دعت الأمم المتحدة الدول العربية إلى اتخاذ
القائد الإسلامي الإمام علي مثالاً لتشجيع المعرفة وتأسيس الدولة على
مبادئ العدالة واحترام الإنسان، جاء ذلك في تقرير باللغة الإنجليزية
اشتمل على أكثر من 160صفحة صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم.
واشتمل التقرير على مقتطفات من الوصايا
التي أوصى بها الإمام علي بن أبي طالب بن عم الرسول صلى الله عليه
وسلم وقال التقرير أن هذه التعاليم التي جاء بها الإمام علي كانت قبل
أكثر من 1000سنة، لنشر العدالة المعرفة حقوق الإنسان.
وجاء في التقرير أن الدول العربية: لا تزال
بعيدة عن عالم الديمقراطية ومنح تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة قي
شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة...
وقال في التقرير السنوي لعام 2002م الخاص
بتطوير الدول العربية والذي وزع على جميع دول العالم، وقد احتوى على
(6) نقاط رئيسية أوصى بها الإمام علي بن أبي طالب حول كيفية الحكم
المثالي.
واشتملت تلك التعاليم على ضرورة المشورة بين
الحاكم والمحكوم، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، والقضايا السيئة
الأخرى وأن تمنح العدالة لجميع الناس، وتحقيق الإصلاحات الداخلية.
وأخذ التقرير الدولي مقتطفات من وصايا الإمام
علي التي جاءت في الجزء الأول من نهج البلاغة الخاص برئيس الدولة،
حينما أكد على:
أن مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ
إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ
غَيْرِهِ، وَ لْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ
بِلِسَانِهِ، فمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ
بِالإِجْلالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ ص672.
وفيما يخص فرض الضرائب واستصلاح الأراضي،
وضرورة التنمية، ومحاربة الفقر، استعار التقرير الدولي نصائح الإمام
التي وردت في النهج:
وَ لْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الأَرْضِ
أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلابِ الْخَرَاجِ، لأَنَّ ذَلِكَ
لا يُدْرَكُ إِلاَّ بِالْعِمَارَةِ، وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ
بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلادَ وَ أَهْلَكَ الْعِبَادَ …
ص38.
أما عن التعليم فقد ورد في التقرير نصيحة
الإمام إلى ممثله: وَ أَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ
وَمُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ
بِلادِكَ وَ إِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ…ص605.
وجاء في التقرير أيضا عن ضرورة الإفصاح عن قول الحق وعدم السكوت عن
الباطل:
لا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ
الْحُكْمِ،كَمَا أَنَّهُ لا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ …
ص699.
وأما عن الصالحين وتواضع الحكام والنهي عن
الإسراف في صرف الموارد، وضرورة تبيان الحقائق للشعب:
فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ
الْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، وَ مَلْبَسُهُمُ الاقْتِصَادُ،
وَ مَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، لا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ
الْقَلِيلَ، وَ لا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ … ص440-441.
وعن أهمية التقدم العلمي أشار التقرير إلى
نصيحة الإمام علي: ولا وعاء أفضل من العلم…
|