سرطان البنكرياس يعتبر من أكثر الأورام
المعروفة فتكاً بالإنسان لأن فرصة الحياة بعد تشخيصه بخمس سنوات لا
تتعدى 2% إلى 4% وتعود أهم أسباب العجز عن معالجة هذا السرطان إلى
صمته وتأخر المرضى والأطباء في تشخيصه والكشف عنه وكشف بحث ألماني
جديد عن مادة من داخل خلايا الجسم تلعب دوراً مهماً في نشوء سرطان
البنكرياس وفي تعزيز مقاومة خلاياه لأنواع العلاج المعروفة. ويبدو أن
اسم هذه المادة المهمة التي قد تكون مفتاح علاج جديد لسرطان
البنكرياس هو العامل النووي (NF – Kappa B.) وكان قسم البحوث في شركة
نوفارتس الأمريكية المعروفة قد منح شهادة الدكتوراه إلى الدكتور (الكسندر
أرتل) من جامعة كريستيان البريشت في كيل في 11/ 9/ 2002م تقديراً
لجهوده في تشخيص هذه المادة.
يقول الدكتور (ارتل) إن مادة (NF – Kappa B.)
تلعب من جهة دوراً فسيولوجياً مهماً في العمليات الالتهابية التي
تجري في الجسم البشري، كما تلعب دوراً مهماً آخر في نشوء ونمو
واستمرار الخلايا السرطانية المشوهة حينما يرتفع مستواها في الجسم
إلى حد كبير، ويركز الدكتور (ارتل) وفريق عمله على كشف الآلية التي
يعمل بها وتقوده إلى نشوء الخلايا السرطانية في البنكرياس.
ويخطط فريق العمل مستقبلاً لبحث إمكانية
استخدام مزيج من المواد الكابحة لهذه المادة إلى جانب العقارات
المضادة للسرطان، وفي تطوير طرق علاجية أنجح لسرطان البنكرياس، يرى
باحثو جامعة كيل أن نتائج الأبحاث القادمة ستكون حاسمة في تاريخ
البحث عن مواد كفيلة بوقف تقدم سرطان البنكرياس ومعروف أن سرطان
البنكرياس غالباً ما يكتشف في مرحلة متقدمة وأن هذا هو سر عدم اللجوء
إلى الاستئصال الجراحي إلا في 10% إلى 15% من الحالات، كما لا يعرف
الطب حتى الآن أي علاج كيمياوي لأورام البنكرياس.
وكان فريق من جامعة غوتنغن الألمانية توصل في
دراسة سابقة إلى وجود علاقة بين سرطان البنكرياس وحصى المرارة
والتهابها، وذكرت الدراسة التي ألقيت أمام مؤتمر للجراحين الألمان في
برلين أن على من يعاني من آلام في أعلى البطن مصحوبة بحصى المرارة أن
يعمد فوراً لاستئصال مرارته لأن سرطان البنكرياس يتخفى في 10% من هذه
الحالات وراء هذه الأعراض.
وشملت الدراسة 186 مريضاً يعانون من سرطان
البنكرياس وثبتت خلالها أن 17 مريضاً قد أخضعوا لعمليات استئصال
مرارة قبل سنتين من تشخيص إصابتهم بالسرطان، وتؤكد الدراسة أن فريق
البحث تأكد من أن القضية لدى المرضى الـ17 لم تكن تدور حول حصى مرارة
فحسب وإنما حول سرطان بنكرياس متخفٍ أيضاً، ويبدو أن الأطباء فشلوا
تماماً في كشف الأعراض الأخرى التي تشير بأصبع الاتهام إلى السرطان
وليس إلى حصى المرارة وثبتت أن 9 مرضى من الـ17 سجلوا انخفاضاً في
الوزن يتراوح بين 4 – 12 كيلوغرام لم ينتبه له الأطباء، أسوة بتغيرات
سونوغرافية شملت قمة البنكرياس. وطبيعي فقد عانى مرضى سرطان
البنكرياس المموه بحصى المرارة من عواقب التأخر في تشخيص المرض،
وكانت نسبة الذين خضعوا لعمليات استئصال لاحقة من سرطان البنكرياس هي
35% مقارنة بالآخرين 44% وهذا يعني أن حظ بعضهم في الحياة كان أقل
وظهر أن عمليات استئصال المرارة لم تنفعهم كثيراً في تقليل أعراض
السرطان وتقدمه.
وتؤكد نتائج الدراسة السابقة إحصائية نشرها
المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة تقول إن 15% من مرضى
السرطان في البنكرياس أخضعوا لعمليات استئصال المرارة قبل عام من
تشخيص إصابتهم.
|