الكتاب: حركة
المختار بن أبي عبيدة الثقفي
الناشر: دار
العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع
تسلسل النشر:
الطبعة الثانية 1423هـ - 2002م
تعتبر الفترة التاريخية التي اعقبت موت معاوية
واستيلاء ابنه يزيد مقاليد الملك من أكثر الفترات التاريخية حراجة،
وأشدها على واقع الإسلام والمسلمين، وهي حصيلة الالتفاف والانقضاض
على الخلافة وإزاحتها عن أصحابها الشرعيين...
وفي واقع كهذا،... لا بد وأن تفرز تيارات
معارضة ومناوئة لذلك الواقع البعيد عن الأجواء السامية...
صدر الكتاب الآنف بـ(111) صفحة من القطع
الوسطي ووزعت صفحاته على أربع فصول سبقها (كلمة الناشر) و(مقدمة
الطبعة الثانية) و(مقدمة المؤلف). ففي كلمة الناشر نقرأ ما يلي:
(ومع وجود شخصية كشخصية الحسين بن علي (عليه
السلام)، وهو بقية البيت النبوي، ووريث الفكر العلوي في ذلك الظرف
الحرج، لا بد وأن تفرز ساحة الصراع رموزاً وعناوين بطولية سيكون لها
الأثر الفاعل في سير الأحداث، وأن تترك بصماتها الواضحة في صفحات
التاريخ إبان تلك الحقبة الحرجة من تاريخ المسلمين.
فمن تلك الرموز من كانت وليدة مخاض ذلك الظرف،
حيث الذات العربية المحبة للقيم والعدل والرافضة لواقع الفساد
والانحلال والتخبط فوجدت الأرضية المناسبة لمثل تلك الولادات، مما
أحدث تصادماً في التفكير كان من نتاجه أن أوجدت تلك النفوس وزرعتها
بالشجاعة والإقدام لصد التيارات.. التي صعدت إلى أعلى الهرم دون أي
مؤهلات، لتردها عن غيها، وتعيد الأمور إلى نصابها...
والمختار في ثورته... لم يكن منطلقاً من فراغ،
وإنما كان من نتاج أحداث كبرى عصفت بالعالم الإسلامي يومذاك.
والمختار بن أبي عبيدة الثقفي...
أقام دولة إسلامية عادلة، ووضع أسس حكومة
العدل التي سادت بين الناس...
ولم تحدث حادثة واحدة غدر فيها المختار بعدوله
أو أسرف في سفك دماء خصومه ولم يقتص إلا من المجرمين القتلة.
إلا أن التاريخ شوّه شخصية المختار فنسبت له
مقولات لا تليق أن يتصف بها أقل الرعية فضلاً من قادتها، فنسبوا له
إدعاء النبوة، وأطلقوا لقب الكذّاب عليه كما لقبوا جماعته (بالخشبية)
بعد دخولهم مكة المكرمة وهم يحملون الهراوات الخشبية بدل السيوف
لتحرير العلويين الذين قيل أنهم وقعوا في أسر عبد الله بن الزبير.
إلا أن محققي الشيعة انتصروا له، وأزالوا ما
علق عليه من غبار التاريخ، وكتبوا تاريخه بأسطر من نور، يهتدي بها كل
المعجبين بمثل هؤلاء القادة العظام رغم أن الكثير من التحقيق
التاريخي حول المختار، ودوره في الحركة الإسلامية... لا يزال في
مطاوي الغيب لم يكشف عنها الستار.
بعنوان الفصل الأول (لماذا التاريخ؟ شرعية
الثورة) نقرأ على الصفحة (31) هذا النص:
(... إذ ندرس (ثورة المختار)... نهدف... ربط
أمتنا بتاريخها الناصع وببطولات السابقين وتضحياتهم في سبيل الإسلام،
فقد يعتري بعضنا الاحساس بالهزيمة واليأس، ويفقد الثقة في أمته وهو
يرى الانحراف ينتشر في كل مكان، والباطل يحكم في البلاد الإسلامية).
وبعنوان الفصل الثاني (الثائر الرسالي –
عمليات التشكيك) السيرة الناصعة، موقف الإمامة من المختار) نقرأ على
الصفحة (35) هذا النص: (لا غرابة أن تلصق بشخصية كبيرة كالمختار
مختلف التهم والشائعات، وأن تنسج حول شخصيته العظيمة الأكاذيب
والتلفيقات، فلقد احتل المختار (رض) صفحات مشرقة من تاريخ أمتنا،
وأصبح من رجالها الكبار، بحيث لم يتمكن مؤرخ من نسيانه وهو يخط تاريخ
أمتنا الإسلامية).
وبعنوان الفصل الثالث (الظروف الموضوعية،
دراسة في الأهداف، الانتصار الكبير) نقرأ على الصفحة (59) هذا النص:
(تعتبر ثورة المختار حلقة من سلسلة رد... على الواقع الفاسد...
وللثورات ظروف خاصة وأجواء معينة تبشر بها
وتساعد على قيامها، وحكمة الثائرين ونجاحهم تأتي من استغلالهم
واستفادتهم الكاملة من هذه الأجواء والظروف،....).
وفي عنوان الفصل الرابع (كيف انتهت الثورة)
أعداء المختار، الشهادة الحية، نقرأ على الصفحة (93) هذا النص:
نِعَمَ الشيعة والموالون لعلي في الكوفة خلال
حكم المختار بالحرية والأمان، فبعد قتل القتلة وزع المختار المال
بالسوية بين الناس،... ودام على هذا الحال... إلى شهر رمضان سنة
67هـ، أي سنة ونصف، حيث هاجمت جيوش ابن الزبير الكوفة وقتلت قائدة
الثورة المختار، وانهت حكماً عادلاً عاشت الناس في ربوعه بعد طول
غياب).
ونقرأ في خاتمة الكتاب على الصفحة (106) هذا
النص:
(لقد مضى المختار إلى ربه شهيداً، بعد أن أدى
ما عليه...).
|