احتفاءً بالقدوم المبارك لسماحة آية الله
السيد مرتضى الشيرازي – حفظه الله – إلى منطقة السيدة زينب (ع) في
سوريا، بعد أدائه فريضة الحج، أقامت الجالية الأفغانية المقيمة بدمشق
مجلس استقبال حاشد لسماحته، في حسينية الإمام السجاد (ع)، مساء يوم
الخميس الموافق للخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام 1423هـ - 27
شباط 2003م.
وقد ضمّ المجلس جمعاً غفيراً من الشباب المؤمن
من طلبة العلوم الدينية والجامعيين والكسبة، يتقدمهم السادة العلماء
من أساتذة الحوزة العلمية الزينبية، وهيئتها الإدراية.
وحين وصول سماحة السيد مرتضى الشيرازي إلى
قاعة الحسينية، تعالت أصوات مستقبليه بالصلاة على محمد وآل محمد،
ووجوههم يعلوها البُشر بمقدم هذا العالم العلَمَ سليل الأسرة
الشيرازية المباركة، ونجل إمام الطائفة الشيعية سماحة آية الله
العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي – أعلى الله مقامه – مقدمين
لسماحته التهاني والتبريكات، لأدائه فريضة الحج، ورجوعه سالماً من
الديار المقدسة.
ابتدأ الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم،
قدمها القارئ القدير الشيخ حسن المحمدي.. وتلبية لطلب الأخوة
المؤمنين، ألقى بعد ذلك سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي محاضرة
أخلاقية قيمةً، حثّ خلالها الشباب المؤمن على استثمار طاقاتهم
وقدراتهم، إلى أقصى حدًّ ممكن، فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وفي
خدمة الدين، ورفعة وتقدم الأمة..
هذا وقد استهل سماحة السيد محاضرته التي
استغرقت زهاء الساعة، بالحديث الشريف المروي عن الإمام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع): (قيمة كل إمرئٍ ما يحسن) مؤكداً سماحته بأن
الإنسان، بما هو دم ولحم وعظم، قيمته محدودة، وإنما يرفع شأنه العمل
الصالح، ورضا الله عز وجل، وأن ينزل في الناس المنازل الشريفة.
وقد أسهب سماحة السيد الشيرازي في بيان آفاق
وأبعاد الحديث الشريف، مؤكداً على عدم الاستهانة أو النظر بعين
الاستخفاف إلى الطاقات والمواهب الكامنة في نفس الشاب، وإن كانت
بنظره يسيرة غير ذات ثمر، ومشيراً إلى أن القدرات الشابة هي القوة
الفاعلة والمؤثرة في السيرورة الاجتماعية، والرقي في مراقي التقدم،
والسير نحو معالي الأمور، مشدداً على أن أي تحرك في هذا المجال يجب
أن يستند إلى ثلاثة أسس، لكي يحالفه النجاح. وهذه الأسس – كما جاء في
حديث سماحته – هي: العلم – العمل – التقوى.
وأرود سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي
آيات وروايات، وقصصاً وشواهد، توضح أهمية السير والتحرك، في مضامير
الحياة، على ضوء تلكم الأسس؛ حتى تكون حياة الشاب حياة علم وعمل
وإيمان، لا تضيع منها حتى الدقيقة والثانية، إلا في جهدٍ أو فكرٍ
مثمر، في السير إلى مكان العمل، أو الجلوس على المقعد الدراسي، وهكذا
بالنسبة لسائر تفاصيل الحياة، بحيث لا يضيّع المرء الثواب الجزيل
الذي يمنحه البارئ عز وجل للذاكرين المسبحين – كما جاء ضمن تأكيد
سماحته – لافتاً النظر إلى أهمية استغلال الوقت الضائع واللحظات
الهاربة من عمر الإنسان، في ذكر الله، وتحصيل الأجر والثواب، لا سيما
في مرحلة الشباب التي تمثل أوج الفاعلية والنشاط في حياة الإنسان،
متسائلاً سماحته بالقول: فلماذا يحرم الإنسان نفسه من هذا الثواب وهو
قادر على تحصيله؟!.
وقد كانت جميع المحاور التي دارات حولها كلمة
سماحة العلامة آية الله مرتضى الشيرازي – حفظه الله – مدعمة بالأدلة
القرآنية، والروايات والأحاديث الشريفة، والشواهد الحياتية، مما ترك
أثراً كبيراً في نفوس الحاضرين في المجلس..
وختم سماحة السيد محاضرته القيمة بالدعاء
لجميع المؤمنين بالتوفيق لما فيه خير الدنيا والآخرة.
|