ينعقد هذه الأيام في العاصمة البحرينية
المنامة مؤتمر التنمية الإنسانية العربية الذي تنظمه جامعة الخليج
العربي والذي يبحث في آليات بناء القدرات البشرية وتوظيفها في خدمة
تطور البلدان العربية.
وقد إستعرض المؤتمر منذ إفتتاحه العديد من
أوراق العمل التي قدمها عدد من الأساتذة العرب المختصين، تناولت
محاور عديدة هامة، كان منها:
1- التنمية
الإنسانية في البلدان العربية وجذور مشكلاتها.
2- الرؤية
المستقبلية للبيئة والتنمية وآليات السياسة لبناء القدرات البشرية.
3- نحو رؤية
إعلامية لتنمية الإنسان.
4- نحو رؤية
إستشرافية لمراحل تطوير التعليم في منطقة الخليج.
و في محاضرة لأحد الأساتذة
المشاركين تساءل المحاضر، هل بالامكان الدخول إلى هذا القرن بتعليم
يقدم كل يوم شيئاً جديداً في ثورة المعلومات والإستنساخ البشري
والهندسة الوراثية بإكتشاف خريطة الإنسان الجينية، وفي عصر اطلق عليه
تسمية عصر الأنترنت ام سنبقى نحمل مخلفات القرن الماضي...!
و أشار بعد ذلك إلى ان الإقتصاد والسياسة
والقوة العسكرية وغيرها من مفاصل الحياة، تقوم وتبتني على عنصر واحد
هو الإنسان،الذي لايمكن اعداده الاّ بالتعليم الذي يجب ان يكون هو
البوابة الوحيدة التي يدخل منها العرب إلى عالم القرن الجديد.
اما الدراسة التي تضمنتها ورقة عمل جامعة
الإمارات فقد بينت اعداد الطلبة الذين التحقوا والذين سيلتحقون
بالتعليم خلال العشرين سنة القادمة، وأظهرت تلك الدراسة تزايد عدد
اولئك االطلبة بشكل كبير، حيث شهد عام 2000 التحاق ثلاثة ملايين
و400ألف طالب وطالبة، وسيصل هذا العدد في عام 2005 إلى 3 ملايين و
900ألف طالب وطالبة، ومن المتوقع أن يبلغ العدد في عام 2010 إلى 4
ملايين و600ألف، أما في عام 2015 فسيلتحق بالتعليم الإبتدائي وحده 5
ملايين و600 ألف.
وفي المحور الذي كان تحت عنوان (حول البيئة
والتنمية... رؤية مستقبلية)، فلقد قدم الدكتور مصطفى كمال طلبة رئيس
المركز الدولي للبيئة والتنمية بجمهورية مصر العربية،استعرض خلالها
العلاقة بين البيئة والتنمية ؟ مشيراً إلى تعريف البيئة الذي ورد في
مؤتمر الأمم المتحدة الذي انعقد في استوكهولم حول البيئة الإنسانية
في عام 1962م، والذي جاء فيه: (ان البيئة لاتعتبر فقط الحماية من
التلوث بل هي مخزون المصادر الطبيعية والاجتماعية المتوفرة في أي وقت
من أجل تلبية احتياجات الناس).
وعرفت التنمية الدائمية على أنها عملية
أستخدام تلك المصادر بهدف زيادة رفاهية الانسان أوعلى الاقل المحافظة
على مستواه الذي هو عليه.
وكان من نتائج المؤتمر المذكور اثبات العلاقة
الوثيقة بين حماية البيئة وتحقيق التنمية.
واوضح الدكتور مصطفى طلبة ان هذه التعريفات
الجديدة ادت إلى البحث عن مفهوم جديد وموسع للتنمية حيث انتجت تلك
البحوث مفهوم التنمية المستدامة الذي انشغل به المجتمع الدولي خلال
عقد الثمانينات من القرن الماضي في مؤتمر قمة الارض الذي عقد في
ريودي جانيرو بالبرازيل عام 1992 والذي يؤثر على حقيقة هامة مفادها:
انه مع تأمين احتياجات الجيل الحاضر يجب
التأكيد على عدم حرمان اجيال المستقبل من حقها في الافادة من موارد
الارض..
واكد المحاضر ان أي حديث عن الرؤية
المستقبلية للبيئة والتنمية أو عن استدامة التنمية لايمكن ان تتم الا
في ضوء معرفة كاملة بكل العوامل الجديدة التي تؤثر في عملية التنمية
ببعديها الاقتصادي والاجتماعي.
واشار إلى ان العولمة وتحرير التجارة العاملية
وقيام التكتلات الاقتصادية الاقليمية الضخمة وعمليات الاندماج بين
الشركات والبنوك العملاقة تعتبر من اهم المستجدات على المستوى
العالمي والتي ومع الزيادة السكانية، ستزداد الفجوة بين الاغنياء
والفقراء وسيتغير وضع المرآة في العلم ويتنامى دور المجتمع المدني.
وقد بحثت اوراق العمل التي ناقشت
المحاور الاولى موضوعات طالت جميع الوجوه المتعلقة بحياة المجتمعات
العربية.
حيث تحدث الدكتور فيصل عبد القادر
الاستاذ في جامعة الخليج عن تقرير التنمية الانسانية العربية للعام
2002 واشار إلى أن قدرا كبير من الاستثمار في رأس المال الاجتماعي في
الدول العربية قاطبة والذي يصل إلى نحو ثلاثة الاف مليار دولار خلال
السنوات الماضية لم يسفر الا عن عوائد قليلة في دخل الفرد العربي
وتحسين نوعة الحياة بصفة عامة، على الرغم من زيادة
الضخمة في تخصيصات التعليم باشكاله
المختلفة، أضافة إلى الاستثمارات التي تمت في مجال التدريب.
وركز الاستاذ عبد القادر على ضرورة تنمية
القدرات المؤسسية لأهمية الدور الذي تلعبه في تعزيز التنمية البشرية
المستدامة، كما وأكد على دور المجتمع المدني.
|