كثيرة هي المخاطر التي تحيط بالأطفال والشغل
الشاغل لدى عوائل كثيرة واعية يتجه نحو ضمان سلامة فلذات أكبادهم من
أقدار هذا الزمن التعيس الذي يذهب ضحاياه بمئات الألوف من الناس
الأبرياء جراء حوادث السير ومنهم الأطفال الصغار.
ومن المهم جداً عند كل عائلة أن تكون هناك لديها
عين ساهرة في كل آن على الطفل وذلك بسبب عدم إدراكه تماماً لما يدور
حوله وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم السماح للأطفال بالحركة في الأماكن
المحتمل ان تلحق ضرراً ما بهم كورشات العمل أو تجمعات العاملين التي
يصادف أحياناً أن يكون لسبب وآخر ضمن مساحتها.
ومراقبة حركة وتصرفات الأطفال المختلفة يدرك
منها أن لديه طاقة ويريد أن يصرفها بحسب ما يقرره في لحظة معينة وبصور
عفوية على الغالب لذلك فإن الطفل الذي يعتمد بصورة بديهية على البالغين
يفضل أن يقدم له الكبار النموذج المقتدى في مده بالعون المباشر مع
إسماعه عن خطأ ما وقع فيه كي يتعلم في بواكير حياته عدم تكرار الخطأ
ضمن تجارب حياته وهو على أوائل عتباتها.
إن عالم الأطفال المتراحب هذه الأيام حيث السعة
في كل شيء تقريباً فيه من الآثار عليه ما ينبغي الانتباه له بوقت مبكر
من عمر الطفل فمثلاً إن ضرورة مواكبة أخبار الدنيا عبر التسمر أمام
أجهزة التلفاز لا ينبغي أن تكون بساعات مفتوحة للصغار كما للكبار نظراً
لعرض التلفاز لمشاهد منقولة عن ساحات الحروب والعمليات العسكرية من هنا
وهناك في العالم فمخاطر الموت والرعب تزرع في قلبه الخوف اللامبرر من
المجهول وبهذا المجال لا بأس من سد الوقت الزائد عند الأطفال باللعب
بدلاً من مشاهدة التلفزيون أكثر من الوقت المعتاد أو المشاهدة الضارة
بتطلعاته حيث سيشعر إذا ما رأى صور القتل والدمار بأن الناس الكبار
الذين يعتبرون أبطال أو منهزمون فيها هم بلا عقل فتختلط على الأطفال
بعض الحقائق حيث لا يعطون حقاً لأحد سوى لقتيل لا يستحق القتل إذا ما
سمع ذلك من أحد أبويه وإلا فكل قتيل حتى المجرم منهم سيعتبره مظلوماً
خلافاً للآية القرآنية الكريمة التي تقول: (لا تقتلوا النفس التي حرّم
الله..) هذا إضافة لما يتركه ذلك من آثار نفسية شديدة على براءة
الأطفال وتجعلهم ميالين للعنف ربما لأخذ ثأر مظلوم شاهد نهايته على
جهاز التلفاز ولكن ليس من القاتل الذي لا يعرفه من يكون ولكن من الذي
سيختاره أن يكون ضحيته وهو حتماً سيكون أحد الأطفال الأصغر منه سناً
الذي يصادفه في محيطه الاجتماعي المحدود.
وناهيكم عما يصيب الأطفال المسموح لهم بالجلوس
طويلاً أمام جهاز التلفزيون من اكتئاب واضطرابات نفسية والانهيار
العصبي المصاحب للسلوك العدواني ضد الآخرين وبالذات ضد الأضعف منه
شأناً من حيث امتلاك القوة وطبيعي فضرورة استمرار تقديم الإرشاد
الاجتماعي للأسر والأطفال ومتابعة شؤونهم واحتياجاتهم أول بأول ستعقبها
نتائج فضلى في فهم أفضل عند كل طفل ومن المؤكد أن الأطفال الغالين على
أسرهم بقدر ما يتم تكوين شخصياتهم على أسس الرفعة والسمو الأخلاقي
سينعكس ذلك بصور إيجابية على مستقبلهم الذي تنتظره عوائلهم ومجتمعاتهم
فسلامة الأطفال من مخاطر الحياة بكل تشعباتها هي من مسؤولية الكبار قبل
أي تواشج في الموقف الإنساني الذي يمكن أن تلعبه الدروس لصالح صحة
وحياة وحفظ الأطفال من أي مخاطر وبالتعاون ما بين الأسرة والمدرسة
والدولة والمجتمع. |