جماعات الإرهاب والعنف في مصر، تضرب مجدداً في هذا البلد العربي الشقيق، وتوجه سهام قتلها العبثي في هذا التفجير لجمع من الأقباط المصريين الذين كانوا يتواجدون في كنيسة قبطية.. وراح ضحية هذا الإرهاب مجموعة من الضحايا من الرجال والنساء والأطفال..
وهذه الجريمة النكراء توجه السهام إلى الأمن الاجتماعي في مصر، وتعمل عبر عملياتها الإرهابية إلى دق إسفين في مشروع الانسجام الاجتماعي، والاستقرار السياسي في مصر.. فالعلاقة بين الأقباط والمسلمين علاقة وطيدة وعميقة.. وهذا الإرهاب العبثي الذي يستهدف أمنهم واستقرارهم في مصر، هو يوجه إلى كل المصريين، لأن الإضرار بشريحة اجتماعية أو مكون اجتماعي في مصر، لا يستهدف الإضرار بأمنهم واستقرارهم لوحدهم، وإنما يستهدف الإضرار بأمن كل المصريين واستقرار الشعب المصري بكل شرائحه ومكوناته الاجتماعية.
ولا ريب أن صمود الشعب المصري كله، هو السبيل لإفشال هذا المخطط. فالقيام بعمليات عسكرية وإرهابية ضد الأقباط في مصر، لا يستهدفهم وحدهم، وإنما يستهدف كل الشعب المصري بدون فرق أو تمييز بين أقباطهم ومسلميهم.. لأن جميع مكونات الشعب المصري، لا يتعامل مع هذه العمليات الإرهابية، إلا بوصفها عمليات إجرامية تستهدف أمن واستقرار الشعب المصري برمته..
وتكرار هذه العمليات الإرهابية، يزيد من عزيمة كل المصريين، على إفشال كل المخططات التي تستهدف أمن مصر واستقرارها الاجتماعي والسياسي..
وإن سقوط شهداء من هذا الطرف أو ذاك من الشعب المصري، يجعل كل المصريين يعبرون عن موقف واحد وموحد، لأن هذه العمليات هي ضد أمن واستقرار الشعب المصري.. ولا يوجد أي طرف في الساحة المصرية، يعبر عن ارتياحه لهذه العمليات الإرهابية، لأن جميع المصريين يدركون أن هذه العمليات الإرهابية تستهدف أمن مصر واستقرارها الاجتماعي والسياسي..
والشعب المصري بوعيه وإدراكه الفطري يدرك أن هذه العمليات لا تستهدف أقباط مصر وحدهم، وإنما تستهدف كل المصريين.. لذلك يعبر المصريون جميعاً عن هذه الحقيقة.. فالإرهاب يستهدفهم جميعاً، ومن المصلحة والوعي الوطني أن يقف الجميع ضد هذه العمليات الإرهابية.. فالإرهاب لا يفرق بين القتيل المصري سواء كان قبطياً أو مسلماً.. فالجميع يستهدفهم الإرهاب ولا يفرق بينهم.. ومن مصلحة كل الشعب المصري أن يقف جميعاً بكل مكوناته وتعبيراته ضد الإرهاب، لأنه ببساطة شديدة يستهدفهم جميعاً..
وتثبت تجارب الإرهاب في كل البلدان والمناطق، أن المواقف الموحدة التي تقف ضد الإرهاب، هي القادرة على إفشال كل المخططات الجهنمية.
والشعب المصري الذي يعبر عن وحدته، قادر على إفشال كل العمليات الإرهابية..
وقوى الشعب المصري بعد هذه الجريمة الآثمة عبّرت عن موقف موحد ضد الإرهاب في مصر..
وهذا الموقف الشعبي الموحد، هو الذي يفشل الإرهاب في مصر. وعبر هذا الوعي الموحد لا تتمكن العمليات الإرهابية من النجاح، لأنها عمليات إرهابية تستهدف بالدرجة الأولى إحداث شرخ عميق في الوحدة الوطنية في مصر.. ووقوف كل المصريين ضد هذه العمليات الإرهابية هو الذي يفشلها، لأنها تستهدف الإضرار بالوحدة الوطنية في مصر.. ووقوف كل قوى وتعبيرات الشعب المصري متحداً ضد هذا الإرهاب، هو الذي يؤشر على أن الشعب المصري بوعيه ووطنيته ليفشل كل المخططات الإرهابية التي تستهدف الإضرار بأمن مصر واستقرارها السياسي والاجتماعي..
ولعل الدرس الأساسي الذي تعكسه وحدة الشعب المصري، أنهم بوحدتهم يفشلون كل العمليات الإرهابية.. وأن كل الشعب المصري يرفض أي عملية إرهابية للإضرار بالشعب المصري..
ولا ريب أن هذه الوحدة، تؤكد مجدداً عدم قدرة الإرهابيين على الإضرار بمصر وأمنها السياسي والاجتماعي.. صحيح أن قتل الأبرياء يؤلم، ولكن الألم وحده، لا يحقق أهداف العمليات الإرهابية..
وعليه فإن الشعب المصري يعبر عن هذه الحقيقة الخالدة، وطريق الشعب المصري أمام هذه العمليات الإرهابية، أنه سيواجهها بالمزيد من الوحدة الوطنية والاجتماعية.
والعمليات الإرهابية حينما لا تفرق بين الشعب، فإنها تعتبر بالمقاييس الاستراتيجية أنها عمليات فاشلة.. وقتل الأبرياء والقيام بعمليات إرهابية في مصر، غير قادر على النجاح، لأن هذه العمليات الإرهابية تواجه بالمزيد من الوحدة والتضامن الاجتماعي والسياسي..
لهذا كله نقول إن الإرهاب في مصر، لا مستقبل له.. وإنه غير قادر على إحداث شرخ في نسيج الشعب المصري..
اضف تعليق