كثرت أسباب الانتحار في العصور الحديثة حتى بدأت
تتسرب ببطئ في بلدان كان أفرادها يفتخرون بأنهم من سلالة البلدان
الحضارية في العالم القديم كالهند والصين وغيرهما فماذا يلوح بالأفق
حول مسألة الانتحار والمنتحرين؟!
كشف مسح أجرته مؤخراً إحدى المنظمات العاملة في
مجال مكافحة الانتحار في الهند أن حالة انتحار واحدة تحدث كل (5) دقائق
في الهند. ونقلت وكالة (برس ترست) الهندية عن مسؤولين في منظمة أسمها (الحب)
وهي منظمة تعمل في مجال منع الانتحار أن (33.3%) من نسبة الانتحار
بالهند تحدث بين الفئة العمرية ما بين (15 إلى 29) سنة وأن أغلب حوادث
الانتحار تحدث بين الإناث بسبب المشاكل الأسرية.
وأظهرت دراسة حديثة أعدها أطباء متخصصون في علم
النفس: (إن عدد الذين أقدموا على الانتحار بولاية كيرلا جنوب الهند وصل
إلى أرقام كبيرة إذ يصل عدد المنتحرين من بين كل (100) ألف منتحر في
الهند خلال السنة هناك (32) شخصاً من ولاية كيرلا) وكذلك فإن نسبة
الانتحار بين المسنين في ارتفاع مضطرد فـ(50%) من المنتحرين خلال
السنوات الأربع الأخيرة تتراوح أعمارهم ما بين (45 إلى 60) سنة.
وكان راديو لندن قد ذكر قبل فترة: (إن السلطات
في كوريا الجنوبية تجري تحقيقاً مع مسؤولي عدة مواقع على الشبكة
الدولية للمعلومات حول تشجيع الناس على الانتحار) هذا وكان الراديو
المذكور قد قال أيضاً: (أن هذه المواقع تساعد الناس الذين يرغبون في
الانتحار ويعتريهم الخوف في العثور على أشخاص آخرين ليقتلوهم).
هذا وتشير معلومة مؤكدة: (إن ثمة (30) أو (40)
موقعاً متخصصاً في قضايا الانتحار على الشبكة الدولية للمعلومات).
وفي الصين أظهر استطلاع عن الانتحار في ربوع
الصين: (إن معدل حالات الانتحار يصل إلى (287) ألف حالة كل سنة) وذكرت
وكالة الأنباء الصينية (شينخوا): (أن حالات الانتحار تشكل (3.6%) من
مجموع الوفيات في الصين سنوياً وهو ما يشكل خامس سبب للموت بعد أمراض
الأوعية القلبية..) وغيرها من الأمراض. ووفقاً للاستطلاع فإن معدل
انتحار الإناث يتجاوز نسبة (25%) عن معدل الذكور المنتحرين وبهذا الصدد
علق خبير صيني كبير هو البروفيسور ذاي شوكار المتخصص بالانتحار بالقول:
(إن معدل الانتحار في الصين يمكن تقليله لأن النساء الريفيات هن على
الأرجح غالبية من يقدمن على الانتحار ويستخدمن في الغالب مبيدات الآفات
الزراعية لقتل أنفسهن وإذا تمت السيطرة بحزم على مبيدات الآفات السامة
فسيقل معدل الانتحار إلى النصف أي (50%) في جميع أنحاء البلاد).
وفي بيان لمنظمة الصحة العالمية صدر عن مقرها
الإقليمي لغرب المحيط الهادي في مانيلا: (أصبح الانتحار مشكلة صحية
عامة رئيسية).
أما التايونيون فحظهم في عمليات الانتحار ليس
قليلاً إذ تحدث حالة انتحار واحدة في كل (3.5) ساعة. |