يكاد أن يكون ضرب المرأة دون توفر مبرر قوي..
ظاهرة عالمية.
أسئلة عديدة ما تزال تبحث عن الإجابة الشافية
لتحديد المبرر الكاف الذي يقف وراء اتباع أسلوب العنف في التعامل ضد
المرأة. وخبراء علم النفس والتربية والاجتماع (والجريمة أحياناً) يقفون
في حيرة من أمرهم أمام حالات الاستخفاف من مخلوق المرأة سواء كانت زوجة
أو ابنة ومعلوم أن أداء الرجل داخل حدود أسرته إذا ما اعتراه تطرفاً في
إتباع أسلوب العنف مع النساء فيه وبالذات حين ينفقد المبرر الكافي لديه
فهذا ما يخلق تباعداً بين نفوس أفراد العائلة الواحدة وبالتالي يسهل في
قادم الظروف إلى أن تستسهل المرأة اقتراف الزلة الأخلاقية مع أول من
يسمعها كلاماً معسولاً تعتقد أنه كلام طبيعي للرجل مع المرأة لكن في
أغلب الأحيان تكتشف بعد وقت متأخر وحين لا يفيد الندم شيئاً أنها كانت
ضحية فخ الرجل المتربص بها، لذلك فإن توطيد علاقة الرجل ذو القيمومة
المعنوية أو المادية أو كليهما مفاعل بيت مثالي تسودها المحبة
والاحترام المتبادل والحرص على أن تزهو العائلة بعلاقات الشفافية بين
أفرادها فيه من الفوائد في بناء ركائز وحياة الأسرة ما يمكن أن يريح به
كل فرد فيها ويجعل من العائلة قدوة بين بقية العوائل.
والعنف ضد المرأة يقصد بها أي فعل عنيف ينجم عنه
أذى أو معاناة جسمية أو جنسية أو نفسية للمرأة بما في ذلك التهديد
باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان من الحرية سواء دفع ذلك
في الحياة العامة أو الخاصة، وهناك (3) أشكال للعنف الممارس ضد المرأة
هي العنف الأسري والعنف الاجتماعي والعنف المؤسسي ومن مفارقات ما يذكر
بهذا الشأن أن نتائج الدراسات العالمية قد اثبت: (إن تقدم الدول لا يعد
متغيراً جوهرياً في انتشار العنف من عدمه) فمثلاً نجد أن الإناث أكثر
تعرضاً للاغتصاب والانتهاك البدني في أمريكا وإسرائيل والهند وكينيا،
أما الدول الصناعية فلا تخلو من مشكلة ضرب الزوجات، وتأتي في مقدمتها
كندا وبريطانيا، أما في العالم العربي فتجد التفرقة بين الفتى والفتاة
منذ البدايات، وهي تفرقة تفقد الأنثى فيما بعد التفوق في بعض القدرات
العقلية، إلى جانب ما تتعرض له من إهانة وضرب وتقليل من شأنها
واستبعادها من بعض الوظائف).
وأظهرت خلاصة بحث إحصائي أجرته حديثاً منظمة
الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة في عدد من مناطق العالم
إلى: (إن زهاء (66.6%) من النساء في بعض مناطق العالم يتعرضن للإساءة
والأذى البدني في منازلهن. وبينت النتائج الأولية للدراسة أن زهاء
(50%) من النساء في بيرو (مثلاً) يتعرضن للأذى البدني بأيدي أزواجهن
إلا أن النسبة تزداد لتصل إلى زهاء (61%) في المدن الكبرى، كما وجد أن
نتائج دراسات ميدانية مشابهة في كل من البرازيل وتايلند جاءت متطابقة
تقريباً).
هذا ودفعت نتائج هذه الدراسة كبار المسؤولين
الدوليين إلى إطلاق حملة عالمية تهدف إلى توعية النساء وتشجيعهن على
الحصول على النصح والمعونة لمعالجة هذه الظاهرة السلبية إلا أن ما ظهر
أن قلة قليلة من النساء لديهن الاستعداد والجرأة على الإفصاح عن ما
يتعرضن له من أذى بدني وضرر معنوي بيد الأزواج، ولعل أخطر ما استنتجته
الدراسة الآنفة إن النساء اللواتي يتعرضن لمثل هذا الأذى يقعن في مشاكل
صحية ونفسية وهو ما يدعوا نحو زهاء (66%) ضحايا العنف المنزلي إلى
محاولات الانتحار.
أن موضوع العنف مازال يشغل الباحثين لكن
المفاجأة الحديثة ما توصل إليه المستشار علي حسين – محافظ القيلوبية في
مصر كان مندهشاً في دراسة له جاء في نصها: (ثبت أن (86%) من النساء
اللائي سُئلن عن رأيهن قد وافقت على العنف ضد المرأة بينما كانت نسبة
الرجال (96%) وترجع أسباب العنف الذي يمارسه الرجال على النساء إلى
عنادها أو عصيانها لأوامره أو الشك في سلوكها أو الخلافات المالية.
والعنف بحسب تعبير د. ناهد صبري الأستاذ بمركز
البحوث الاجتماعية والجنائية كما تقول: (العنف ضد المرأة مشكلة لا وطن
لها) ونرجع السبب مهماً كان لإتباع أسلوب العنف ضد المرأة لأسباب كثيرة
ومنها: (إحساس الزوج بالقهر أو البطالة وما يترتب على الأخيرة من
منغصات) وأخيراً فيكاد أن يقترب الجميع من أن العنف مع الزوجات ليس من
خصال المثقفين الحقيقيين بصورة عامة. |