التعرف على مواهب الطفل منذ البدايات العفوية
التي يبديها الصغار مسألة تقع ضمن مهام الأمهات والآباء بآن واحد،
ولكن عملية التعرف هذه تحتاج إلى نوع من امتلاك الفراسة الممكن
الوصول إليها من خلال اهتمامات الطفل في نوع مواد ألعابه.
العب.. هي الكلمة المحببة التي يطلقها الأبوين
لطفلهما كي يراه ملتهياً بقضاء وقت ممتع له فتوفير الطعام والمشرب
والإكساء للطفل ليس كافياً بحسب مفاهيم التربية وأغراضها الاجتماعية
فالصحة النفسية للطفل واجبة التوفير له إضافة لكفاية جسمه من التغذية.
واستعدادات الطفل وما يبديه من ميول ممكن التعرف عليها عن طريق
مراقبة حركاته ونشاطه في المنزل وتوجيه الطفل الوجهة الصحيحة تأتي
عادة بعد أن يلمس موقعه مما يدور حوله ومما موجود قربه.
إن إعطاء الحرية للطفل لاختيار ألعابه ينم منذ
الوهلة الأولى نحو تحديد اهتمامه بالمجال الذي يرغب بداية التسلي به
وأكيد فإن تغيير وجهات هوايات الطفل ممكنة التحقق وهذا ما يوقع على
الأبوين مسؤولية ترغيب طفلهما أن يهتم بألعاب محددة دون أخرى، فحالة
التدرج لتعلم شروط أو نمطية لعبة إذ تبقى مسألة تحددها درجة الانجذاب
النفسي عند الطفل إلا أن المراعاة الأجدى لمقتنيات الطفل ينبغي أن لا
ترهق ميزانية الأسرة ففي التفاوت بين ما يمكن شراؤه أم لا سيخلق عند
الطفل الذكي بفطرته ضمن احتمال شبه مؤكد نوعاً من الشعور بأن أي شيء
يريده سيمكنه الحصول عليه وهذا هو نوع من استحواذ الطفل على حق كان
بالإمكان أن لا يرهق والديه لاقتنائه ثم تسليمه له والأمم الراقية
تعتبر أطفالها الموهوبين بمثابة ثروة قومية مؤجلة التمتع بها فتحافظ
عليهم وتنمي مواهبهم وتسعى لاكتشاف أكثر من مواهبهم وهم في تلك السن
اليانعة من العمر وتعهد إليه بالرعاية والعقل وتدعهم يقفون بخطى
ثابتة على الأرض حتى إذا ما تمرسوا بها وأظهروا نبوغاً فيها وضعت
الجامعات والمعاهد ومراكز البحث رخيصة بين أيديهم كي يكفلوا لهم سبل
التفكير بتطوير أفضل لمواهبهم. وبالتالي في مرحلة الوعي من عمرهم أن
يمارسوا عملهم المختصون به بعد اكتساب مهاراته، أن يعلن عنهم كأشخاص
محترفين..
إن عالم الألعاب عند الطفل يشهد قفزات هائلة
في تقديم التوعية فيها فقد تم توفير الألعاب الإلكترونية المتحكمة
بتسيير السيارات والبواخر وغيرها ضمن نشاطات ألعاب لا أول لها ولا
آخر وهذا ما يستوجب أن يشارك الكبار الصغار كمقترح موضوعي أفضل
الاختيارات لتحديد نوع الهواية للصغار المقبلين على عالم المستقبل
الذي سيكونون فيه مساهمين في تطوير الحياة وتركيز مفاهيم الحضارة على
أفضل ما يكون التوجه ولعل الأهم والأهم هو تعويد الطفل منذ الصغر أن
يتعامل مع مواده التي يقتنيها على كونها مواد خير ولا تؤدي في ناتجها
ونتيجتها إلا إلى إسعاد الآخرين.
