فــــكر لمثـــلك مـــا جـــف ومـــا نضبا
ما الموت فيك سوى كاس الخلود أتى
أغـــراه أنـــك مـــضـــياف لمنـــتهـــل
وإن روحـــا تضـــم الـــفكر معـــرفـــة
فـــجاء ينـــدب فيـــنا لـــون وحشتـــنا
فـــأسدل الهـــم في أنـــحاء مسرحـــنا
كـــم كنـــت تبعـــث في أنـــحاءه وهجا
تحنـــو علـــيه بما يشفـــيه من عـــلل
تسقـــيه بالـــذكـــر والأوراد نـــافـــلـة
روضـــته فــي مــــــدار الله مـــتـــكلا
يـــا منـــبع الـــفــكر لا أدري بأي أسا
يـــا أيـــها النـــبع الـــثري في تـــدفقه
هـــذي جـــداولـك الحـــبلى معـــلمـــة
ســـما بـــها الحـــق ريـــانـــا بوافرها
فبـــاركـتها أيـــاد مـــنـــك مخـــصـــبة
يـــا منـــبع الـــفكر كـــم أطربتنا شجنا
وطـــأت في قـــلبـــنا المــنهوك تؤنسه
يمـــمته السيـــر عـــن مجهول مورده
كـــفـــاك أنـــك للأعــــــواد رائــــــــده
هـــذا الـــحسيـــن سفـــين منك يبحرنا
فالخـــالـــدون بغـــير الله ما اعتصموا
يـــأبى لـــك المـوت ما تعطيه من ألق
نـــأبى عـــليـــك قـــبول بالـــرحيل فهل
أم إنـــه الـــوطـــن المشـــتاق ضـمكم
فـــأجهـــش الـــترب في لقــياك منتحبا
جمعـــت قلـــبـيـن فـــيه الطـف ملتهب
فـــيا حلـــيف الهـــدى حالفـت مبسمها
أكـــبرت أمــسك في المنفى تتوق لها
والـــيوم في جـــوفها تـــؤنسك تربتها
آمنـــت انـــك مـــا خضــت العناء لكي
لكـــن عـــمرا عـــلى فكـــر وتوعــية
لا يهـــلك الـــدهر روحـــا منـك خالدة
لم يســـلب اللحد غير الشلو من جسد
فـــليهنكم في تـــراب الطـــهر حيـــدرة
عســـاك في كـــنف الأطهار متـــكيء |
|
ولـــم يـــزل يـــرفـــد الـــدنيا بمـــا
رحبا
يخـــفيـــك عـــنا ليـــبقى مــزهرا خصبا
في الله لـــم تشـــتك أيـــنا ولا نـــصـــبا
نـــمت إلـــيك بـــنور يوقـــظ الشـــهـــبا
مســـتعـــجلا فـــيك إذ واراك واحـــتجبا
وخــيم الصـــمت ودمـــع بالحشى سكبا
يـــفجر الـــفكر وعـــيا رائـــدا رطـــبـــا
وغـــذا الفـــضيلة ريـــان بـــمـــا وهـبا
وصغـــته ورعـــا لم يعـــرف الـــكـــذبا
حـــتى تـــبرعـــم فيـــنا الحـــب وانتصبا
أنعـــاك ! أم أنـــعـــي الصـــراط أبــــــا
أنــى وأنـــت وخـــد ويســـكن الـــتربـــا
فـــلم يـــزل شـــوطـــها الهدار شوط إبا
صـــمامـــة الأمـــن إن غــي لها اقتربا
وســـددتـــها أيـــاد الغـــيب , لا عجـــبا
يهـــز أعـــماقـــنا واللحـــن مـا طـــربا
فـــمـــا تشعـــب فـــي ألـــوانه وكـــبـــا
فـــأعـــقـبـتـك منـــارا يغـــمر الحـــقـــبا
مـــا أنجـــبت مثـــلكم أعـــوادها خـــطبا
شـــطر الـــنجاة إذا مـــا الموج قد غلبا
إلا بحـــبــل رضـــاه الســـادة الـــنجـــبا
مـــن الـــوصـــول فـــما بدر لكم غـــربا
تـــأبى علـــيـــنا وصـــالا صـــادقا عذبا
مستأنســـا بـــرجـــوع لـــم يكن لحـــبا
مـــن الغـــري وحـــتى الطـــف قد وثبا
وآخـــر بالغـــري جســـم لـــكـــم نـــدبا
بالنـــيـــرات فكـــانـــت للـــهـــدى لقــبا
رحـــبا يشـــع عـــلى أبعـــاده الـــنجـــبا
والشعــر أنشـــودة في حـــلبـــة الأُدبـــا
تمتـــد دهـــرا فتـــمضي الـــرحلتان هبا
لا يخـــتـــفي وهـــجا بـيـن النـــقاء ربى
فســـوف تـــبقى بـــها حـــيا ومنـــتسبا
لـــكن روحـــك فيـــنا قـــط مـــا سلـــبا
وذاك مـــا يـــتمـــنى طـــالـــبٌ طــــلبـــا
مـــدى النعـــيم وعـــند الله محـــتسبـــا |