قال الشيخ حسن الصفار رجل الدين الشيعي البارز
في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين ان الاقلية الشيعية بالمملكة
تأمل بأن تستفيد من الاطاحة بنظام صدام حسين في العراق الا انه اشار
الى ان الشيعة لايسعون الى اقامة دولة خاصة بهم.
وقال الصفار لرويترز "ان بروز الشيعة في العراق
يساعد في تعرف الناس في المملكة هنا اكثر على الشيعة. يعرفون الشيعة
احسن ويرون الشيعة بشكل اوضح وانهم لا يختلفون عن بقية المسلمين وان
التصورات الخاطئة التي عندهم عن الشيعة ينبغي ان يتجاوزوها."
واثار انهيار نظام صدام في اعقاب الحرب التي
قادتها الولايات المتحدة على العراق احتمالات رجحان كفة الشيعة في
العراق وهم الذين يمثلون اغلبية تتركز في جنوب البلاد.
ويعتقد ان الشيعة يمثلون اغلبية في المنطقة
الشرقية في السعودية حيث توجد معظم الثروة النفطية للبلاد. وهناك صلات
تقليدية قوية بين الشيعة في جنوب العراق والشيعة في شرق السعودية.
وقال الصفار في منطقة القطيف بشرق السعودية "حسب
علمي ليس هناك جهات في المملكة من ابناء المملكة تفكر او تعمل للانفصال
او من اجل التقسيم. بالنسبة لنا نحن ضد اي مسعى في هذا الاتجاه."
وقال "ولكن وجود حالة من التمييز الطائفي او
المناطقي هو عامل مساعد لمن يريد تغذية هذه التوجهات." ويشكو الشيعة من
التهميش في السعودية.
واصدر الصفار و11 من علماء الشيعة في السعودية
بيانا الاسبوع الماضي يهنيء العراقيين بسقوط صدام الا ان البيان حذر من
الفتنة الطائفية في ظل وجود سيطرة عسكرية اجنبية.
وقال البيان الذي يمثل خطوة غير مسبوقة من رجال
الدين الشيعة في المملكة السعودية "نرجو ان تكتمل الفرحة بالخلاص من
هيمنة الاحتلال الاجنبي ليعود العراق حرا كريما بادارة ابنائه وارادتهم
المستقلة."
وقال الصفار ان المؤسسة الدينية في السعودية
قامت في الماضي بالاساءة الى الشيعة في المناهج الدراسية ومنعت
التجمعات الشيعية من بناء المساجد وحالت دون ان يشغلوا وظائف في
الحكومة كما وقفت حائلا دون عرض ارائهم عبر وسائل الاعلام.
ونفى المسؤولون السعوديون مرارا اتهامات
بالتفرقة ضد الاقليات الدينية في المملكة.
وقال الصفار ان الاسرة الحاكمة في السعودية بدأت
جهودا لاصلاح نظام التعليم في اعقاب الهجمات التي تعرضت لها الولايات
المتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 فيما قالت الولايات المتحدة ان 15
من بين 19 مهاجما انتحاريا يحملون الجنسية السعودية.
وفي اشارة الى هذه الاصلاحات اعرب الصفار عن
تفاؤله الا انه قال انه يريد تحركا اسرع.
وقال انه يعلم بوجود لجنة بوزارة التعليم
لمراجعة المناهج الدراسية مشيرا الى انه سمع بوجود رغبة لتغيير هذه
الاتجاهات السلبية.
وقال انه في السنوات الثلاث الماضية كانت ثمة
فرصة للشيعة لبناء مساجد جديدة في القطيف والاحساء فقط الا ان هذا
الامر ظل محظورا في مناطق اخرى.
وقال "هناك بعض الشروط وبعض القوانين التي تنظم
هذه العملية نأمل ان ترفع حتى يكون بناء المساجد طبيعيا مثل اخوانهم
السنة."
وعلى الرغم من ان الصفار يكتب عامودا اسبوعيا في
صحيفة يومية الا ان زعماء الشيعة لا توجد لديهم فرصة تذكر لطرح ارائهم
من خلال وسائل الاعلام السعودية.
وقال الصفار "الشيعة وبقية الاتجاهات في المملكة
ليس لها مجال في الاذاعة والتلفزيون وينبغي ان تتاح الفرصة للمواطنين
في مختلف اتجاهاتهم ان يعبروا عن ارائهم ونعتقد ان هذا يخدم الوحدة
الوطنية." |