تنمية
ذكاء الأطفال ترتبط بتطورهم العاطفي
في عالم يولد فيه يومياً ما يزيد عن 360 ألف
طفل لربما يكبر أحدهم ليصبح شكسبير المستقبل أو قد يبرهن أحدهم
بالأدلة القاطعة أن نظرية أنشتاين خاطئة، يقول العلماء إن ذكاء
الأطفال لا ينمو بالكتب فقط بل إن التطور العاطفي يلعب دوراً مهماً
في تنمية المقدرة العقلية لصغار السن.
ولتحقيق ذلك يقول د. ستانلي غرينسبان، الباحث
في علم تطوير الأطفال بجامعة جورج واشنطن «نحتاج حقيقة إلى تغيير
مفاهيم ثنائية الإدراك العقيمة من جهة، والعواطف من جهة أخرى. مع
ملاحظة أن العواطف هي الوقود الذي يسمو بالسلوك الاجتماعي، كما أنها
تدفع إلى مستويات مختلفة من الذكاء».
ويقول غرينسبان «إن الجينات الوراثية تلعب
دوراً في تحديد مستويات الذكاء وأن مستقبل الأطفال لا يتحدد في الحمض
النووي «ءخ» و بصرف النظر عن اختبارات تحديد الذكاء في العائلة، فأنا
عندما أشاهد أشخاصاَ يتمتعون بالدفء ويتفاعلون مع المؤشرات العاطفية
يمكنني أن أرى أطفالاً أذكياء وأكفاء». ويوصي العلماء بالعديد من
الطُرق التي يمكن أن تقوي من مقدرات الأطفال العقلية بالإضافة إلى
التفاعل العاطفي المتبادل بين الآباء وأطفالهم ومنها:
إرضاع الأطفال بصورة طبيعية ومن ثدي الأم،
ويقول غالبية العلماء إن ذلك يساعد في تنمية دماغ الطفل، ووفقاً
لدراسة نشرتها مجلة ''الجمعية الطبية الأميركية'' فإن الأطفال الذين
يتم ارضاعهم بصورة طبيعية لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 أشهر يتمتعون بنسب
ذكاء تفوق الذين تم إرضاعهم لفترات قصيرة.وناقضت دراسة أجرتها كلية
طب جامعة هارفارد عام 1999 ما اُشيع عن أن الموسيقى تساعد الأطفال في
اكتساب مهارات في مادة الحساب ، وأثبتت الدراسة الحديثة أن الموسيقى
والرقص هما أفضل طريقة لتعليم الأطفال كيفية التفاعل.
ويرى عدد من الباحثين أن تعلم الأطفال الرضع
للغة الإشارات حتى قبل البدء في الكلام إشارة لذكاء الطفل، ويعلل
آخرون أن الفائدة تنجم عن التفاعل المباشر بين الرضيع ووالديه.
وإزدادت البرامج التعليمية الخاصة بصغار السن مثل الفيديو والكتب
والبطاقات المضيئة التي يدعي البعض أنها ساعدت من هم في عمر الثانية
على قراءة كتب الأطفال البسيطة بأنفسهم. فبعض العلماء يؤيد هذه
الظاهرة والآخر يقف منها موقف المعارض. ويعلق غيرنسبان حول ذلك «إذا
قمت بمطالعة أحد الكتب مع أطفالك وفي سن مبكرة وأرشدته إلى كيفية
الربط بين الصور والكلمات، وتفاعلت بصورة عاطفية ومرحة، فهنا يمكنك
تحقيق أفضل النتائج».
الأطفال الرضع يستطيعون تعلم لغات أجنبية وكمبيوتر
يقول الباحثون ان الاطفال في سن ستة الى
ثمانية عشر شهرا يعرفون عن اللغات اكثر مما نتصور.
واكتشف باحثون بجامعة اريزونا ان الاطفال في
هذه السن يتذكرون معلومات لغوية معينة مثل شخص بالغ.
اجرت هذه الدراسة لو آن جركن المتخصصة
والاستاذة المساعدة لعلوم الكلام والاستماع واللغويات والحاصلة على
درجة الدكتوراه في علم النفس وقد رأست معملا لفهم كلام الاطفال لمدة
ست سنوات.
