|
قال مسؤول حكومي سعودي ان الجهات المعنية اوقفت
1000 امام مسجد عن العمل الى حين إعادة تدريبهم وتأهيلهم للدعوة الى
الاعتدال الديني ورفض التطرف. وقال عبد الرحمن المطرودي، وكيل وزارة
الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد لشؤون الاوقاف في السعودية، ان
تعليمات ستصدر الى هؤلاء الأئمة لإبلاغ المصلين بأن هجمات 11 سبتمبر (ايلول)
2001 تعتبر انتهاكا لتعاليم الإسلام. وأشار الدكتور المطرودي الى ان
اجراء تعليق عمل الأئمة يعتبر جزءا من إجراء لإعادة النظر يجري بصورة
منتظمة وليس رد فعل للهجمات الانتحارية التي وقعت في العاصمة في مايو (أيار)
الماضي بمجمعات سكنية يقطنها غربيون.
وقال المطرودي ان الأئمة ابلغوا بأن ما حدث في
11 سبتمبر والهجمات التي وقعت في أماكن اخرى تتعارض مع الاسلام وانه
يجب عليهم ان ينقلوا الى المصلين ان هذا هو الموقف الذي يجب ان يتخذه
المسلمون.
وأوضح المطرودي ان الجهات المسؤولة ستطلب من كل
من لا يصلح لهذا العمل الاستقالة او تخضعه لإعادة تدريب على ان يزود
بتعاليم الاسلام الحقيقية التي تتعارض مع التطرف، على حد قول المطرودي.
يذكر ان هذه الخطوة كانت قد بدأت قبل تفجيرات الرياض الشهر الماضي التي
اسفرت عن مقتل 35 شخصا ويشتبه في ان «القاعدة» وراء تنفيذها. كما شنت
السلطات حملة صارمة على عدد من الأئمة المتشددين الذين يعتقد انهم
يحرضون على العنف، اذ اعتقل ثلاثة اصوليين ذكر انهم يؤيدون اعمال العنف.
وجاءت هذه الخطوة التي تعتبر الاولى من نوعها في
تاريخ المملكة على اثر تصاعد الهجمات الاعلامية والسياسية على المملكة
العربية السعودية والمدرسة الوهابية التي تشرف على المساجد والمراكز
الدينية وتثقيف الدعاة.
وقد تلقت وزارة الشؤون الاسلامية توصيات رسمية
بفصل 353 شخصا من العاملين في المساجد هم 44 خطيب جمعة و 160 امام مسجد
و 149 مؤذن، وذلك بعد التأكد من عدم صلاحيتهم للعمل في المساجد في حين
الحقت 1357 شخصاً بدورات شرعية.
ونقلت صحيفة الحياة عن الشيخ سلمان العمري رئيس
اللجنة الاعلامية لبرنامج العناية بالمساجد قوله: ان هذه مرحلة اولى
وستتلوها مراحل اخرى.
هذا وكان الشيخ محمد تقي باقر امين عام (المسلم
الحر) سبق وان وجه عدة رسائل الى ولي العهد السعودي الاميرعبد الله
يرجو فيها اصلاح الخطاب الديني في المملكة وفي دائرة الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر بالذات. وقال الشيخ في رسالته الأخيرة التي بعثها الى
الامير عبد الله: واود ان الفت نظركم الكريم الى نقطة في غاية الاهمية،
وربما هي غير خفية عنكم، وهي ان الغالب من الذين شاركوا في الاعمال
الأرهابية والعنف في مختلف انحاء العالم هم من الملتزمين بالتعاليم
الدينية والحضور في المساجد ودور العبادة، ويكمن الاشكال وبعد التحقيق
والفحص في اسلوب الخطاب والتوجيه الديني، حيث ان الغالب من المساجد في
المملكة ( بل وفي سائر دول العالم وللاسف) ودوائر الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر و.. ، قد استولى عليها الفكر المتطرف الذي يدعو الى
الغاء الآخر وتكفير المسلمين، وهذا الأمر مشهود بوضوح في الحرم المكي
المبارك والمسجد النبوي الشريف، وفي كيفية التعامل مع ضيوف الرحمن
بالذات..
واضاف الشيخ باقر: ارجو من سيادتكم التوجيه
الصريح للمسؤولين في الارشاد الديني والادارات التابعة بعدم الغاء
الآخر مهما كانت اعتقاداته، وعدم تكفير المسلمين بل واحترام مشاعرهم
ومعتقداتهم، فان الآية المباركة صريحة في عدم الاكراه في الدين
والمعتقد وتشمل العموم ولا تخصيص في الامر، وقاعدة (الالزام) المذكورة
بالتواترفي كتب السنة المطهرة تشمل المسلمين وغيرهم وكذلك الامر في
سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكيفية معاشرته مع الموافق
والمخالف. بل وحتى مع اليهود الذين كانوا أشد حرصاً على اندثار الوجود
الاسلامي آنذاك، فانه قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في كيفية المعاشرة
معهم: من آذى يهودياً فقد آذاني، وقال ايضاً: وان جالسك يهودي فاحسن
مجالسته.
وبهذه المناسبة وجه الشيخ باقر رسالة اخرى الى
سمو الامير يشكره والمسؤولين على مابذلوا من جهد في سبيل الاصلاحات
السياسية والاجتماعية.
المصدر: النبأ
المعلوماتية |
