* جد الإمام الحسين وأبوه
وأمه وأخوه الأكبر (ع) أعلى منزلةً منه، ولكن في نفس الوقت أعطى
الله تعالى للإمام الحسين بعض الخصوصيات دون سائر الأئمة (ع) |
قم/ النبأ (خاص):
في اليوم الرابع من شهر محرم الحرام الجاري، وكما هو الحال في
السنوات السابقة، حضرت مجموعة من الهيئات الدينية من محافظة قم، في
بيت المرجع الديني الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني
الشيرازي – طاب ثراه – لتشارك في مجلس العزاء الحسيني، واستمعت
لإرشادات وتوجيهات المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد
صادق الحسيني الشيرازي – دام ظله -.
قبل كلمة سماحة السيد المرجع، قرأ أحد مداحي
أهل البيت (ع) مرثيات مؤثرة في حق سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله
الحسين (ع)، ثم ألقى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي كلمة
قيمة، جاء فيها:
بدايةً أتوجه بالشكر لجميع الأخوة الذين
تفضلوا بالمشاركة في هذا المجلس، لا سيما السادة المشرفين على
الهيئات الحسينية، وبالأخص سادتي الوعّاظ المحترمين المتصدين للإرشاد
والتوجيه، على مدار السنة، وبخاصة في عشرة عاشوراء ابي عبد الله
الحسين (ع).
إن الله تعالى جعل لسيد الشهداء (ع) جملة من
المزايا الخاصة، قد سمعتم الكثير منها، من السادة الوعّاظ، لا سيما
الحاضرين منهم والذين وظفوا أنفسهم للتبليغ عن مبادئ نهضة الإمام
الحسين. أنا أقول بعض الجمل، أملاً في أن يقبلني الإمام (ع)، بعظمته
وسماحته، بين خدامه..
روي أن أحدهم سأل الإمام أبا عبد الله الحسين
(ع)، قائلاً: كم هو عدد الملائكة؟! فقال الإمام (ع): (أكثر من عدد
تراب الأرض).. فهل لتراب الأرض عدد؟!
الفاكهة يمكن أن تحصى، والبيوت يمكن عدّها،
ويمكن أن تقاس الكرة الأرضية بالأمتار، بل وحتى بالسنتيمترات، ولكن
خذ من تراب الأرض قدر ملعقة شاي، وعدّها، وانظر ما إذا كانت هناك
إمكانية لفصل ذرات التراب بعضها عن بعض. في روايات عديدة ذكرت كلمة (رمل)،
ولكن وفق هذه الرواية، ذكر الإمام (ع) (التراب). فكم يمكن أن يكون
عدد ذرات قبضة من تراب الأرض؟!
أنا لم أر مثل هذه الجملة فيما روي عن سائر
الأئمة (ع).
جد الإمام الحسين (ع)، وأبوه، وأمه، وأخوه
الأكبر، هم أعلى قدراً ومنزلةً منه، ولكن في نفس الوقت أعطى الله عز
وجل بعض الخصوصيات للإمام الحسين (ع)، دون سائر أئمة الهدى (ع). فلما
بلغ رسول الله (ص) خبر استشهاد الإمام الحسين (ع)، من طريق الوحي،
قال (ص): (اللهم اخذل من خذله)، وهذا بعينه أمر استثنائي.
وفي ختام كلمته، تحدث سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الشيرازي حول الشباب، وقال: رغبّوا الشباب ليأتوا إلى
مدرسة سيد الشهداء (ع)، ولا يقل أحدكم إن هذا الشاب أو ذاك لا يصلي،
ولا يصوم، لا تدعوا حتى شاباً واحداً يبتعد عن هذا الطريق؛ فمدرسة
سيد الشهداء (ع) واسعة وكبيرة، وهذا الأمر يعوزه الهمة والجدية. كان
رسول الله (ص)، في مكة المكرمة، يدعو الناس إلى الله، والقرآن
والإسلام، وفي بعض الأحيان كان يظهر أثر هذه الدعوة في بعض الأفراد
بعد مضي عشرين عاماً، والله تعالى يدعونا في كتابه الحكيم لأن نتعلم
أسلوب التبليغ من نبيه الأكرم (ص).
إذا أجريتم، في يوم ما، إحصاءً، فسترون أن عدة
ملايين من الكفار يعتنقون الإسلام سنوياً، ببركة سيد الشهداء الإمام
أبي عبد الله الحسين (ع).. وإذا صادف أحدكم تصرفاً غير لائق في داخل
بعض التكايا أو خارجها، فعليه أن لا يبدي ردّ فعل؛ لأن الإمام الحسين
(ع) هو نفسه يسجل أعمالنا، والله سبحانه وتعالى يعطي الأجر والثواب،
سواء في الدنيا أم في الآخرة، واطمئنوا بأن أعمالكم وجهودكم لن تضيع،
ولو بلغت قدر رأس الإبرة..
* إذا أجريتم، في يومٍ ما
إحصاءً فسترون أن عدة ملايين من الكفار يعتنقون الإسلام سنوياً
ببركة سيد الشهداء (ع). |
إلى ذلك، شهد بيت المرجع الديني الأعلى الإمام
الشيرازي الراحل – أعلى الله درجاته – مراسم عزاء بمناسبة اليوم
الرابع من محرم الحرام، تخللتها خطب وكلمات للسادة الوعّاظ الأكارم:
سيد شريف حسيني، روحاني، رسولي أراكي.
أكد السادة الخطباء في خطبهم على أن هذا اليوم
(اليوم الرابع من محرم) يتعلق بالنبي (ص)، وقد روي عن النبي (ص) أنه
قال – ما معناه وليس حرفه -: من تعجل بصلاته، لم يمت على ديني، كما
أن من استطاع إلى الحج سبيلاً، ولكنه لم يحج، لم يمت على ديني.
وتناول أحد الخطباء موضوع إظهار حب النبي
الأكرم (ص) للإمام الحسين (ع)، قائلاً: كان رسول الله (ص) يحب الإمام
الحسين (ع) حباً جمّاً، وفي بعض الروايات أنه حين ولد الإمام الحسين
(ع) حضر جبرئيل (ع) ومعه ألف من الملائكة، عند رسول الله (ص) يهنئونه
بولادة الإمام أبي عبد الله الحسين (ع).
كما جاء في رواية أنه عندما كانت سيدة نساء
العالمين فاطمة الزهراء (ع) نائمة ذات مرة، والحسين (ع) يبكي وهو طفل
رضيع، دخل رسول الله (ص)، غرفتها ليعرف علّة بكاء الإمام الحسين (ع)،
فرأى جبرئيل (ع) مشغولاً بتهدئة الحسين (ع)، بأمر من الله تبارك
وتعالى.
وأشار خطيب آخر إلى الرواية التي مفادها أن
شخصاً جاء إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وسأله، أأنت
أفضل أم الأنبياء الذين سبقوك (سيدنا آدم (ع)، نوح، عيسى، موسى -
عليهم السلام -)؟ فيقول الإمام (ع) في جوابه – ما معناه – قبيحٌ أن
يمتدح الإنسان نفسه، على الإنسان أن يكون بحيث يمتدحه الآخرون.
وأكد السادة الخطباء أيضاً على أن الرأسمال
الوحيد الذي يأتي في مقدمة ما يملكه الإنسان، هو الإيمان بالله عز
وجل؛ إذ يفيد الحديث الشريف المروي بأن الله سبحانه وتعالى يهب
الإنسان الذي يعتمد على إيمانه وعمله الصالح، عيشة راضيةً في الدنيا،
ويدخله الجنة في الآخرة.
|