أنشأت جماعة سعودية معارضة في الخارج قناة
تلفزيونية فضائية قال زعيم الجماعة يوم الخميس انها قد تمثل خطرا على
حكام السعودية أكبر مما تمثله أعمال العنف التي تستلهم أفكار اسامة بن
لادن.
وقال سعد الفقيه زعيم الحركة الاسلامية للاصلاح
في المملكة السعودية ومقرها لندن ان قناة الاصلاح تأتي في اطار جهود
"لاختراق جدار الخداع" في المملكة والسماح للسعوديين بالتعبير عن
آرائهم بحرية.
واضاف لرويترز "سيكون ذلك خطرا اكبر على الأسرة
الحاكمة السعودية من كل قنابل ابن لادن."
وتابع ان القناة التي لا تعرض الآن سوى رسالة
تقديم ستبدأ بث برامجها الكاملة في الايام القليلة القادمة حيث ستقدم
ساعتين او ثلاث ساعات من البرامج الحوارية كل يوم تعاد على مدى 24 ساعة
وكذلك أخبارا تظهر مكتوبة على الشاشة.
وقال الفقيه ان الحركة الاسلامية للاصلاح في
المملكة السعودية التي أسست عام 1994 تدعو الى التغيير السلمي في
السعودية وتطالب بالحريات السياسية في ظل حكومة تتسم بالشفافية وتخضع
للمحاسبة.
وستحل القناة التلفزيونية محل اذاعة صوت الاصلاح
التي أنشأتها الحركة في ديسمبر كانون الاول عام 2002 وتبث ارسالها
حاليا على مدار الساعة.
هذا وسوف تشهد السعودية قريبا تطورات كبيرة على
ضوء احداث العراق الاخيرة والهجمات المسلحة في الرياض، فالغربيون في
السعودية يفكرون ماذا يفعلون بعد هذه التطورات، ومنذ ان نسفت فيلته فوق
رأسه في التفجيرات الانتحارية قبل ثلاثة أيام لا يستطيع الامريكي جاي
بترفيلد النوم وينتابه صداع حاد.
ومثل غربيين كثيرين يعملون في السعودية يتساءل
عما اذا كان مرتبه المعفي من الضرائب واسلوب حياته المريح يستحقان
تعرضه للقتل في هجوم مماثل.
قال بترفيلد (44 سنة) وهو من صن فالي بايداهو
"انني عصبي ومهزوز جدا. واشعر ان هجمات اخرى ستحدث وهذا يفزعني. اعتقد
انني يجب ان ارحل من السعودية... اعرف كثيرين يفكرون في هذا. ربما نقرر
في نهاية الاسبوع الحالي."
ويعمل في السعودية نحو 40 الف امريكي منهم 12
ألفا يعيشون في الرياض حيث اقتحم مهاجمون يطلقون الرصاص من بنادقهم
ثلاثة مجمعات سكنية بها حراس بعد منتصف ليل الاثنين وفجروا شاحنات تحمل
قنابل ضخمة.
ويقول مسؤولون سعوديون ان الهجوم اسفر عن سقوط
34 قتيلا واصابة عشرات كثير منهم في حالة حرجة. واعترفوا بوجود نقص في
الامن قبيل الانفجارات التي اتهمت بتدبيرها منظمة القاعدة التي يرأسها
اسامة بن لادن.
وحث روبرت جوردان السفير الامريكي في السعودية
الامريكيين على الامتثال لنصيحة وزارة الخارجية الامريكية للمواطنيين
العاديين على التفكير في مغادرة المملكة.
نقلت مصادر قوله لمجموعة من الامريكيين مساء
الثلاثاء "السعودية جبهة في الحرب ضد الارهاب. النساء والاطفال ليس
مكانهم ساحة المعركة". وامريكيون كثيرون يأخذون هذا التحذير مأخذ الجد.
