بمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام أبي عبد الله
الحسين (ع)، وكما هو شأن الأيام السابقة من شهر الدم والشهادة محرم
الحرام الجاري أقيمت مراسم عزاء خاصة بمناسبة هذه الذكرى الخالدة في
مكتب المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي، في مدينة (كويته) بباكستان، امتاز بحضور مكثف من قبل مسلمي
هذا البلد، ومحبي الإمام سيد الشهداء الحسين بن علي (ع).
ابتدأ مجلس العزاء الكبير اعتباراً من الساعة
الثامنة صباحاً، بكلمة مسهبة حول واقعة الطف، للخطيب المفوّه سماحة
حجة الإسلام والمسلمين السيد معصومي. الذي قال في جانب من كلمته: إن
خط الإمامة هو امتداد لخط النبوة، لذلك فإن شروط النبي والنبوة يجب
أن تتوفر في الإمام والإمامة؛ فكما أن الشيعة والسنة اتفقوا على أن
النبي يجب أن يعين من قبل الله سبحانه، ولا حق لأي فرد أو جماعة في
انتخاب النبي، وكذلك اتفقت الشيعة والسنة على أن لا جواز ولا وجه
لتعيين النبي عن طريق إجماع الأمة، وإذا ما ادعى فرد النبوة، أو
اجتمعت مجموعة من الناس وعرّفت شخصاً على انه نبي، حكم على هؤلاء
الأفراد بالارتداد، ما يترتب عليه الموت، فبما أن الإمام يمثل امتداد
خط الأنبياء (ع)، فيجب أن يتعين من قبل الله تعالى، ويعّرف من قبل
النبي أو الإمام الذي سبقه؛ ذلك لأن النبي والإمام السابق يتصدى لدور
المعرّف والمبلّغ؛ فالقرآن الكريم عرّف النبي الكريم (ص) على أنه
مبلّغ إمامة علي بن أبي طالب (ع)، وليس منتخبها، حيث قال عزّ من قائل:
(يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت
رسالته) أي بلّغ الناس بإمامة وخلافة علي بن أبي طالب (ع).
هذا، وضمن سلسلة إقامة مجالس العزاء الحسيني
التي استمرت منذ اليوم الأول من شهر محرم الحرام الجاري، في مكتب
المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، في مدينة
(كويته) الباكستانية، كان قد أقيم أيضاً مجلس عزاء كبير في تاسوعاء
الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، وقد شارك في هذا المجلس سماحة حجة
الإسلام والمسلمين السيد شريفي أحد العلماء المعروفين في مدينة مشهد
المقدسة، حيث ألقى كلمة قيمة في المناسبة.
وقال السيد شريفي: جميع الناس معرضون لارتكاب
الذنوب والمعاصي، ولكن بقدر من السعي والاجتهاد يستطيع الإنسان أن
يصل إلى مرحلة العصمة الصغرى، كما هو شأن حضرة أبي الفضل العباس (ع)،
والسيدة زينب (ع) اللذين تحققت عندهما العصمة الصغرى.
وأشار الخطيب إلى الآية المباركة (واعفوا عنهم
واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) مذكّراً بما حدث في ليلة عاشوراء، حيث
قال الإمام أبو عبد الله (ع) لأصحابه - بما مفاده
-: اعلموا أنني لا
أظن ولا أتوقع نصرةً من هؤلاء الناس، فأنا آذن لكم بالانصراف،
فاتخذوا هذا الليل جملاً واذهبوا بعيداً عن أرض المعركة، وليس لي
عليكم بيعة..
وعلى الأثر عاد البعض أدراجهم خفية، وقبل بعض
يد الإمام (ع) واستأذن بالانصراف، وفي الطرف المقابل أسرع بعض من
كانوا في معسكر عمر بن سعد، مثل الحر بن يزيد الرياحي وابنه وخادمه،
وزهير بن القين، للانضمام إلى من بقي من أنصار الإمام الحسين (ع)..
ثم التفت الإمام (ع) إلى أصحابه وقال لهم: جزاكم الله عنا خير الجزاء..
وأراهم منازلهم في الجنة.. ولذلك كان أصحاب سيد الشهداء (ع) بما حصل
لهم من يقين واطمئنان، يتسابقون لطلب الشهادة بين يدي سبط الرسول
الأكرم (ص).
|