حث سماحة الخطيب الشيخ جلال معاش،على ضرورة
تكثيف الجهود الخيرة باتجاه معالجة وحل تراكمات الأزمات الاجتماعية
التي هي من مخلفات نظام صدام المخلوع، ونتاج سياساته الفاسدة التي أضرت
كثيرا بمجتمع الأمة المسلمة في العراق كثيرا، لا سيما قطاع الشباب
بالذات، وداعيا إلى تقديم يد العون والدعم لتمكين الناس داخل العراق
على سد الفراغ الحاصل في الحياة الاجتماعية، وبالذات تمكين الشباب على
الزواج والقضاء على مشكلة تفشي العنوسة في أوساط النساء العراقيات، وهو
ما يؤثر على سلامة ومستقبل المجتمع العراقي المظلوم، والذي عانى الكثير
من المصائب والكوارث في ظل حكم بعث صدام.
ومشيرا إلى أبعاد المشكلة الاجتماعية المتفاقمة
اليوم في المجتمع الإسلامي، وفي العراق بالذات، شارحا الأسباب
والخلفيات التي تقف وراءها، وبالذات ما يتصل منها بمشكلة الشباب المسلم
وقضية الزواج والأسرة، ودعى إلى ضرورة تظافر جهود القيادات الدينية
والسياسية والاجتماعية إلى مواجهة هذه المشكلة وإيجاد الحلول السريع
لها ضمانا لمستقبل الأجيال الناشئة الشابة ورسم حياتها الكريمة.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها الشيخ
معاش ظهر الجمعة 21 ربيع الأول 1424 هـ الموافق 23 أيار مايو 2003 م،
في حسينية الحوزة العلمية الزينبية في حي السيدة زينب (عليها السلام)
بالعاصمة السورية دمشق.
ونقلت الوكالة الشيعية للانباء(اباء) ان سماحته
قد ابتدأ خطبته بالحديث عن مناسبة المولد النبوي الشريف، ومستعرضا
العطاءات الفاضلة والخدمات الجليلة التي أسداها النبي الأعظم محمد (صلى
الله عليه وآله) للأمة في الميدان الاجتماعي بالذات، وكيف أنه (صلى
الله عليه وآله) استطاع أن يتجاوز بتوفيق من الباري تعالى تلك العقبات
والحواجز الكبيرة التي كانت تعترض سبيل الحياة لذلك المجتمع القبلي
الجاهل في الجزيرة العربية، وما يكتنفه من مظالم ومتاعب ومعاناة خصوصا
للمرأة التي كانت تعيش وقتذاك أسوء فصول الظلم والتمييز. وأوضح الشيخ
معاش في جانب آخر من خطبته، إلى أن الرسول الأكرم وبفضل وحكمة سياسته
أعطى للبشرية فلسفة الكون والحياة والإنسان، وأيقظ الروح وحكم العقل،
واخرج الناس من الظلمات إلى النور رغم كل ما واجهه من معاناة ومحاولات
مضادة ومعاكسة لهذا التوجه والهدف النبيل. |