أُقيمت صباح اليوم، الثامن من ربيع الأوّل،
مراسم العزاء في بيت الإمام الشيرازي (قدس سره) وذلك بمناسبة استشهاد
الإمام الحادي عشر من أئمة المسلمين الحسن بن علي العسكري (عليهما
السلام).
تحدث في بداية هذه المراسم سماحة حجة الإسلام
والمسلمين رياحي، وقدّم التعازي إلى الإمام الحجة المنتظر (عجل الله
تعالى فرجه الشريف) بمناسبة استشهاد والده (عليه السلام)؛ وقال: إنّ من
التفاسير المهمة لدى الشيعة تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) حتى
إنّ العلاّمة السيد حسين الأمين يشير إليه في أحد كتبه قائلاً: إنّه
تفسير معتبر، لأنّ العلاّمة المجلسي (رحمه الله) وثّقه نقلاً عن الشيخ
الصدوق رضوان الله عليه. فبالرغم من أنّ بعض الأصحاب لم يقبلوا بهذا
الموضوع إلاّ أنّ العلاّمة المجلسي قبل به واعتمد عليه بسبب أنّ الشيخ
الصدوق الذي يُعد قريباً من عصر الإمام العسكري (عليه السلام) قبل به
واعتمد عليه.
وقال الخطيب رياحي: وهناك كتاب آخر منسوب إلى
للإمام العسكري (عليه السلام) وهو كتاب (المناقب) الذي كتبه الإمام
لشيعته عام 255ه ، يوصيهم فيه بخير ما أوصى به الله المؤمنين في أكثر
من 150آية في القرآن الكريم، يوصيهم بالتقوى، كما في الرسالة التي
كتبها للمحدّث الشهير علي بن بابويه وأوصاه فيها بتقوى الله والزهد في
الدنيا.
وأشار الخطيب في جانب آخر من حديثه إلى ذكرياته
عن الإمام الشيرازي (قدس سره) وقال: إنّ الأشخاص الذين تشرّفوا بلقاء
سماحته مراراً سمعوا منه توصيته الناس عموماً والشباب خصوصاً بالتقوى
والأخلاق الحسنة والتعاون.
وختم حجة الإسلام رياحي حديثه بالإشارة إلى
رواية في كتاب الكافي الشريف للمرحوم الكليني (رحمه الله) فحواها: إنّ
الإمام العسكري (عليه السلام) قضى مدة من حياته في السجن وكان سجّانه
المسمى صالح قد استأجر شخصين وأرسلهما إلى السجن ليتظاهرا بالعبادة على
مرأى من الإمام ويحاولا التقرب إليه عن هذا الطريق ثم يتجسسا عليه.
وبعد أن قضيا مدة في السجن مع الإمام تم إحضارهما ليُسألا ما جمعاه عن
الإمام (عليه السلام) فقالا: لقد كان الإمام يصوم النهار ويحيي الليل
حتى الصباح بالعبادة وذكر الله ولم يكن عنده ذكر أو كلام آخر.
تحدّث بعد ذلك، حجة الإسلام والمسلمين شفيعي
وقال: يسمى الإمامان الهادي والعسكري (عليهما السلام) بالعسكريين
لأنّهما كانا قد أُحضرا من مدينة جدهما (صلى الله عليه وآله وسلم)
ووضعا تحت المراقبة والإقامة الجبرية في منطقة العساكر في سامراء،
والسبب وراء وضع الإمام العسكري تحت الرقابة في منطقة عسكرية بسامراء
هو أنّ المنجمين كانوا قد تنبأوا بأنه يولد له ولد يزيل عروش الظلم
والظَلمة ويقيم العدل والقسط في العالَم. وهكذا سعى الأعداء عن طريق
حبس الإمام العسكري (عليه السلام) أن يبعدوا الأمة عنه ويقللوا من
محبوبيته بين الناس، ولكنّهم خابوا في مسعاهم.
تحدث بعد ذلك حجة الإسلام شفيعي عن مشكلات
المجتمع فقال: لماذا كل هذه الأمراض التي تفتك بالمجتمع؟ لماذا كل هذه
الضربات الموجهة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ لماذا يبتعد
الناس عن علماء الدين؟ إنّ السبب وراء النظرة المتشائمة التي ينظر
إليها الناس لرجال الدين أنّ بعض رجال الدين لا يفكّرون إلاّ بالدنيا
وتراهم متمسّكين بها بإحكام لصيقين بها في حين أنّ أكثر أفراد المجتمع
يعيش الفقر والتعاسة!
ثم أشار الخطيب إلى الشخصية المرموقة للمرحوم
آية الله العظمى الشيرازي وقال: حُييت من رجل لابد أن يأتي زمان على
الناس حتى يعرفوك ويعرفوا شخصيتك.
وقال حجة الإسلام شفيعي: لقد ذكرت هذه النقطة في
محضر بعض المراجع العظام وقلت: لو فتشتم كل الكرة الأرضية لما وجدتم
شبراً من الأرض تعود ملكيتها للمرحوم آية الله العظمى الشيرازي (قدس
سره الشريف)!
وقال الخطيب في الختام: لماذا يأمر المسؤولون في
مدينة إصفهان الإيرانية بسحب كتاب ليالي بيشاور من الأسواق، وبذريعة
الخوف من انحراف الطلبة والشباب؟!
وكان ضمن المتحدثين في هذه المراسم سماحة حجة
الإسلام والمسلمين (معرفت) الذي قال: إنّ كل مشاكلنا اليوم تعود للأمس،
يوم قالوا «حسبنا كتاب الله»، يوم أحرقوا الدار على أهل البيت (عليه
السلام) واستأثروا بالحكم.
لقد كان ديدن الحكومات الأموية والعباسية قتل آل
البيت (عليهم السلام) إضافة إلى قتلهم أناساً أبرياء كثيرين طيلة مدة
حكمهم الجائر.
ثم تحدث الشيخ معرفت عن بعض كرامات الإمام الحسن
العسكري (عليه السلام) وختم المجلس بقراءة المراثي.
جدير بالذكر أنّ الخطباء والوعاظ والحاضرين في
هذه المراسم توجهوا بالدعاء إلى الله تعالى لأن يمن على سماحة آية الله
العظمى السيد صادق الشيرازي بالعافية والتامة والسلامة الدائمة.
|