يحتاج التعامل مع الطفل إلى من يأخذ بيد الطفل
خطوة خطوة على مدرج الحياة الصعب وبازدياد اتقان هذا الفن التربوي
الدقيق غالباً ما ينشأ الأولاد على ما كسبوه من مبادئ الأبوين وهم
ينطلقون في العالم الفسيح.
ولعل الشعور بالواجب من قبل الأب والأم تجاه
الأولاد كلما ازداد كلما كان أداء العلاقات بين أفراد العائلة دون
تمييز ناجحاً وفعالاً حيث تقدّم العوائل أبناء وبنات تستكمل عندهم
النظرة المتوازنة لحل مشاكل الحياة والارتفاع بصورة أكثر رقياً وما
يلاحظ لدى عوائل عديدة أن من أكبر الممهدات لانفلات الأولاد حين يكون
تدليلهم أكثر مما ينبغي إذ أن من أول سلبيات الدلال الزائد هو الاعتماد
على معونة الأبوين بصورة ملفتة للملاحظة فمثلاً ينبغي على الأبوين أن
يتريثا قليلاً أو كثيراً قبل أن يعلنا استجابتهما أو استجابة أحدهما
لمطالب للطفل لتحقيق قبل أن يكون القرار قد درس تماماً حتى لا يظهر
الأبوان أو أحدهما بمثابة كذابين أمام أطفالهم كما يتجنب أن يحتفظ
الكبار من أن يكذبوا أيضاً حتى مع الكبار من لأن في إظهار الكذب أمام
الطفل يعلمه هو الآخر أن يطبق ذلك مع أقرانه.
وحين تأتي مرحلة المراهقة التي يرتبط بها طيش
الشباب بصور تغلب عليها روح الانقياد لتلبية رغبات الاستحواذ السريعة
سواء على حقوق أساسية عند الآخرين كمحاولات أغواء الأصغر سناً (مثلاً)
فهذا ما يخلق بحسبما يؤكد علماء النفس والتربية مرتعاً لتكرار كسب أكبر
من الامتيازات الشخصية. إذ يبقى من الضروري جداً إبقاء حالة التواصل مع
الفرد المراهق لتجنب وقوعه في أخطار ممكن أن تسبب ازعاجاً لأحد أو
انتقاصاً من أحد.
لا شك أن قيد المدرسة مالم يصاحبه جو دراسي
مناسب يدفع بالطلبة المراهقين للتفكير بإيجاد البديل الأريح ولعل في سن
المراهقة تتحدد مسائل كثيرة من الحياة منها مثلاً التفكير بالرغبة
لاختيار المهنة التي تتناسب مع الطموح الشخصي إذ تغلب صفة الظهور عند
المراهق والمراهقة بأشيك صورة غير عابئين بأن كثرة الدلال المكتسب عند
بعضهم لا يجعل منهم على صعيد المستقبل أناساً يعتمدون على أنفسهم
وبالذات من الناحية المعنوية وهذه هي أسوأ حالة بعد بلوغ المراهق لعمر
تجاوز الـ(18) سنة.
وكذلك فموضوع بحث الخوف عند الأطفال يحتاج إلى
دراية وفهم خاص حتى لا تلازم صفة الخوف الشاب وهو لم يزل بمقتبل عمره
فلا شيء يخيف الأسوياء ومنهم المراهقون سوى اقتراف الأخطاء بحق الآخرين
وكذلك فإن الإصابة بالكآبة قد تكون ناتجة عن خلل ممكن السيطرة بسهولة
عبر الاحتكاك في الحوار مع الطفل والمراهق والشاب بآن واحد وخصوصاً من
قبل أحد الأبوين أو كليهما. إن اليوم الذي بدأ فيه تغافل أولياء الأمور
عن أولادهم وتركهم ينشأون دون توجيه وإرشاد مسألة تنطوي على كثير من
المخاطر. ومن الحرص على نشأة الطفل أو المراهق على أسس تربوية راقية
تقرها التقاليد والأعراف يفضل إدراك ضرورة عدم ترك ساحة الطفل
لاقتحامات الآخرين قبل التأكد من ماهياتها تحسباً من أن تسبب قصوراً
لديه في أي تصرف غير مقبول.
ومن الأخبار المفرحة القادمة من منطقة الخليج
العربي أن الحجاب بدأ ينتشر في أوساط النساء وبالذات منهن المراهقات إذ
يلاحظن في الطرقات العامة وهن يرتدين السواد من الرأس إلى أخمص القدمين
وبعضهن لا يرى منهن سوى العينين وهذا يعني أن مستحضرات التجميل والزينة
المتوفرة لأولئك الفتيات تستغل من حيث الاستعمال الحقيقي بما لا يدعهن
عرضة للشباب أي أن هذا الدلال العائلي الذي يتمتعن به هو دلال إيجابي
لأنه يراعي أصول التعامل مع المحارم. ومعلوم أن مليارات من الدولارات
تصرف سنوياً على مواد التجميل في بلدان الخليج ويقول بهذا الصدد (سليمان
أبو زكي) مدير العلاقات العامة في إحدى الشركات المعنية بتنظيم معرض
لمنتجات التجميل في دبي قريباً: (إن حجم تجارة هذه النوعية من
المستحضرات يزيد على 1.7 مليار دولار في منطقة الخليج يجري استيرادها
من الخارج إضافة إلى المنتجات المحلية). |