اصدرت ممثلية المرجع الديني الامام السيد صادق
الحسيني الشيرازي (دام ظله) في مدينة كربلاء المقدسة بالعراق بيانا
ذكرت فيه بعض الملاحظات والاشكالات حول تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي في
العراق، وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ
تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها))
عانى الشعب العراقي المسلم خلال العقود الماضية
أشد المعاناة على أيدي الحكومات الطائفية الديكتاتورية، وكانت حصة
الأكثرية الشيعية من هذه المعاناة الأكثر والأقسى دائماً.
وعند سقوط الطاغية انطوت تلك الصفحة الدموية من
تاريخ العراق وحان وقت إحقاق الحق وذلك بإقرار الحقوق التي أقرها الشرع
الحنيف والقانون الدولي وقواعد الحكم في الأنظمة الديموقراطية للأكثرية
المطلقة ولا شك ولا ريب أن الشيعة في العراق يمثلون الأكثرية المطلقة
ولكن خوفاً من بزوغ هذه الحقيقة حاولت الأنظمة الطائفية المتعاقبة
طمسها وقد تجاهل أول مجلس للحكم يتشكل بعد زوال العهد البائد هذه
الحقيقة حيث يضم (13) شيعياً و(11) سنياً (خمسة عرب، خمسة أكراد،
تركماني واحد) ومسيحياً واحداً.
إن هذه التشكيلة لم يراعى فيها حقوق الشعب
العراقي كاملةً حيث تم تجاهل النسبة الحقيقية للشيعة بإعطائهم (13)
مقعداً أين نسبة 52%، في حين أن الشيعة يشكلون 85% من الشعب العراقي
حسب المعلومات الدقيقة التي كانت تخفيها الأنظمة الطائفية البائدة
ولإزالة أي محاولة لإخفاء هذه الحقيقة ندعو إلى إجراء عملية إحصاء
للسكان وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
كما إن التشكيلة أغفلت الأكراد الفيليين وهم
جمهرة كبيرة من العراقيين الشيعة كما إنها أغفلت التركمان الشيعة الذي
هم الأكثرية من التركمان وهنا نتساءل هل يمكن ترسيخ الديموقراطية عبر
هضم الحقوق!
لقد أقامت الأنظمة البائدة حكمها على تجاهل
الحقائق فأنكروا للشيعة ولأئمتهم الميامين (عليهم السّلام). أي دور
يذكر في تاريخ العراق وتجاهلوهم باستمرار مع ان الشيعة كان لهم الدور
الأكبر في تاريخ العراق وخاصة في تاريخه الحديث بدءً بثورة العشرين
وانتهاء بمعارضتهم العامة للنظام البائد في الانتفاضة المجيدة وغيرها
كما أنهم تحملوا القسط الأكبر من الشهداء والمهجرين والسجناء وكان على
النظام السياسي القادم في العراق والذي بدأ أول خطواته مع تشكيلة مجلس
الحكم ألا يتجاهل هذه الحقيقة وبقية الحقائق حفاظاً للحقوق المهدورة
ودرءً لعودة الاستبداد والديكتاتورية من جديد حتى يتم بناء عراق مستقل
يفعم بالإيمان والحرية والرفاه والسلام، فلذا ندعو الجماهير المؤمنة
بالمطالبة بحقوقهم المشروعة بعيداً عن العنف حتى يتم:
أولاً: تعديل هذه التشكيلة بما يتناسب مع نسبة
الشيعة بمختلف قومياتهم أي إعطائهم نسبة 85%.
ثانياً: إجراء انتخابات حرة وبأسرع وقت ممكن
بعيداً عن أي تأثير إقليمي أو دولي لتكون الحكومة نابعة من صميم الشعب.
اَللَّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ
كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ وَتُذِلُّ بِهَا
النِّفاقَ وَأَهْلَهُ وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ
وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا
وَالآخِرَةِ.
ممثلية آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)
كربلاء المقدسة - العراق
17/7/2003 م
17/ج1/1424هـ |