أفاق أهالي جزيرة تاروت وبلدة الربيعية شرقي
مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية على حرائق هائلة قد
أضرمت في مسجد الشيخ علاء وحسينية البيابي وحسينية آل سيف في جزيرة
تاروت ، وفي مسجد الخضر عليه السلام في بلدة الربيعية . فقد احرق:
1- مسجد الشيخ علاء ليلة الاثنين الموافق
5\3\1424هـ المصادف 4\ مايو\2003م، ويقع في حي الدشة بجزيرة تاروت
التابعة لمدينة القطيف .
2- مسجد الخضر ليلة الخميس الموافق 7\3\1424هـ
المصادف 7\مايو \2003م . ويقع في الربيعية التابعة لجزيرة تاروت
التابعة لمدينة القطيف .
3- حسينية آل سيف ليلة الخميس الموافق
7\3\1424هـ المصادف 7\مايو \2003م . ويقع في حي الدشة بجزيرة تاروت
التابعة لمدينة القطيف .
وقد تم حرق أجزاء من المسجدين والحسينية بواسطة
سكب بنزين وإشعاله ، وقد قامت الأهالي بإطفاء الحريق قبل أن يصل إلى كل
المكان .
ويرى بعض المطلعين إن عملية حرق أربعة من
المساجد والمراكز الدينية في منطقتين مختلفتين وفي أحياء متفرقة وفي
أوقات متقاربة دليل على كونها عملية منظمة وأن واحداً من هذه المساجد
وهو مسجد الخضر عليه السلام يخضع لرقابة شديدة ومستمرة من قبل المباحث
التي تعتبره أحد المساجد المعروفة ببرامجها الدينية ذات الطابع الثوري
.
ويأتي احراق المساجد بعد أيام قلائل على العريضة
التي قدمت لولي عهد السعودية عبد الله بن عبد العزيز والتي وقعت من قبل
أربعمائة وخمسين مواطناً شيعياً قدموا فيها بعض المطالب الخاصة بحقوق
المواطنين الشيعة على أصعدة مختلفة، ويحتمل هؤلاء المطلعين ان هذه
الحرائق جاءت كرسالة إلى من يهمه الأمر وخاصة أولئك الموقعين على عريضة
المطالب الشيعية تفيد باستمرار السياسات الطائفية.
ولاتعد هذه الحادثة من نوعها الاولى في إحراق
المساجد بل حدث ذلك في عام 1414 هـ في كل من الأحساء وتاروت حيث إحرق
المسجد الجامع في حي الشعبة بمدينة المبرز في الأحساء ، ثم إحراق
وتدمير مسجد الجويخ واحراق جميع المصاحف وكتب الأدعية ويعد مسجد الجويخ
الذي يقع بين مدينة الهفوف وقرية بني بالأحساء أحد المساجد التاريخية
والأثرية في البلاد وإحراق مسجد في جزيرة تاروت بحي الجساس .
من جهته دعى العلامة الشيخ فيصل العوامي في سياق
حديثه حول إحراق متعمد لمساجد وحسينيات في القطيف الى العودة إلى
الحكماء في الأزمنة الحرجة.
ففي سياق ما تردد من صدور بعض التصرفات الخاطئة
من بعض الجماعات المتطرِّفة في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى الإساءة
لبعض التيارات الإجتماعية والدينية في بعض البلاد الإسلامية، ناقش
العلامة الشيخ فيصل العوامي في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع الموقف الذي
ينبغي الإلتزام به عند حدوث مثل هذه الإشكالية.
وقد أكّد على أن المجتمع ينبغي أن يركن في هذه
الظروف إلى آراء الحكماء، وذلك حتى لا تتمدد الإشكالية وتصل إلى حدٍّ
يصعب القضاء عليها.
والسبب في ذلك أن من أهم أهداف الدين الإجتماعية
كما يلحظ من خطاباته المتعددة إلى المحافظة على حالة الإستقرار في
الوسط الإجتماعي، بمعنى المحافظة على الدماء والأعراض والأموال، وذلك
لا يمكن أن يتحقق إذا كان المرجع في الأمور الإجتماعية العواطف الساذجة،
لأنها لا تتناول الأحداث والتطورات الخطيرة إلا بردود أفعال سريعة غير
محسوبة العواقب.
وبالتالي لابد من العودة إلى الحكماء وأصحاب
البصائر النافذة المطّلعين على حقيقة الأحداث، لأنهم سيكونون الأقدر
على تشخيص المواقف، كما نص على ذلك قوله تعالى: {ولو ردّوه إلى الرسول
وإلى أولي الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.. وذلك للسيطرة على
الموقف والسعي للمحافظة على الإستقرار قدر الإمكان. |