تختلف النظرة الفردية والعائلية والاجتماعية في
تقييمات جرائم الاغتصاب التي تتعرض لها الفتيات والنساء وموضوع حساس
كهذا بقدر ما يكتنفه الاستنكار في عموم البلدان الشرقية وبالذات منها
الإسلامية والعربية لكن جرائم الاغتصاب لا تجابه بالشكل المطلوب في
النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وتبين الانطباعات عن الحياة والوقائع العاطفية
في الغرب أن فقدان الفتاة لعذريتها في علاقة غير شرعية تتم عن رضاها
مسألة عادية غير قابلة للمسائلة الاجتماعية أو الإجراءات القضائية في
حين أن ذلك تترتب عليه تقييمات سلبية شديدة وقاسية في المجتمعات
الشرقية المحافظة إذ تصل معاقبة لمثل هذا النوع من الفتيات إلى إنزال
عقوبة الموت بها من قبل ذويها أو من يهمه أمرها.
وبقدر ما تعني إهانة العذرية عند الفتاة الغربية
على كونها ممارسة تقرها الحرية الفردية المزعومة لكن سلب الفتاة
الشرقية المحافظة عن عذريتها حتى لو تمت بغير رضاها تعني سقوطاً
أخلاقياً لها عند أولئك الشرقيين المتزمتين رغم أن مبدأ العقلانية ليس
ما يعكس معنوية الفتاة المغتصبة عنوة بما لم تستطع من مواجهته وحيث أن
مستقبل الفتاة الشرقية المحافظة يتوقف على حفظها لعذريتها.. حتى ليلة
الزفاف لكن مثل هذا الاهتمام ليس وارداً في تربية الفتاة الغربية كي
تحافظ على عذريتها لعريسها الموعود ففي دراسة وثقتها وكالة (CNN)
الأمريكية ونشرت في 24 كانون الأول 2002م أي من منذ انقضاء زهاء (4)
أشهر خلصت فيها إلى القول وبالنص التالي:
(إن غالبية المراهقين في الولايات المتحدة
الأمريكية يفقدون عذريتهم خلال شهر ديسمبر / كانون الأول وهو موسم
أعياد الميلاد ونهاية السنة، ويرى المختصون التربويون أن الأعياد وما
يحيطها من أجواء لها تأثير كبير على هذه الظاهرة وأن العديد من
المراهقات والمراهقين الذين يتواعدون بشكل جدي يختارون شهر ديسمبر /
كانون الأول لممارسة الجنس لأول مرة، وكذلك فإن المراهقين الرومانسيين
معرضين لممارسة الجنس أكثر بـ(3) مرات من الذين لا يرتبطون بعلاقات
حميمة وشملت الدراسة إجابات وثقت زهاء ما أوضحه (21) ألف مراهق ومراهقة
ابتداء من عمر الثانية عشرة هذا وكان عدد من الباحثين من جامعة ميسسبي
قد كُلفوا إنجاز الدراسة المتقدمة التي بان من خلالها أن الشهر الأخير
من كل سنة قد جعلوه مناسبة للفساد في الغرب بدلاً من أن يجعلوه مناسبة
للاحتفال بزواج شرعي حميم.
ومعلوم تماماً أن مفهوم مثل (تدنيس الجسد)
و(الخطيئة) لم يعودا من مفردات اللغة المحكية بين الناس بعد أن محي كل
ما يذكر بالفاحشة من تجربة إغناء القاموس اللغوي الغربي. ولعل عدم وجود
رادع أو أخلاقيات تؤخذ بالحساب أمام الملأ قد شجع على استسهال عمل
اقتراف الخطيئة على كونه مندرجاً تحت عنوان ممارسة الحرية الشخصية التي
عادة ما تدفع ثمنها الفتاة في أهم جانب من مستقبلها العاطفي إذ إن
غالبية الفتيات الغربيات ممن لم يبلغن أكثر من (24) سنة يبدأ لديهن
الشعور باليأس من الحصول على زوج نتيجة لإمكانية استحصال الفتاة من
علاقة عاطفية خالية من رابطة الزواج المقدس حتى في الدين المسيحي. |