تقول لو آن ان الاطفال من افضل الدارسين،
وتقول ان طفلا عمره 17 شهرا يستطيع مثلا ان يتعلم اللغة الروسية
ويكتشف الاخطاء في التأنيث والتذكير في هذه اللغة في دقيقتين فقط.
وتضيف ان الاطفال قادرون على تعميم القواعد اللغوية في لغتهم الاصلية
فضلا عن اللغات الاجنبية ايضا.
ومن المهم في كل اللغات تكوين جمل ودراسة
لبنيات اللغة او المفردات طريقة لتعلم آليات اكتسابهم اللغة، والفكرة
ان الاطفال يستطيعون استخدام مؤشرات السياق لتخمين معاني المفردات،
وهذا يعني ان قدرة الانسان على فهم نماذج وأنماط اساسيات اللغات
مبرمجة داخله.
وهناك عنصر داخلي قوي في تعلم اللغة، لكن
البيئة وآليات التعليم وجهد الطفل تلعب دورا ايضا في تعلم اللغة.
ويستطيع العلماء الاقتراب من حل غموض العقل البشري عن طريق فهم ما
يمكن تعلمه وكيفية تعلمه.
ويقوم المعمل الذي تديره لو آن بتجديد انواع
المعلومات اللغوية التي يكتسبها الاطفال ويتم ذلك عن طريق قياس
الفترة التي يستمر فيها الاطفال ينظرون الى الضوء الساطع من مكان
صدور صوت ما. ويوضع الطفل داخل مقصورة بها ثلاثة اضواء على اليمين
واليسار وأمام الطفل ويصدر صوت من حاسوب خارج المقصورة طوال فترة نظر
الطفل الى الضوء.
وهناك كاميرا فيديو داخل المقصورة حتى يستطيع
الباحثون تسجيل توقيت تحريك رأس الطفل بعيدا عن الضوء او اليه، ويشير
وقت نظر الطفل الى الضوء الى الكلمات والنهايات الصوتية التي يفضلها
الطفل. ويستخدم المعمل في هذه الدراسات اللغة الروسية لان الاسماء في
هذه اللغة لها تذكير وتأنيث والنهايات المنطوقة تتغير بتغيير النوع
والعدد وأشياء اخرى.
ويطلق الباحثون في هذه التجارب أصوات لنوعية
من الكلمات لم يسمعها الطفل من قبل النوعين هما كلمة اساسية وكلمة
ذات نهاية صوتية بشكل صحيح وبشكل خاطيء، مثل اسم مذكر بنهاية مؤنثة
او العكس، فإذا نظر الطفل طويلا الى الضوء خلال سماع الكلمة الصحيحة
يعرف الباحثون انهم يقدمون له معلومة جديدة وليس تكرار نموذج سابق.
وتقوم كارين ارنولد المتخصصة في علم النفس
بمساعدة لو آن عن طريق تنفيذ هذه التجارب وتدوين النتائج. وتقول
كارين ارنولد ان حل مشكلة فهم العقل البشري يتطلب التجريب على عدة
مستويات فالعلماء يستخدمون اللغويات وعلم النفس والفلسفة والكلام
والاستماع والرؤية كمجالات لأبحاث كشف اسرار وسائل الاتصال البشري.
ويستغرق كل اختبار دقيقتين ثم يخرج الطفل من المقصورة. وتسجل كارين
ارنولد الاصوات التي لفتت انتباه الطفل.
وتحدد لو آن بهذه الاختبارات امرين اولا ان
الاطفال في هذه السن يعرفون لغتهم الاصلية، وثانيا الاجزاء التي
يستطيع الاطفال تعلمها من لغة اخرى جديدة لا يعرفونها في وقت قصير.
وتقول آمي بيلنجز التي شاركت ابنتها في هذه
التجارب ان الطريقة التي يقيس بها الباحثون نظام الانتباه الموجه
جيدا لدى الاطفال مدهشة.
وغالبا ما يبقى الاطفال في المعمل لمدة عشرين
دقيقة بما في ذلك فترة الاختبار.
|