يتساءل الرأي العام العربي لماذا نسبة العنف ضد
النساء اليمانيات تفوق نسبتها لدى المجتمعات العربية الأخرى؟!
موروث التقاليد في المجتمعات التي لم تمسها
نسمات الحضارة الراقية مشكلة بحد ذاتها ذلك أن منها تتسع مظاهر العصبية
والعنف ضد النساء في اليمن الذي كان يسمى بـ(اليمن السعيد) قد سلب من
جمهرات بنات حواء هناك الطمأنينة فأمام تحولات الحياة المعاصرة
ومتطلباتها المعقدة وغير السهلة الاستحصال قد خلقت جواً يخشى أن يسمى
بـ(ثقافة العنف) ضد النساء في اليمن.
ففي رصد مظاهر العنف ضد النساء اليمانيات في
الطرق والشوارع العامة مثلاً برزت (دنا غانم) الباحثة الاجتماعية من
خلال دراسة استطلاعية أجرتها على عينة آراء من النساء والرجال
باعتبارهما طرفي المشكلة فتبين أن (75%) ممن استقصينا آرائهن يتعرضن
للضرب والمضايقة باليد أو العصا أو بالرفس و(45%) يتعرضن للرجم
بالحجارة و (35%) لهجوم واختطاف حقائبهن و(27%) تعرضن لمحاولة اختطاف
و(90%) لكلام بذيء و(66%) لانتقادات و(72%) لمراقبة كل ما تقوم به
المرأة و(90%) لمعاكسات بأنواعها المختلفة.
وعن أسباب تعرض النساء اليمانيات للعنف من قبل
الرجال كانت إجابتهن أن نسبة (86.1%) تعود لتردي الأوضاع الاقتصادية في
عموم البلاد وانتشار البطالة (84.4%) وتفشي الجهل بين أوساط المجتمع
(88.3%) وعدم وجود أداة سهلة للإبلاغ عن حالات (87.8%) وعدم وجود
قوانين تحد من العنف (95%) وغياب الوازع الديني (79%) غلاء المهور
المسبب بعدم قدرة الشباب على الزواج (74%) وعدم وجود برامج ثقافية
وتوعوية (83%) وخروج بعض النساء بمظاهر فاتنة (84%) ووضع بعض النساء
لروائح عطرة (89%).
إن ضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة اليمانية
في المناهج التربوية وأجهزة الإعلام ومحاربة الفقر والقضاء على البطالة
وإصدار قوانين رادعة بحق المعتدين والمتجاوزين بواسطة شرطة آداب متخصصة
مع تهيئة فرص العيش الكريم لكل فرد كفيل بحل هذه المشكلة وإنقاذ المرأة
اليمانية من سلوكيات الجلافة والعنف. |