أقيم في السابع من شهر صفر
الجاري والمصادف لذكرى استشهاد الإمام
الحسن المجتبى عليه السلام مجلس عزاء في بيت آية الله العظمى
الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي
(أعلى الله درجاته)، وقد شارك فيه جمع من
العلماِِء و المءمنين وأشار الخطباء فيه إلى جوانب من السيرة العطرة
لهذا الإمام الهمام.
وقال العالم الفاضل سماحة حجة الإسلام
والمسلمين محمودي البهبهاني في هذا المجلس:
إن الحكم المطلق في عالم الوجود لله فقط وهو
وحده الذي يحكم الكون كله، ولكن هناك طائفتين
تتنافسان قيادة المجتمع
البشري، الطائفة الأولى هم أولياء الله تعالى، وطائفة ثانية
وهم
الماديون، والفرق بين هاتين الطائفتين هو أن الطائفة الأولى قادة
إلهيون أما الطائفة الأخرى فماديون.
وقال البهبهاني في جانب آخر من حديثه: إن
أرواح الأمم والشعوب وأموالهم وأعراضهم وكل شؤون حياتهم بيد هاتين
الطائفتين، وهناك صراع دائم بين الحق والباطل، وهذا الأمر يضاعف من
مسؤوليات أفراد المجتمع ويوجب عليهم تشخيص الجادة من الطرق المضلة.
ورأى الخطيب أن أفضل طريق للوصول إلى الحقيقة،
هي متابعة علماء الدين الحقيقيين، لأن وعاظ السلاطين لا هدف لهم سوى
المادة والمصالح الشخصية.
وأضاف سماحته: تختلف هاتان الطائفتان مع
بعضهما في الهوية؛ فإن الرجال الإلهيين هم الذين لا يعتنون بالماديات
ويدافعون عن الضعفاء والمحرومين ويكونون كالشموع التي تحترق لتضيء
الطريق للآخرين؛ كمايقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: والله
لأنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي
الأغْلالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً
لِبَعْضِ الْعِبَادِ وغَاصِباً لِشَيْءٍ ِمنَ الْحُطَام. وقَال عليه
السلام: واللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الأقاليمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ
أَفْلاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا
جِلْبَ شَعِيرٍ مَا فَعَلْتُهُ (مستدرك الوسائل، ج 77 ، ص 97) .
أما القادة الماديون كمعاوية (لعنه الله)
فينهب بيت المال ويبدد خيرات المسلمين في طريق تحقيق رغباته الشخصية.
بعد هذه المقدمة أشار الخطيب البهبهاني إلى
أسباب وقوع الصلح بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية فقال:إن من
أهم الأسباب التي دعت الإمام الحسن عليه السلام لأن يصالح معاوية هو
أن الأخير اشترى ذمم قادة جيش الإمام عليه السلام بالمال فتركوا
الإمام ليلاً وحيداً وأجبروا حجة الله على القبول بالمصالحة مع عدو
الله معاوية.
وتحدث في هذا المجلس التأبيني خطيب آخر و هو
سماحة حجة الإسلام والمسلمين يثربي منطلقاً من الحديث النبوي الشريف
حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: "الحسن والحسين إمامان قاما
أو قعدا" وقال الخطيب: يجب على الناس أن يقتدوا بالأئمة المعصومين
عليهم السلام في كل حالاتهم سواء في السلم والمصالحة أو الحرب
والثورة كما أوصانا بذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وعرج الخطيب أخيراً إلى مكانة الإمام الحسن
عليه السلام عند جده المصطفى صلى الله عليه وآله، وختم المجلس بذكر
جانب من المصائب التي جرت على هذا الإمام المظلوم سلام الله عليه.
|