قالت باتي ابركرومبي وهي ممرضة متقاعدة من فورت
ورث بتكساس عالجت جرحي الانفجار الذي وقع في المجمع الذي تسكنه "الان
استعيد كل شيء.. ما اسهل ان يموت المرء... كنت هنا في 11 سبتمبر. غادرت
اثناء حرب العراق ثم عدت. ولا اعرف هذا المرة ما اذا كنت ساعود. رأيت
الوميض ثم سقطت النافذة ناحيتي مع هبوب هواء ساخن. كان امرا مروعا
وشريرا."
وقالت ابركرومبي ان اكثر الامور فظاعة بالنسبة
لها ان المجمع الذي تسكنه يعيش فيه اطفال لموظفين غربيين يعملون في
سلاح الجو السعودي.
وقالت انه لو لم يتمكن حراس مسلحون ببنادق آلية
من تفجير احدى الشاحنات المحملة بمتفجرات خارج المجمع وقد ماتوا اثناء
العملية لارتفع عدد الضحايا كثيرا.
وطلبت الحكومة البريطانية من عائلات 30 الف
بريطاني في السعودية الرحيل. كما حذرت من احتمال وقوع هجمات اخرى. وقال
بريطاني طلب عدم الكشف عن اسمه ان عددا كبيرا من المدرسين الانجليز
الذين يعيشون في مجمع قريب قد غادروا السعودية بالفعل. كما اغلقت
المدارس الامريكية والبريطانية وقد لا يعاد فتحها باقتراب عطلة الصيف.
قال مدرس الانجليزية فيليب موات (46 سنة) وهو من
فانكوفر بكندا انه قد لا يغادر السعودية ولكن كثير من معارفه يفكرون في
الرحيل بعد انتشار الحديث عن بشاعة الانفجارات.
وفي هذا السياق كثفت السعودية يوم الخميس مع
الاقرار بوجود فجوات أمنية أثارت انتقادات واشنطن من ملاحقتها لأعضاء
في القاعدة يشتبه في أنهم وراء التفجيرات الانتحارية التي قتل فيها 34
شخصا على الأقل.
ومن المقرر ان ينضم ضباط مكتب التحقيقات
الاتحادي الى التحقيقات في التفجيرات الثلاثية لسيارات ملغومة يوم
الاثنين الماضي التي دمرت مجمعات سكنية في الرياض يقطنها أساسا أجانب
مما أسفر عن مقتل سبعة أمريكيين على الاقل.
وأقرت السعودية بوجود أخطاء أمنية فيما طلب
البيت الابيض من حليفه العربي التعامل مع حقيقة وجود إرهابيين على
أراضيه.
وانتقد سفير الولايات المتحدة لدى السعودية
المملكة لعدم استجابتها بسرعة كافية للمطالب الأمريكية الأخيرة بتعزيز
الأمن في المجمعات السكنية التي تعرضت لهجمات انتحارية هذا الاسبوع.
وقال روبرت جوردان سفير الولايات المتحدة لدى
الرياض ان السفارة الامريكية طلبت تعزيز الامن في مجمعات المغتربين قبل
هجوم يوم الاثنين الماضي الذي قتل فيه 34 شخصا وجرح نحو 200 آخرين.
وحث جوردان أسر الامريكيين على مغادرة السعودية
قائلا "هذه (السعودية) جبهة في الحرب على الارهاب. وساحة المعركة ليست
مكان النساء والاطفال." ويعيش حوالي 40 الف امريكي في السعودية.
وتعهد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية
السعودي باتخاذ اجراءات أمنية اكثر صرامة وألقى باللوم في التفجيرات
على تنظيم القاعدة وهو أول هجوم ضخم على أهداف أمريكية منذ الحرب
بقيادة الولايات المتحدة على العراق.
وقال الامير نايف لصحيفة اراب نيوز ان أياد
أجنبية وارء الهجمات مشيرا الى ان هذا واضح من هوية الارهابيين الذين
تلقوا تدريبات على أيدي القاعدة في افغانستان.
