يعكف علماء في كاليفورنيا على وضع نظام لرفع
سرعة انزال مواد من على شبكة الانترنت بشكل يسمح بانزال فيلم كامل في
ثوان قليلة. فقد صمم فريق من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتقنية «كالتك»
في باسادينا النظام الذي أطلق عليه نظام «تي.سي.بي» السريع، ويعمل على
نفس البنية التحتية المستخدمة للانترنت حاليا ولكنه مصمم للعمل بسرعة
اكبر. ويتحكم نظام بروتوكول التحكم في الارسال «تي.سي.بي» الذي طور في
السبعينات في حركة الانترنت عن طريق تقسيم الملفات الى اجزاء صغيرة حجم
الواحد اقل من 1500 بايت. وقالت مجلة «نيو ساينتست» أمس الاربعاء انه
في العادة تخرج حزمة من الكومبيوتر المرسل الذي يظل بانتظار اشارة من
المتلقي يخبره بوصولها ثم يرسل الحزمة التالية، ولكن اذا لم يصل رد
للكومبيوتر المرسل فسيعيد ارسال الحزمة مرات اخرى متعاقبة بسرعات اقل
حتى تصل، ومن هنا يمكن ان تتسبب مشاكل صغيرة في بطء الاتصال بالانترنت.
واضافت المجلة أن الفارق مع «تي.سي.بي السريع» يكمن في الجهاز المرسل
الذي يظل يقيس باستمرار الوقت الذي يستغرقه وصول الحزم المرسلة والمدة
التي يستغرقها وصول الرد. ويكشف النظام الجديد اي تأخير ويتنبأ بأعلى
معدل يمكن ارسال البيانات عليه دون المخاطرة بفقدانها. وعندما اختبر
الباحثون انظمة «تي.سي.بي السريعة» وجدوا انها نجحت مجتمعة في رفع سرعة
الانترنت ستة آلاف مثل سرعة الاتصال عبر انظمة الاتصال عريضة النطاق
العادية. واضافت المجلة أن «كالتك» تجري بالفعل محادثات مع مايكروسوفت
وديزني لاستخدام النظام الجديد في خدمة اختيار المواد المرئية التي
توفرها المؤسستان.
وأعلن باحثون أمريكيون عن تسجيلهم رقما قياسيا
لسرعة شبكة الإنترنت، مما يبشر بمستقبل رقمي أسرع.
وتمكن العلماء في مركز "ستانفورد لاينير
أسيليراتور" من استخدام أسلاك الألياف الضوئية لنقل 6.7 غيغا بايت من
المعلومات - أي ما يوازي فيلمين رقميين- قاطعة أكثر من 6800 ميلا في
أقل من دقيقة.
وكان الفريق قادرا على نقل المعلومات دون ضغط
بما يوازي 923 ميغا بايت في الثانية لمدة 58 ثانية من وادي صني
بكاليفورنيا إلى العاصمة الهولندية أمستردام، وهي سرعة أكبر بنحو 3500
مرة عن سرعة الإنترنت العادية.
وقال مساعد مدير مركز ستانفورد، ليس كوتريل، "نحن
نطور قدرتنا على تأسيس تقنية شبكة عمل جديدة."
وأضف كوتريل إن "الخبراء قد يصلون إلى نقل
معلومات للتطبيقات العملية بسرعة عالية كل يوم، بحيث يستفيد منها
الأطباء في مواقع مختلفة، كأجراء نقاش حول نتائج اختبار تخطيط القلب،
ومن ثم تقديم التشخيص والعلاج."
ومبدئيا، فإن موظفي مركز ستانفورد يتوقعون
استخدام السرعة الجديدة في نقل المعلومات للاشتراك في كميات أوراق
البحث الضخمة التي تجمّعت من قبل الفيزيائيين، والتي تدرس كتل البناء
الأساسية.
ولكن وعلى المدى البعيد، فإن مستخدمي الإنترنت
والأعمال التجارية يمكن لهم أن يستفيدوا من النتائج.
إلا ان الوصول إلى هذه المرحلة لن يكون سهلا،
بحسب رأي هارفي نيومان، أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا،
الذي شارك في بحث المركز، حيث يقول: "القيود لن تكون على سرعة الإنترنت
وإنما على سرعة جهاز الحاسوب الخاص بالباحث."وفي المعدل العام فإن حجم
المعلومات التي يمكن إرسالها عبر الإنترنت تضاعفت سنويا منذ عام 1984،
ويتوقع لهذا الاتجاه أن يتواصل.
وهذا الانجاز يزيد نحو 3500 مرة على عملية النقل
العادية في وصلات "البرودباند" العادية المتوفرة للمستهلك العادي.
