تحدث قادمون هذا اليوم من داخل العراق، عن
وقائع الانتفاضة الشعبية الجديدة التي شهدتها مدينة كربلاء المقدسة
في يوم عاشوراء الحسين الشهيد (ع)، حيث وصفوا مجريات ذلك الحدث، بأنه
كان معركة حقيقية خاضتها جماهير مدينة كربلاء بالاشتراك مع الجماهير
الحسينية المؤمنة التي وفدت إلى المدينة لإحياء يوم انتصار الدم على
السيف يوم الشهادة والبطولة والإباء، يوم الطفوف في العاشر من محرم
الحرام.
وأضاف أولئك القادمون أن أبناء كربلاء قد هبوا
بعد أن أطلقت عصابات أجهزة النظام القمعية الرصاص على المشاركين
بإحياء هذه المناسبة، لقد هبت جماهير الأحياء الشعبية الكربلائية
جميعها وحتى النساء اللائي حملن السلاح (الكلاشنكوف) وخرجن من الأزقة
يواجهن مرتزقة الأجهزة القمعية، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من
رجال المخابرات والأمن بين قتيل وجريح. وهو ما اضطر مسؤولي السلطة
الفاشية في المحافظة إلى استدعاء أعداد كبيرة من الجيش الذي كان
مجهزاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقام بتطويق الأحياء والمحلات
الشعبية المنتفضة وخاصة محلة (العباسية الشرقية) التي لم تزل حتى هذا
اليوم مطوقة بالقطعات العسكرية وبرجالات السلطة من عصابات القتل
والإجرام المختلفة، وذلك حسب ما قال القادمون.
وتعيش كربلاء الآن بشبه عزلة عن بقية
المحافظات.
إن هذه الانتفاضة الشعبية الجديدة، هي دليل
جديد على أن جماهير العراق المؤمنة السائرة على درب الحسين ومن بعده
أولاده من الأئمة الأطهار (ع)، لم يفت في عضدهم أو يضعف إيمانهم كل
ما فعله نظام الموت والظلام (نظام صدام)، ومرتزقته من عصابات الإجرام
من قتل وتخريب وتدمير وإعتقالات وإعدامات بالجملة لأهل وأبناء هذه
المدينة المقدسة بعد الانتفاضة الشعبانية المجيدة في العام 1991.
فها هي جماهير كربلاء قد هبت، نساءً ورجالاً،
شيباً وشباناً لكي تثبت من جديد أنها لم تزل وفية وأمينة للمبادئ
التي خرج من أجلها الحسين وأهل بيته (ع) وأصحابه الميامين (رض).
وهي بذلك تستحق أن يطلق عليها (كربلاء) مدينة
البطولة والشهادة والإباء.
|