ونقلت الصحف السعودية عن مسؤولين آخرين قولهم ان
المهاجمين تلقوا أوامرهم من اسامة بن لادن مباشرة لكن مصدرا أمنيا
سعوديا كبيرا قال ان هذه التأكيدات سابقة لأوانها.
وقال المصدر "لا نستبعد هذا لكن التحقيقات ما
زالت في مراحلها الأولية وليس هناك اي دليل حتى الآن."
ووعد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل
بالعثور على مدبري التفجيرات وقال ان القاعدة ستندم على أفعالها .
وقال الامير سعود في مؤتمر صحفي في الرياض
"بمجرد ان الارهاب حصل فهذا يعنى قصور وعلينا ان نتعلم من أخطائنا
ونسعى الى تحسين ادائنا فى هذا الاطار."
واضاف ان من فعلوا هذا سيندمون لانهم "جعلوا هذه
البلاد يدا واحدة ويدا واحدة موجهة
لإنهاء هذا الجرم الخبيث من جسد هذه الأمة حتى
لا يعود مرة أخرى."
وتساور الولايات المتحدة "شكوك قوية" بأن شبكة
القاعدة كانت وراء التفجيرات. وتلقي واشنطن باللوم على القاعدة في
هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 . ويصل فريق ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي
الى السعودية في وقت لاحق يوم الخميس لينضم الى فريق من الشرطة
البريطانية.
ووفقا لاحصاءات السعودية حول ضحايا التفجيرات
قتل بريطاني لكن الخارجية البريطانية قالت ان العدد قد يرتفع الى ثلاثة
لدى تحديد هوية جثتين أخريين.
وقالت متحدثة "ابلغنا أسرتي البريطانيين اللذين
ما زالا مفقودين .. وحتى استكمال اجراءات تحديد الهوية لا نستطيع قول
المزيد."
وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون ان معاونا
كبيرا للرئيس جورج بوش توجه الى السعودية قبل قليل من التفجيرات لابلاغ
المسؤولين هناك بمخاوف الولايات المتحدة من هجوم وشيك.
وقال المسؤولون الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم ان
ستيفن هيدلي نائب مستشارة الامن القومي ذهب الى الرياض الاسبوع الماضي
لتسليم التحذير قبل ايام من التفجيرات الانتحارية.
وجاء الكشف عن ايفاد المبعوث لتسليم التحذير بعد
ان قالت الولايات المتحدة في انتقاد نادر صيغ بحرص ان السعودية "يجب ان
تتعامل مع حقيقة وجود ارهابيين داخل اراضيها."
وتوترت العلاقات الامريكية السعودية عقب هجمات
11 سبتمبر ايلول 2001 بطائرات مختطفة حيث ان 15 من 19 مختطفا كانوا
سعوديين.
وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض "يجب
ان تتعامل السعودية مع حقيقة وجود ارهابيين داخل اراضيها وان وجودهم
يمثل تهديدا للسعودية وللامريكيين ولآخرين يعيشون ويعملون في
السعودية."
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان ثمانية
امريكيين قتلوا و17 اخرين أرسلوا الى المستشفى احدهم حالته حرجة. وتقول
احصاءات سعودية رسمية ان سبعة امريكيين لقوا حتفهم.
وقال مسؤولون سعوديون ان المشتبه بهم في
التفجيرات هم في المقام الاول 19 رجلا يعتقد انهم من اعضاء القاعدة
اختفوا في الرياض الاسبوع الماضي بعد تبادل لاطلاق النار مع الشرطة.
وجاءت التفجيرات قبل ساعات من بدء زيارة وزير
الخارجية الامريكي كولن باول للرياض ضمن جولة في الشرق الاوسط لتوضيح
السياسة الامريكية بعد الاطاحة بصدام حسين في العراق. |