نقلت صحيفة القبس بيان المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي بمناسبة عاشوراء فقالت:

أصدرت المرجعية الدينية الشيعية العليا بيانا بمناسبة يوم عاشوراء الامام الحسين عليه الصلاة والسلام مختوماً بختم سماحة زعيم الحوزة العلمية في قم المقدسة آية الله العظمى الامام السيد صادق الحسيني الشيرازي، دعا فيه الى ترسيخ اصول العقيدة الاسلامية من التوحيد وما يتعلق به من صفات الله الثبوتية وما يتنزه عنه تعالى من الصفات السلبية، وبعثة الانبياء وما يرتبط بها، وبعثة رسول الاسلام خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين، وما يتصل بذلك، والامامة وبحوثها، والمعاد وشؤونه ونتائجه من الثواب والعقاب والجنة والنار، فان من اهداف نهضة الامام الحسين عليه السلام هو احياء اصول العقيدة في النفوس، ولولا نهضته عليه السلام المباركة لأزالت ممارسات بني أمية والاوائل واضرابهم الدين من جذوره ومحت الاسلام عن اصله، وقد قال جدهم ابوسفيان: «فوالذي يحلف به ابوسفيان لا جنة ولا نار»!.

واضاف الشيرازي في بيانه: واني اوصي اخواني العلماء وطلاب العلم ـ ايدهم الله تعالى ـ ببيان حقائق اصول الاسلام ودفع الشبهات والشكوك المثارة حولها للشباب الصاعد، كما اؤكد على الشباب في كل مكان ان يستفيدوا في هذا المجال بالذات من العلماء وان يعرضوا عليهم اسئلتهم حتى يحققوا بدورهم اهم اهداف الامام الحسين عليه السلام.

ودعا الى تركيز الاخلاق الاسلامية لانها من الاهداف التي ضحى الامام الحسين عليه السلام لاجلها بأغلى ما على وجه الارض من نفسه الشريفة وذويه، واكد على احيائها قولا وعملا.

وعلى المؤمنين اتباع الامام الحسين عليه السلام ان يتحلوا بالفضيلة والالتزام بها في كافة ممارساتهم في الحياة الاجتماعية مع الاقرباء والغرباء، مع الاصدقاء والاعداء جميعا.

كما ان مما يرضي الامام الحسين عليه السلام ان يرى الشعائر التي تقوم باسمه مصحوبة بالفضيلة والاخلاق الاسلامية في كافة المجالات، حتي في مقام المناقشة او الرد على السلبيين الذين لا يراعون الفضيلة، عملا بقوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة..».

كما دعا الى تعظيم الشعائر الحسينية وبناء الحسينيات واقامة مجالس العزاء والمواكب وانشاء الهيئات وتعميم مظاهر الحزن والمصيبة بكافة انواعها المستحبة في الشوارع والبيوت والمحلات العامة وغيرها، فانها وسيلة مثلى لجذب الناس الى الدين ليفتحوا له عقولهم ونفوسهم، ويستلهموا بسببه كل خير فيحظوا بجوامع السعادة في الدنيا والآخرة.

واستذكر الشيرازي في بيانه العراق الجريح، عراق علي والحسين عليهما السلام، عراق مراقد اهل البيت، عراق الحوزات العلمية المباركة، عراق الثقافة والمثقفين، عراق المؤمنين والمتدينين والشعب المظلوم والمستضعف وما آل امره الى وضعه المأساوي الذي يندر مثيله في التاريخ.

وابتهل الى الله المجير ان ينقذ العراق من الظالمين، و«ادعو اخواني العراقيين من جميع الفصائل وفي جميع المراحل الى الالتحام ورص الصفوف والتمسك بحبل الله المتين، ليتم تحرير العراق على ايديهم بعيدا عن أي تطاول على الشعب ا لمظلوم أو الارض الطاهرة أو الخيرات او الثروات».

كما ادعو كافة المؤمنين الى تقديم المساعدات بشتى انواعها الى العراقيين الشرفاء والاباة، في هذه الظروف القاسية التي يمرون بها صابرين صامدين، والله هو الكافي والمعين.