يؤكد باحثون كنديون أن اختبارات الذاكرة هي
الأكثر فعالية في تصوير دماغ الإنسان أو من أي اختبارات جانبية أخرى،
لأن الاختبارات الشفوية للذاكرة هي أفضل طريقة لتشخيص المراحل
المبكرة لمرض (الزهايمر) وعليه فأن الأطباء يؤكدون على اللجوء إلى
اختبارات الذاكرة للتأكد من تشخيص مرض (الزهايمر) عند المرضى الذين
تبدو عليهم علامات المرض. ويمكن للتشخيص المبكر للمرض من التدخل
الطبي، الأمر الذي يؤدي إلى إبطاء عملية تقدم المرض.
وبنى الدكتور (كوستانتين زاكزانيس) وفريقه من
جامعة تورنتو نتائجهم على اختبارات أجروها على 31 حالة سابقة، وتوصل
الباحثون إلى أن ما يعرف باسم (اختبار كاليفورنيا للتعلم اللفظي) هو
الأكثر فاعلية في تحديد مرض (الزهايمر).
وتعتمد آلية الاختبار على طرح عدد من الأسئلة
على المرضى، ثم بعد ذلك تسجل سرعة المرضى في الإجابة عليها كما يحدد
وتسجل عدد الإجابات الصحيحة، ويشير الباحثون أن الاختبارات تمكن أن
تستعمل في التمييز ما بين المرضى الذين يعانون من تراجع الذاكرة بسبب
التقدم في السن. ويقول فريق البحث الذي يقوده الدكتور كوستانتين أن
تشخيص (الزهايمر) يعتمد على مدى تراجع الذاكرة.
ويعتبر الزهايمر مرضا رئيسيا في العالم الغربي،
فهو يصيب الملايين في الولايات المتحدة الأميركية، وفي المملكة
المتحدة يتم تشخيص حوالي 42 اصابة يوميا، وخصوصا عند الذين تجاوزوا
سن الخامسة والستين. ووفقا لما تشير اليه الدراسات فان هذا المرض
يمكن ان يصيب الشباب ايضا. وتبلغ النسبة التقديرية للاصابة بالزهايمر
4% ما بين65 و74 سنة وترتفع النسبة الى 20% لدى الذين تجاوزوا سن 75
سنة.
وتجدر الاشارة الى ان هذا المرض قد تم اكتشافه
من قبل الطبيب الألماني «اكويز الزهايمر» وذلك لدى تشريحه جثة سيدة
في الخمسين من عمرها، كانت تعاني من فقدان الذاكرة واضطراب في
الشخصية في السنوات الاخيرة من حياتها.
وقد تبين لهذا الطبيب أن دماغها كان يحتوي على
نقاط غامقة اعتقد حينها انها هي المسئولة عن تلك الاصابة. وبعد ذلك
اثبتت الدراسات صحة اعتقاده، اذ تبين ان تلك النقاط هي عبارة عن
تجمعات ألياف عصبية وحبيبات هرمة تدعى بيتا اميلويد وهي تخزن او
تتجمع في دماغ المصابين بهذا المرض، ومن جراء ذلك تتدخل هذه المادة
في عملية نقل الاشارات من الدماغ والكيميائيات الموجودة في خلايا
الدماغ.
وبالرغم من ان اكتشاف هذا المرض قد تعدى القرن من الزمان الا ان
العلماء لم يتوصلوا بعد الى توفير علاج مناسب للزهايمر.
وقد كشفت دراسة طبية النقاب عن ان الذين
يتناولون أدوية مماثلة في تأثيرها للاسبرين لمدة لا تقل عن عامين
يكونون اقل عرضة للاصابة بالزهايمر بنسبة تصل الى 80%. وقد اجرى
الدراسة الدكتور جون برنتر وزملاؤه في معهد الرعاية الصحية في ولاية
واشنطن على اكثر من 500 مريض تزيد أعمارهم على 65 سنة. وحاول
الباحثون الربط بين تناول هؤلاء المرضى الاسبرين واصابتهم بالزهايمر.
ووجد الباحثون ان 3227 من المرضى الذين تناولوا الاسبرين او اية
ادوية اخرى مماثلة لم يصب منهم بمرض الزهايمر سوى 104 مرضى، وتوصلت
الدراسة الى ان المرضى الذين تناولوا الاسبرين كان احتمال اصابتهم
بمرض الزهايمر هو النصف بالمقارنة مع المرضى الذين لم يتناولوا
الاسبرين.
وينصح الاطباء بضرورة استشارة الطبيب بشكل دوري، والاكثار من الحركة
وممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء الصحي المتنوع، والحد من
ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول، والتقليل من مشاهدة التلفزيون.
من اجل الحد من الاصابة بهذا المرض الذي تشير
الدراسات الى ان عدد المصابين به يقدر بحوالي 14 مليون شخص في العالم.
|