ذكرت دراسة حديثة أن نحو ثلاثة من كل أربعة منازل يمتلكون واحدا أو أكثر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في سنغافورة البارعة في التكنولوجيا. وترتفع الارقام الواردة من هيئة تنمية إتصالات المعلومات بنسبة  68 في المئة عن عام 2002. وقالت الهيئة ان هناك وعيا كبيرا بين العائلات عن أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات وبرامج التعليم الوطني.. كما ساعدت الصفقات المالية الجذابة على تزايد دخول الانترنت إلى المنازل. وأسفرت خطط نظام الاشتراك الشهري لخدمة الانترنت الممكن تحملها إلى اشتراك  40 في المئة من المنازل التي جرى استطلاع آرائها في النظام العام الماضي 2003 مقارنة بنسبة  24 في المئة عام 2002.

 

إنَّ سكينةَ القلبِ تُوجبُ الاتزانَ في التفكيرِ، وهو بدورهِ يوجبُ التحرُّكَ الصحيحَ نحوَ الأهدافِ الرفيعةِ.

ايران في جولة ثانية: انكشاف اوراق اللعبة.. انتخاب السيئ لتفادي الاسوء
إغلاق صحف إيرانية جديدة بسبب إشكالات الانتخابات الأخيرة
استجواب صدام واعوانه تمهيدا للمحاكمة الكبرى
إنجاز 70 - 80% من صياغة الدستور العراقي الجديد
75 بالمائة من الفلسطينيين يؤيدون تخلي حماس عن العنف
ندوة الوثائق التاريخية للقدس محاولة عقلانية لإيقاف تهويدها
التغذية السليمة تضمن للانسان ذاكرة نشطة حتى سن التسعينات
 
 
 

 

ظاهرة إيذاء الأطفال.. أسباب ومعالجات

 

في حديث صحفي قال الدكتور بيكلوئي الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة طهران: إن إحساس الوالدين بالحرية والأمن من أي عقاب قانون في حال إقدامهم على إيذاء أطفالهم، بذريعة تقويم سلوكهم، قد يؤدي بهم إلى التمادي في هذا الشأن، مما يعرض الأطفال إلى أخطار جدّية قد تهدد حياتهم أحياناً، كما حصل للطفل الطهراني البالغ من العمر أربع سنوات، والذي قُتل على يد أبيه، مؤخراً.

وأضاف الدكتور بيكلوئي المتخصص أيضاً بالطب العدلي: إن الأطفال الكثيري الحركة، والمعاقين، والذين لديهم مطالب غير منطقية ويبكون كثيراً، هم أكثر الأطفال عرضة للأذى والعقاب من قبل الآباء.

واعتبر هذا المتخصص الإيراني أن أرضية بروز ظاهرة تعذيب الأطفال ناشئة عن عوامل بيئية، وسلوك وتصرفات الوالدين والأطفال، وقال: إن البنية التحتية الأصلية لظاهرة تعذيب الأطفال، في إيران بالذات، هي تدني المستوى الثقافي للأسر التي بدلاً من أن تستخدم الأساليب المتحضرة القائمة على الحرية والتفاهم والانسجام، والمبتنية على أصول علمية في تربية الأطفال، تلجأ إلى الأساليب الديكتاتورية المتخلفة والمدمرة في مجال تربية الأبناء.

وعدّ الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة طهران، الافتقار الثقافي في تربية الأطفال، وفي مجال العلاقات الأسرية، من أسباب ظاهرة تعذيب الأطفال، أو الزوج (الرجل أو المرأة)، مذكراً بأن نتائج تحقيق أجري مؤخراً في العاصمة الإيرانية طهران أظهرت أن 60% من موارد تعذيب الزوج أو الطفل، خرجت عن الحدود المتعارفة، وبلغت حدّ الجرم.

وأشار المتخصص الإيراني إلى الدور المحوري للآباء في المحيط الأسري، وعدم اطلاعهم على الأصول العلمية في التعاطي مع الأبناء، قائلاً: الكثير من الآباء ليس لديهم تعليم أو اطلاع يذكر على النمط المناسب في تربية أطفال، والكثيرون أيضاً يعتقدون بأن عدم معاقبة الأبناء يثلم سلطتهم، أو يدل على عدم اقتدارهم، في حين يؤكد سائر المتخصصون الاجتماعيون على أهمية استخدام الطرق العلمية المناسبة في مجال تربية الأطفال.

