تَـــلَعْثَمَ في مَـــباسِمِكَ
الهَـــدِيلُ
وغَـــارَ بِصَدْرِكَ النَفَسُ المُعَنَّى
وأُخـــمِدَ ضَـــوءُ قِنديلِ الحَكايا
وقـــامَ المِـــنْبَرُ المَوْتـُورِ ينعى
وجَـــفَّ نـَدَاكَ من جَارِي رُؤَانا
وأَغْـــفَت في جَــدَاوِلكَ الأَمَاني
فَسِـــرْتَ بــلُجَّةِ العُشَّاقِ نَعْشَاً
وأَرْعَـــدتِ القُــلُوبُ تدُكُّ صَدْراً
وناجتـــكَ المنَـــابِرُ والقـــوافي
تـــدَفَّـــق ايُّـــها النَـبْعُ المُصَفَّى
تَـــدَفَّق في جـــوانِحِنا شُعَــاعاً
سِنـــيـناً عِشـــْتَها سَيْفَاً صقيلاً
وصَــولاتٍ على سُوْحِ القوافي
وجَـــوْلاتٍ يُـــنَـــظِّــمُها يـــَرَاعٌ
طَـــلَـــعْتَ بِسَـــاحَةِ الدُنيا رَبيعاً
وذُبْـــتَ بـــجَدْوَلِ الباقِــينَ نَهْلاً
وطـــاوَلَ شَأْوُكَ السامي الثُرَيَّا
وظـــَلَّ هَــدِيْرُكَ السيَّالُ مَجْرىً
وتهــتِفُ في جوانِحِهِ السَواقي
ويُـــبذَرَ فيـــهِ (إيقاعُ) القوافي
وَيـــبقى نَبْـــعُهُ الصـافي نميراً
فـــما غَـــالَ الَردى جَذْراً دفيناً
ستَـــبْقَى رَغْـــمَ آنـَــافِ المنايا
وتَبقى رغمَ صَمْتِ الموتِ بَحْراً
وتَبـــقى رَغْمَ جَدْبِ القبْرِ غيثَاً
وتبقى كَفُّكَ البيـــضاءُ طَـــوقــاً
فلـــيتَ الخُــلْدَ في يَدِنا، ولكن..
وتُسْقَى الكَوثَرَ الشَهْدَ المُصَفَّى
وِتَـــأمَنُ في حِمَى أسَدٍ هصورٍ
أيـــأمَـــنُ كُـــلُّ مـذعورٍ وتَبقى
وتُكْسَـــرُ أضلُعُ الزهراءِ جَهْراً
ويَصْـــرَخُ خَـدُّها المُحْمَرُّ لَطْمَاً
فعُـــذْراً نفثَةُ المصـــدورِ فَحَّت |
|
فَـــدَمْدَمَ في مَسَـــارِبِنَا
العَويْلُ
فـــثَارَ الحُزنُ في دَمِنا يَصُولُ
فأُلْهِبَ في محـــاجِرِنا الفَـــتيلُ
وبُـــحَّ بِصَـــمْتِكَ الـقلَمُ الجديلُ
فَمَـــاتَ النَـخْلُ بَعْدَكَ والفَسِيْلُ
وعَـــذبُ رُواكَ في دَمِنا يسـيلُ
ومَـــرْفَأُ مَـــوْجِهِ العاتي رَحِيلُ
تَجَـــهَّمَ في أَضَـــالِعِهِ الـذُهُولُ
فَـــهَامَ بِرَجْعِها الأملُ الخضيلُ
لتنهَـــلَ مــن مَشَارِبكَ العُقولُ
فنَـــجْمُكَ لـــن يُغَيِّبَـهُ الأُفـــولُ
فـــلم يهْـــدَأ على فَمِكَ الصليلُ
تـــُدَقُّ عـــلى روائِعها الطُبولُ
بـــِرَبِّكَ بعـــدَ فَقْـدِكَ من يجولُ؟
فـــلم تُـــدْرِكْ رَوائِعَكَ الفُصولُ
فـــأعْشَبَ حولَكَ المَجْدُ الأثيلُ
فأُوقِـــدَ من مشَاعِلِكَ الأصـيلُ
تـــلاطَمُ في جـــوانِبِهِ السُيولُ
ليَـــنْهَلَ مَسْمـــَعٌ ويَعُــبَّ جيلُ
وتُثْمِرَ في (هويتِهِ) النخيلُ (1)
تَـــدُورُ عـــلى مَوَارِدِهِ الحُقولُ
وتحـــتَ التُـــربِ يبقى يستطيلُ
مَعِـــينَاً بين أَضْـــلُعِـنا يَسِيْـــلُ
يُحــمْحمُ في شواطِئِهِ الصَهيلُ
تفــايَضُ من سواكِبِهِ السُهولُ
بـــأرواحٍ تَحـَيَّـــرُ مـــا تقـــولُ
سيَـــجْزِيْكَ الرِسالَةُ والرسولُ
ويَعْذُبُ عـــندَ حيـــدَرةَ النـُزولُ
فَـــقَرَّ وقُـــلْ وَقَدْ سَكَنَ الغليلُ:
تُـــرَوَّعُ بيـــن أَعْيُـــنـِكَ البتولُ
وفي يَـــدِكَ المهَـــنَّدُ لا يَمـــيلُ
أغِثـــْني يا حِمـــايَ فلا تصولُ
وهـــل يـــدري بِنَفـثَـتِهِ الثَكُولُ |