قال نشط سعودي من الشيعة يوم الاحد ان زعماء
الطائفة التي تمثل اقلية في المملكة العربية السعودية قدموا التماسا
الى ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز للمطالبة بأن تكون لهم
كلمة اكبر في شؤون المملكة ذات الاغلبية السنية.
ويشكو الشيعة من التمييز ضدهم في السعودية التي
يساورها القلق في الوقت الحالي بسبب عودة شيعة العراق المجاور الى
الساحة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق الذي اطاح
بالرئيس صدام حسين. وينفي مسؤولو السعودية اي اتهامات بالتمييز ضد
الاقليات الدينية.
وصرح النشط جعفر الشايب لرويترز في مكالمة
هاتفية ان الالتماس قدم في اواخر الشهر الماضي الى الامير عبد الله.
وقال الشايب رئيس الوفد الذي قابل الامير عبد الله ان 450 من الشيعة في
السعودية ممن يطالبون بالاصلاح وقعوا على هذا الالتماس.
ومضى يقول ان الشيعة ليسوا متحالفين مع اي جهة
خارج البلاد وانهم لا شك يريدون حل هذه القضية حتى لا تتاح فرصة لأي
دخلاء. وذكر رجل دين سعودي من الشيعة في الشهر الماضي ان الشيعة يأملون
في ان تؤدي هزيمة صدام الى مساعدة قضيتهم في المملكة.
ويعتقد ان الشيعة يمثلون اغلبية السكان في
المنطقة الشرقية بالسعودية حيث توجد أغلب امدادات النفط.
ومضى الشايب يقول انهم بحثوا المشكلات التي
يواجهونها وان الامير عبد الله اقترح اقامة منتدى ديني ترعاه الحكومة
حتى يمكن ان يتوصل الشيعة والسنة في السعودية الى فهم متبادل أفضل.
وجرى الاجتماع الامير عبد الله في الثلاثين من
الشهر الماضي حيث قام وفد من 18 شخصا بتسليم ولي العهد مذكرة موقعة من
450 شخصية شيعية تطالب بوقف التمييز اللاحق بهم وبافساح المجال امام
ابناء هذه الطائفة لتسلم وظائف في الوزارات الحساسة.
وحسب مصادر في الوفد فان الاجتماع "كان ايجابيا
جدا والامير وعد باجراء المزيد من اللقاءات معهم في المستقبل القريب".
وتكرر المذكرة التاكيد على ولاء الشيعة للمملكة
وتدعو المسؤولين الى "اصدار اعلان واضح يؤكد احترام حقوق الشيعة
والتعامل معهم على اساس المساواة مع بقية المواطنين".
كما طالبوا بتمثيل لهم في رابطة العالم الاسلامي
ومنظمات اسلامية اخرى.
من جهة اخرى فتحت السلطات السعودية في المنطقة
الشرقية تحقيقا لمعرفة ملابسات ما يبدو انه اعتداءات استهدفت ثلاثة
مساجد شيعية قبل ايام حسب ما أفاد سكان في هذه المنطقة السبت.
وقال المصدر نفسه لوكالة فرانس برس ان مجهولين
حالوا اشعال النار في ثلاثة مساجد الثلاثاء والاربعاء الماضيين في
جريرة تاروت الواقعة على بعد 30 كلم شمال الدمام عاصمة المنطقة الشرقية
الغنية بالنفط.
ولم تعرف دوافع هذه الاعتداءات ولم يسجل وقوع
اصابات كما جاءت الاضرار المادية محدودة حسب ما افاد السكان.
وتاتي هذه الاحداث بعد اقل من اسبوعين من لقاء
بين ممثلين عن الطائفة الشيعية وولي العهد السعودي الامير عبدالله بن
عبد العزيز. |