ويقول لس كوترل من الشركة التي انجزت العملية
إنه من خلال الوصول إلى تخوم تكنولوجيات الانترنت، بات ممكنا أن جعل
السرعات الفائقة في نقل المعلومات متوفرة لجميع التطبيقات والاستخدامات
اليومية.
ويضيف أن من ضمن الاستخدامات المحتملة للتحميل
والتفريغ السريع للمعلومات تبادل المعلومات الخاصة بالمرضى الذي يمرون
بحالات حرجة بين الاطباء.
كما سيصبح ممكنا تبادل المعلومات في حالات
الكوارث عبر العالم، وبالتالي تمكين القائمين من وضع خطط الطوارئ
اللازمة لمواجهتها.
وقد ارسلت تلك المعلومات عبر شبكة انترنت/2 ،
وهي شبكة يديرها تجمع (كونسورتيوم) مكون من 200 جامعة في جميع انحاء
العالم، وهي تهدف إلى تطوير وتحديث الآفاق المستقبلية للانترنت
وتطبيقاتها.
كما يستهدف القائمون عليها ربط المؤسسات
التعليمية والاكاديمية والبحثية ببعضها وبسرعات عالية تصل إلى حد النقل
شبه الفوري لمئات من الميجابايت المعلوماتية.
وقد كان الهدف من تحقيق هذا السبق الجديد متمثلا
في السعي لنقل كميات ضخمة من المعلومات الرقمية ينتجها علماء الفيزياء
المتخصصين في دراسات المكونات الاساسية لبناء المادة.
ويحدث هذا التطور الكبير في حين يصل عمر بعض
تقنيات الكمبيوتر التي تتيح لك أن تقرأ هذه المقالة إلى ثلاثين عاما.
ففي عام 1973 كان تم للمرة الأولى نقل البيانات
عبر شبكة كمبيوتر تعرف باسم إيثرنت.
ويرجع هذا الانجاز إلى كل من بوب ميتكالف وديفيد
بوجز اللذين كانا يعملان في ذلك الوقت باحثين لدى مركز زيروكس بالو
آلتو الأسطوري للأبحاث.
وقد مرت ثلاثة عقود وما زالت شبكة الايثرنت
تستخدم لربط ملايين الكمبيوترات ببعضها البعض وربط تلك الأجهزة
بالأنترنت.
وبدأ ميتكالف العمل على تطوير أساليب تساعد على
نقل البيانات بين أجهزة الكمبيوتر بعد أن قرأ عما قام به نورمان
آبرامسون بجامعة هاواي.
فآبرامسون كان قد قام بعمل شبكة بيانات للراديو،
وأسماها "آلوهانت". وتقوم هذه الشبكة بتقسيم البيانات إلى أجزاء صغيرة
تسمى "حزم".
وتسمح شبكة آلوهانت لأي كمبيوتر مرتبط بالشبكة
بنقل البيانات في أي وقت.
ونتيجة لذلك لم تكن هذه الشبكة فعالة للغاية ولم
تستخدم سوى أقل من 20 بالمئة من نطاقها الترددي الممكن.
وقد تم تجاهل حزم البيانات التي اصطدمت ببعضها
البعض جراء القيام ببثها في نفس الوقت.
ولتمييز هذه الحزم عن نظام آلوها أسماها السيد
ميتاكالف ايثرنت.
ويعتمد هذا الاسم على أفكار قديمة حول وسيلة
يفترض أنها دائمة الحضور وغير مرئية تساعد على انتشار الضوء.
وعبر تطوير الطريقة التي تتعامل بها شبكة
كمبيوتر في معالجة الاصطدام اعتقد السيد ميتكالف أن بإمكانه إجراء
تحسين كبير على السرعة التي تنتقل بها البيانات.
ويبرهن البحث الذي قام به ميتكالف وزملاؤه على
أن بإمكانهم أن تبادل كمية أكبر بكثير من البيانات بسرعة أكبر بكثير
مما تتيحه الشبكة الهاوائية.
وبعد ثلاثة أعوام من إرسال هذه الحزم الأولى من
البيانات، كان لدى الشبكة التي طورها ميتكالف وبوجز مائة جهاز.
وتعمل الشبكة بسرعة فائقة تصل إلى 2.94 ميجابايت.
وأنشأ السيد ميتكالف شركة تسمى "3 كوم" للبدء في
صنع وشراء مكونات تتيح للآخرين أمر إقامة شبكات ايثرنت.
ولدى ظهورها لأول مرة، كانت شبكة إيثرنت تنقل
البيانات بين الأجهزة بسرعة 10 ميجابايت في الثانية.
ومنذ ذلك الحين تطورت هذه التقنية بشكل كبير
بحيث يمكنها الآن العمل بسرعة تقاس بالجيجابايت. |