بدأت اعمال ندوة عالمية حول ثقافة السلام تضم
300 شخصية ثقافية من منطقة البلقان والعالم غالبيتها من ناشطات في
الحركات النسائية العالمية .
واشارت الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي للبوسنه
صونيا موزير ستاراخ في كلمة لها في افتتاح الندوة الى اهمية تطوير
ثقافة السلام والتعايش في الحياة العامة ووسائل الاعلام في جميع انحاء
العالم وتطوير اشكال الحوار بين الشعوب المتباينة.
وشددت ستاراخ على ضرورة الاستفادة من التراث
التاريخي للبوسنة حيث تعيش شعوب واديان متباينه طيلة ال 500 عام
الماضية في تفاهم وتعايش وتعاون مشيرة الى ان الحرب البوسنية لم تكن
بسبب ذلك التباين العرقي والديني بل لان القادة الشيوعيين المتطرفين
رأوا في هذا النموذج الايجابي امرا يغاير تطلعاتهم المتطرفة .
ومن جانبه طالب رئيس حكومة البوسنة عدنان
تيرزيتش في كلمة له في الندوة بفرض مادة (ثقافة السلام) في المناهج
الدراسية في جميع المدارس في الدول الاوروبية ودول العالم.
وقال ان البوسنيين المسلمين حافظوا طيلة
تاريخهم الطويل الممتد لنحو 500 عام في المنطقة على ثقافة السلام
والتفاهم والتعايش وانهم لم يمارسوا سياسة الانتقام والعنف ضد الاخرين
رغم ما اصابهم من كوارث وتدمير معتبرا ان اسس الاسلام الحنيف تدعو الى
الحوار بالكلمة الحسنة وان الفرق بين الناس هو بالعمل الصالح وليس باللون
او العرق او الموقع الجغرافي .
وتشارك ناشطات في حركات نسائية من 12 بلدا من
اوروبا واسيا وافريقيا في هذه الندوة من بينها ناشطات من تونس ومصر
وفلسطين ولبنان.
وتعيش البوسنة احلام البناء والجمال والسلام فقد
دعا اشهر خطاط لاحرف اللغة العربية البوسني كاظم حاجي ميليتش الى
اقامة مسابقة عالمية سنوية لاجمل وافضل خط في سراييفو للمحافظة على
تقاليد الخط المكتوب وتطوير تقنية ادائه ونشره في انحاء العالم كمظهر
فني مميز.
وقال حاجي ميليتش انه يعتبر الحروف العربية
ذات طبيعة جمالية تفوق الفنون التشكيلية المعروفة مما يجعل تطوير
وتشجيع الخطاطين مسألة حيوية للمحافظة على هذا اللون التشكيلي البديع.
واضاف انه انشأ قسما لتدريس فن الخط العربي في
اكاديمية الرسم والفنون التشكيلية بجامعة سراييفو بهدف العناية بهذا
اللون الفني.
واوضح انه يعد لمعرض فني كبير يشمل كتاباته
لايات قرانية كريمة باشكل وخطوط متباينة لان "فن الحروف العربية التي
لا يضاهيها شيء من حروف اللغات الاخرى فنا في الشكل والمظهر".
واعتبر ان الخطاط ليس اقل كفاءة من الفنان
التشكيلي مشيرا الى ان هناك الكثير من الفنانين التشكيليين الذين
عجزوا عن تقديم اداء رسم الخط العربي بالاشكال الرائعة الجميلة.
واشار الى ان الفنان العالمي الشهير بيكاسو
قال في احدى المناسبات عندما سئل عن رأيه في الخط العربي ان "في كل
كلمة منقوشة بالعربية جمالا وقيمة اكثر مما يوجد في رسومي".
وعبر عن ارتياحه لاتخاذ الهيئة الاسلامية
العليا في البوسنة قرارا بكتابة اية الفاتحة الكريمة على كل شاهد
لقبور المسلمين في البوسنه لتميزها عن القبور الاخرى مشيرا الى انها
ستحافظ على فن النقش على الحجر بالعربية كمظهر فني وروحي رائعين.
وطالب بادخال مادة الخط العربي في جميع
الكليات والمعاهد التي تعني بفن الرسم التشكيلي في جميع الدول
الاسلاميه موضحا ان كليات الرسم من دول غير اسلامية تبدي اهتماما
بالخط العربي كمظهر فني مميز وترغب في دراسته.
وقال حاجي انه القى عشرات المحاضرات في معاهد
وكليات رسم تشكيلي في دول اوروبية حول اظهار الجانب الفني التشكيلي
الخاص للحروف العربية.
يذكر ان حاجي قد درس الفن التشكيلي في جامعة
سنان باشا التركية حيث اهتم بدراسة النقوش الاسلامية بشكل خاص قبل ان
يتفرغ لدراسة الخط العربي وممارسة ادائه.
ولاتكتفي البوسنة بعشقها للخط العربي بل انها
تقتني المخطوطات الإسلامية وتعتبرها جزءا من تاريخها لثقافتها
الإسلامية.
فقد أعلن مدير معهد المخطوطات الإسلامية في
البوسنة الدكتور مصطفى ياهيتش أن الاستعدادات تجري على قدم وساق
لإنشاء مقر جديد لمتحف المخطوطات الإسلامية النفيسة في البوسنة بدلا
من المبنى الحالي الذي تضرر خلال الحرب البوسنية معتبرا أن المتحف
يضاهي الكثير من متاحف المخطوطات الإسلامية الأخرى.
وقال ياهيتش أن المتحف يضم حوالي 10000 مخطوط
نادر من أهمها مصحف عريق كتب بخط اليد وبماء الذهب على الجلد يرجع عهده
إلى القرن السادس عشر الميلادي.
وأكد أن المتحف واجه خمس محاولات خلال حروب
القرن الماضي استهدفت تدميره والمخطوطات الإسلامية النادرة التي
يحتويها بهدف محو الوجود الحضاري والثقافي الإسلامي في البلقان.
وأفاد أن المسؤولين عن المتحف قاموا خلال حرب
البوسنة بجهود ضخمة للحفاظ على المخطوطات حيث قاموا بنقلها خمس مرات
كان آخرها إلى خزائن البنك المركزي البوسني لحمايتها وهو ما مكن من
المحافظة على معظم موجودات المتحف حيث تم نقل ونسخ المخطوطات
والمحافظة على النسخ الأصلية في أماكن أمينة خارج البلاد لضمان حمايتها.
واعتبر أن تلك المخطوطات لا تمثل فقط تاريخ
الإسلام في البوسنة والبلقان بل اعتبرها جزءا من التاريخ والثقافة
الإسلامية عامة مشيرا إلى أن من بينها عشرات المخطوطات المكتوبة
باللغة العربية وبلغات شعوب إسلامية أخرى كالفارسية والتركية القديمة.
وأشار إلى أن متحف المخطوطات يضم نسخة أصلية من
ديوان الشاعر الفارسي الكبير حافظ الشيرازي الذي عاش خلال القرن
السادس عشر. ويعود تاريخ إنشاء المتحف إلى عام 1537 كجزء من المركز
الإسلامي الذي شيد إلى جوار أول مسجد في العاصمة البوسنية سراييفو
الذي بناه أول وال عثماني للبوسنة غازي خسرو بيك.
وكشف ياهيتش عن أن المبنى الجديد للمتحف يمتد
على مساحة سبعة آلاف متر مربع مجتمعة وسيشيد وفقا لأحدث النظم بكلفة
تبلغ نحو ثمانية ملايين دولار تقوم دول إسلامية بتغطيتها.
المصدر: كونا، النبأ
المعلوماتية |