس، كرأي هوبز حيث عرف العنف انه : حرب الجميع ضد الجميع، ومؤيدا
له فريد بقوله: ان الانسان كائنا تنطوي مكنوناته الغريزية على قدر
لايستهان به من العدوانية، والرأي الاسلامي في ان العنف هي الغلظة
والفضاضة في الاقوال والحركات كما في كتاب جامع السعادات للعلامة
النراقي، محذرا الشباب من كافة انواعه مما يؤدي الى عواقب لايحمد
عقباها، داعيا الى استبدال ذلك بروح المحبة والتعاون والتعايش المشترك.
وقد ذكر سماحة الشيخ معاش المشاكل الاجتماعية
التي يعاني منها الشباب في المرحلة الحالية، وسبل مواجهة هذه المشاكل،
وايجاد الحلول لها عبر التمسك بالقران والعترة النبوية الطاهرة.
وقد تحدث الشيخ معاش (كما تنقل ذلك صحيفة الوسط
البحرينية) عن الاهتمام الكبير الذي اولاه الرسول الاعظم في بداية
دعوته الى هذه الشريحة المهمة في المجتمع حيث ارسل اول داعية اسلامي
الى المدينة المنورة وهو مصعب بن عمير من اجل نشر الدعوة وايصالها الى
المجتمع، وفعلا حينما هاجر رسول الله الى المدينة وجد ينبوع الاسلام في
غالب بيوت المدينة، وهكذا جعل عتاب بن اسيد واليا على مكة بعد فتحها،
قائلا في جوابه على احتجاج اهل مكة بتأمير شاب عليهم مع وجود الكبار:
ان الافضل هو الاكبر وليس الاكبر هو الافضل، مشيرا الى اهمية عنصر
الكفاءة في الامة.
وقد حذر سماحة الشيخ عبدالرضا معاش الشباب من
الانخداع بالاعلام المضاد والذي يؤدي الى انحرافهم فكريا وسلوكيا
وذوبانهم في الحضارة الغربية المنحرفة، والانسياق وراء الرذيلة وكل ما
يفسد الروح والجسد، معتبرا ان الايمان والتمسك بالقيم الاسلامية هو
العامل الرئيس لانقاذ الشباب مما يعانون منه من التشرذم والضياع.
وقد شدد سماحته من ضرورة الاستفادة من التطور
التكنولوجي في البعد الايجابي لتطوير الانسان وتنميته، سواء كان في بعد
الانترنيت او الفضائيات وغير ذلك.
وقد اختتم المجلس في مأتم راس رمان بالدعاء
لسماحة العلامة الجمري بالشفاء والصحة والعافية، وبقراءة سورة الفاتحة
على روح العلامة الدكتور الشيخ الوائلي. |