في خطبته الجمعة لهذا الأسبوع تحدث سماحة الشيخ
فيصل العوامي بمسجد الإمام الحسن (ع) بالقطيف، عن الجذور الحقيقة
لانتهاج العنف في العمل الإصلاحي، وذلك في سياق ما يجري في الآونة
الأخيرة من أحداث باسم الإسلام والدين.
وقال بأن السبب الحقيقي يكمن في القراءة الخاطئة
للنصوص الشرعية والتاريخ الديني، باعتبار أن في تلك النصوص والتاريخ
العديد مما قد يعتقد أن فيه دعوة للمواجهات العنفية، كغزوات الرسول(r)
والفتوحات الإسلامية، بالإضافة للعديد من النصوص، كقوله تعالى:(قاتلوهم
حتى لا تكون فتنة)..
إلا أن هذه النصوص والمقاطع التاريخية المذكورة
ليست دليلاً على صحة ما يجري اليوم باسم الإسلام، لأن الأصل في الدعوة
والإصلاح اللاعنف، كما في قوله تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنة)، وما خرج عن ذلك فإنه من قبيل المستثنيات التي حدثت
لأسباب أخرى كالدفاع أو الاستنقاذ.
فالأصل أن الإسلام يدعو إلى السلم واللاعنف وليس
العكس، إلا في بعض الظروف الخاصة، كالذي حدث في جنوب لبنان.. ولهذا فإن
علماء الإسلام شيعة وسنة عبر التاريخ، ما كانوا يشجعون على استخدام
الأساليب العنفية حتى في أحلك الظروف، كالذي رأينا من الإمام الخميني
عند مقاومة النظام الشاهنشاهي، والإمام الشيرازي عند مقاومة النظام
البعثي.
لذلك علينا الترويج بشكل كبير لثقافة السلم
واللاعنف، علّنا نستطيع مع الزمن للحد من الثقافة العنفية..
وقد أكد بين كلامه بأن وجود النواقص والأخطاء
ليس مبرراً كافياً للجنوح نحو العنف، فأغلب الإشكالات يمكن أن تُصلَح
الإصلاح والدعوة اللاعنفية. |