قم - النبأ:
ضمن سلسلة الدروس الأخلاقية الأسبوعية التي تلقى في بيت
المرجع الديني الراحل، سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني
الشيرازي (قدس سره)، بمدينة قم المقدسة، ألقى سماحة العلامة آية الله
السيد رضا الشيرازي درساً مهماً تحت عنوان (المشروع الاجتماعي)، وذلك
يوم الأربعاء الماضي بعد صلاتي المغرب والعشاء، وبحضور حشد كبير من
السادة فضلاء الحوزة العلمية، والمؤمنين بمختلف مستوياتهم.
إلى ذلك، استقبل سماحة حجة الإسلام السيد مهدي
الشيرازي مجموعة من طلاب جمهورية آذربيجان، وخلال حديثه معهم، أوصى
بأربع نقاط مهمة، هي: التعليم الجيد، الأخلاق الحسنة، الزواج المبكر،
تقوى الله.
كما أشار سماحة السيد مهدي الشيرازي، في فقرة
من كلمته، إلى الحديث المروي عن الإمام علي بن موسى الرضا (ع): (أحيوا
أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)..
على صعيد آخر، أقيم في بيت المرجع الديني
الفقيد سماحة الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي -طاب ثراه- بمدينة
قم المقدسة، مجلس عزاء حاشد بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر
(ع)، تخللته خطب ومواعظ لأصحاب السماحة، الشيخ شفيعي وروحاني وعالمي.
استشهد أحد الخطباء بحديث للإمام الباقر (ع)
جاء فيه:
سعادة الدنيا والآخرة في ثلاثة، اعف عمّن ظلمك،
وصل من قطعك، واصبر..
كما ركز السادة الخطباء على سيرة الإمام
الباقر (ع)، حيث قالوا بأن الإمام (ع) ولد في أول رجب عام 57هـ، في
المدينة المنورة، وأبصرت عيناه الدنيا في بيت سيد الساجدين الإمام
علي بن الحسين (ع) وأمه السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى (ع).
كان عمر الإمام الباقر (ع) في عام 61هـ، عند
وقوع فاجعة كربلاء، حوالي أربع سنين، وفي حدود السن (3-4) سجن، وشاهد
عن عين خربة الشام ومجلس يزيد بن معاوية، وسائر وقائع يوم عاشوراء.
وكان عمره المبارك يناهز الثلاث سنوات ونصف،
حين استشهد الإمام الحسين (ع)، وبلغ سن الرابعة والثلاثين، عندما
استشهد الإمام السجاد (ع)، وفترة إمامة هذا الإمام الهمام دامت تسع
عشرة سنة.
ومضى أحد الخطباء للقول: قال الإمام الباقر
(ع) في مجلسٍ ليزيد بن معاوية، لديك بطانة سيئة، بطانة فرعون أفضل
منها (!!).
وأورد رواية عن الإمام الباقر (ع) يقول فيها -
ما معناه -: النوم الكثير، والأكل الكثير، والذنوب الكثيرة، من علائم
قسوة القلب.. وعن الإمام جعفر الصادق (ع) عن أبيه الإمام الباقر (ع)،
أنه قال - ما معناه -: رأى الإمام (الباقر (ع)) شخصاً في مقبرة يهيل
التراب على قبر ابنه، فأشار عليه بأن يوكل هذا العمل إلى غيره، لأنه
يورث قسوة القلب..
كما نقل خطيب آخر قصة أحد الخوارج، يدعى عبد
الله بن نافع، على عهد الإمام الباقر (ع)، وكان يعيش في بلاد الشام،
ويدّعي بأن الإمام علياً بن أبي طالب (ع) قتل الخوارج ظلماً، لأنهم
كانوا يصلون، ويقضون ليلهم في الصلاة، ويقرأون القرآن.. والخ، وكان
متصلباً جداً في هذا الأمر، حيث لا يقبل بحثاً أو نقاشاً من أي أحد،
حتى قالوا له بأن جوابه عند الإمام الباقر (ع) فقط.. فذهب ابن نافع
إلى المدينة المنورة ليلتقي الإمام الباقر(ع) ويناظره في هذا الشأن..
فيقبل الإمام (ع) مناظرته بحضور أئمة أهل الحديث وكبار الرواة، فكان
أن دارت مناظرة طويلة تعددت فيها أوجه الحديث، وأحاطت الأدلة الساطعة
بعبد الله بن نافع، وقطعت عليه وجهته؛ حتى أقر - في ختام المناظرة -
بالحق، وقال: إن الإمام الباقر (ع) أوضح لي من دقائق الأمور والمطالب،
حتى لم يبق عندي موطن للشبهة والتردد..
|