قال الجنرال رويانيان رئيس مركز الطوارئ في
الشرطة الإيرانية في حديث صحفي: إن البوليس سيتعامل بشدة مع جميع
الأفراد الذين ينتظمون في مراسم وهيئات غير متعارفة وغير مشروعة، أو
يستخدمون علامات خاصة وأنغاماً موسيقية غريبة، ويثيرون الضجيج غير
المبرر، خلال مراسم العزاء في يومي تاسوعاء وعاشوراء أبي عبد الله
الحسين (ع).
وأضاف: إن جهاز الشرطة سيواجه أيضاً بقسوة
مواكب التطبير التي تنظمها بعض الهيئات الدينية (؟!) مشيراً بهذا
الصدد إلى أن مسؤولي دوائر الشرطة عقدوا اجتماعات مع أعضاء ومسؤولي
الهيئات والتكايا على مستوى عموم البلد، لأجل (تنظيم مراسم العزاء في
أيام شهادة الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) على نحو أفضل).
ومضى الجنرال رويانيان يقول: سنقوم بنشر مفارز
الشرطة، في يومي تاسوعاء وعاشوراء، في جميع الشوارع الرئيسية
والفرعية للبلد، وتسيير هذه المفارز مع المواكب والهيئات الحسينية،
حفاظاً على النظام العام.
وقال أيضاً: على جميع الأفراد والهيئات
والمشاركين في مراسم العزاء الحسيني رعاية الشؤون والقيم التي استشهد
لأجلها الإمام أبو عبد الله الحسين (ع)، وأن يتحاشوا القيام بأي
أعمال أو تحركات غير مناسبة – بحسب تعبيره -.
جدير ذكره أن السلطات الإيرانية عمدت منذ نحو
أربع سنوات إلى منع شعيرة التطبير التي إنما شرعت لأجل مواساة الإمام
أبي عبد الله الحسين الذي ضحى بنفسه وبأهل بيته إعلاءً لكلمة الدين،
وإحياءً للسنة النبي الأكرم (ص) التي عطّلها حكام بني أمية، بل ذهبت
السلطات الإيرانية، وبأمر من خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية
الإيرانية، بعيداً حين قررت العمل بأحكام الطوارئ خلال أيام عشرة
عاشوراء الحسين (ع)، عبر تلغيم الهيئات والتكايا الحسينية بعناصر
الشرطة والاستخبارات، وشن حملات الاعتقال التي تطال الكثير من
المعزّين بمصيبة سيد الشهداء (ع)، بتهمة خرق مقررات الحكومة،
والانضمام إلى مواكب التطبير.. علماً أن سائر أئمة المذهب ومراجع
الدين العظام قالوا بجواز التطبير واستحبابه، ما لم يتقارن بالضرر
البالغ، بل وحتى السيد الخامنئي نفسه لم يسعه القول بحرمة التطبير أو
عدم جوازه، لافتقاره للدليل والحجة..
كما أنه لم يحصل قط، وطيلة تاريخ هذه الشعيرة
الدينية، أن سقط ضحايا، أو ترتب على ممارسة التطبير إزهاق نفس أو
عاهة مستديمة أو اتلاف عضو من أعضاء المطبّر أو ما شابه؛ مما يسقط أي
مبرر شرعي أو منطقي لمنع هذه الشعيرة الدينية من فور.
إلى ذلك، فإن الأوساط الدينية، والجماهير
الحسينية المؤمنة، تأخذ على النظام الإيراني أنه عمد رأساً إلى منع
مراسم التطبير، وإعلان أحكام الطوارئ ضد المؤمنين المعزين الذائبين
في الإمام الحسين (ع) سبط الرسول الأكرم (ص)، دونما أي وجه شرعي، على
حين كان حريّاً بها أن تكتفي بتنظيم هذه المراسم دون إلغائها، لسد
الطريق أمام بعض الحركات الركيكة، وحالات التفريط التي يقوم بها بعض
الأفراد غير الواعين، كما تزعم تلك السلطات.
|