وصرح الدكتور بيكلوئي بالقول: إن الفراغ القانوني الذي نعاني منه في هذا المجال، والمتمثل بعدم تعيين الحدود المجازة في معاقبة الأطفال، ترك أيدي الوالدين طليقة في إيذاء أبنائهم؛ ولهذا فإن عامة الناس في مجتمعنا يعتبرون التأديب مرادفاً للضرب، مشدداً على أن العقاب والثواب أمر مؤثرٌ جداً في نفسية الطفل، وأن الثواب والعقاب يجب أن يكونا متناسبين مع عمر الطفل، ونوع خطأه.

ونفى الدكتور بيكلوئي أن تكون ظاهرة إيذاء الأطفال منحصرة في طبقة اجتماعية بعينها، قائلاً: إن هذه الظاهرة كثيراً ما تحصل في الأسر التي تعاني من توتر العلاقات بين الوالدين، أو التي تعاني من مشاكل الفقر والحرمان، والإدمان على المخدرات، والطلاق... الأمر الذي لمسناه في ظروف وبواعث حادثة الطفل البالغ من العمر أربعة أعوام، الذي مات طعناً بالسكين على يد والده، قبل أيام قلائل.

ولفت المتخصص الإيراني الأنظار إلى نقطة مهمة، وهي أن الأبناء الذين تعذبوا وأوذوا من قبل والديهم، سيتحولون في المستقبل إلى آباء قساة عديمي الرحمة مع أبنائهم أيضاً، مثلهم مثل أكثر الآباء القساة السيئي الخلق الحاليين، الذين تعرضوا في صغرهم لمختلف أساليب التعذيب النفسي والجسدي.

وأضاف: لأجل علاج هذه المعضلة الاجتماعية الخطيرة، فلا بد من وجود رادع قانوني يمنع الآباء من التمادي في إيذاء أطفالهم، ويعرضهم للعقاب والملاحقة القضائية إذا ما أقدموا على هذا الفعل الشنيع، هذا بالإضافة إلى وضع برامج ثقافية وتوجيهية في هذا المجال.

على صعيد متصل انعقد مؤخراً في إيران اجتماع موسع ضم عدداً كبيراً من الباحثين الاجتماعيين والمتخصصين في علم النفس، وخبراء القانون، لبحث أبعاد وأسباب ظاهرة إيذاء الأطفال، حيث جرى التأكيد على أن من أسباب تفاقم هذه الظاهرة في المجتمع الإيراني، نقص القوانين في مجال رعاية الأطفال المحرومين من العناية المنزلية المناسبة، عدم وجود قوانين مانعة من إيذاء وتحقير الأطفال في المدارس، والعقبات القانونية التي تمنع تدخل الجهات المسؤولة لأجل تخليص الطفل الذي يعاني من الأذى النفسي والجسدي على يد والديه...

كما جرى التأكيد في الاجتماع المذكور على أنه في الوقت الذي تتضافر فيه عوامل من قبيل الفقر المادي والعاطفي والثقافي، لا سيما في الطبقات الدنيا من المجتمع، في التأثير على الأفراد، فإن البعض من هؤلاء لا يستطيع أن يفرغ سخطه وثورته الانفعالية في محيط المجتمع، ولهذا يلجأون لإفراغ هذه الطاقة الانفعالية على أنفسهم وأسرهم.

كما دعا المجتمعون الدولة بأن تلعب دورها المطلوب، قانونياً وأخلاقياً، في وضع برامج وسن قوانين تحدُّ من تفاقم معضلة إيذاء الأطفال، خاصة وأن هذه الظاهرة الخطيرة صارت تتخذ مسيراً تصاعدياً، يخشى منه أن يتحول قبح هذا الفعل الإجرامي إلى أمر عادي ومألوف في أنظار المجتمع.

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 4/4/2003 - 2/ صفر/1424