القطيف: تعرض سماحة
العلامة الشيخ فيصل العوامي للموقف الذي ينبغي أن يُتَّبَع تجاه الفكر
والمنتسبين إليه على ضوء ما تروّج له وسائل الإعلام حول ما يطلق عليه
بالفكر المتشدد. جاء ذلك خلال حديث ضمن سلسلة أحاديثه التي يلقيها كل
يوم جمعة في مسجد الإمام الحسن(u ) بالقطيف.
وركّز سماحته في بداية حديثه على أن قراءتنا لهذا
الفكر ينبغي أن تكون دقيقة وغير متأثرة أو منفعلة بما تثيره وسائل
الإعلام الغربية والمتأثر بها في الوسط الإعلامي العربي، وذلك أن هذه
الوسائل تتخذ من الإشتباهات التي يرتكبها المنتسبون لهذا الفكر ذريعة
للإنقضاض على الفكر الإسلامي الأصيل وتشويه المشروع الإسلامي المتحرر
المطالب بالتغيير والإصلاح، باعتبار أن هذه الوسائل على دراية كافية
بأن الخطر الذي يحدق بالمطامع الغربية لا يكمن في الفكر الجامد وإنما
في الفكر المتحرر الداعي للعودة نحو الأصالة الدينية، ولهذا فهي تتخذ
من حربها ضد ما تسميه بالفكر المتشدد وسيلة لمحاصرة حزب الله في لبنان
وحماس في فلسطين وما أشبه.
ثم إن التصوير الذي يعتبر أن الفكر المتشدد المسؤول
الوحيد عن الأخطاء في الساحة الإجتماعية والثقافية لا يخلو من اشتباه
وعدم دقة، فالكل يتخذ هذا الفكر شمّاعة يحمل عليها سائر الأخطاء من أجل
التعتيم على المكامن الحقيقية للأخطاء، بل في الحقيقة التشدد في الفكر
ما هو إلا إفراز طبيعي لأخطاء حقيقية أخرى.. هذا مع العلم أن ما يطلق
عليه بالفكر المتشدد لا يخلو من إيجابيات ومحاسن، فليس كل ما يتبناه
المنتسبون لهذا الفكر خاطئ، بل فيه الكثير من المحاسن، وبناء على ذلك
ينبغي أن نحذر من الإنسياب وراء الترويج الإعلامي الغربي، ونسعى لتقديم
قراءة حكيمة للتحولات الموجودة في الساحة.
وذلك لا يعني عدم وجود أخطاء في هذا الفكر وفي
سلوكيات المنتسبين إليه، ولكن هذه الأخطاء لا ينبغي أن تدفعنا للرفض
المطلق له ومحاربته، وإنما لابد أن نميِّز بين الخطأ والصواب، ونواجه
الخطأ بالحوار لا الحرب. |