على الرغم من إقرار العديد من الباحثين
والعلماء منذ زمن ليس ببعيد بأن جميع شعوب العالم متشابهة جينياً
بالرغم من اختلافاتها البدنية، فإن أحدث دراسة جينية جديدة أوضحت أن
التركيبة الجينية لسائر البشر من مختلف الأجناس والأعراق وفي مختلف
أنحاء العالم متطابقة بنسبة 99.9%، حيث يؤكد البحث على أن جميع
التجمعات البشرية في مختلف بقاع العالم تتقاسم جينياً أكثر مما كان
يعتقد في السابق، وتظهر الدراسة أن جميع البشر يشتركون بنسبة 99.9%
من التركيبة الوراثية، ويشير العلماء بأن الاختلافات الضئيلة تقدم
معلومات كافية للتعرف على سلسلة النسب الجغرافية للأفراد من الذكور
والإناث، وقد حل البروفسور (ماركوس فيلدمان) من جامعة ستانفورد الذي
ترأس فريقاً بحثياً، الجدل الدائر حول استخدام البيانات الصحية في
الأبحاث الطبية، وقال أن نتائج البحث ستساهم في فهم الهجرات البشرية
القديمة وقد قام أعضاء الفريق بتحليل عينات من (DNA) من 1056 شخصاً
من 52 تجمعاً سكانياً في خمس مناطق جغرافية رئيسية في العالم هي
أفريقيا وأوربا وآسيا والأمريكيتان، واكتشف الباحثون أن الاختلافات
الظاهرة بين التجمعات البشرية مثل لون البشرة وشكل الجمجمة ناجمة عن
اختلافات في جزء صغير للغاية في السمات الوراثية، وباستخدام تقنيات
إحصائية متطورة تمكن العلماء من تحديد القارة الأصلية التي ينحدر
منها سلف كل فرد من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة، وأشار البروفيسور (فيلدمان)
بأن هذه المهمة كانت أكثر صعوبة بين أبناء أوربا وآسيا بسبب التاريخ
المعقد من الهجمات والفتوحات والتجارة خلال الألفيات الماضية.