q
الضغوط الأمريكية الأخيرة على طهران قد تلقى استجابة تكتيكية ايرانية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية اذ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي يوم الاثنين ان بلاده ليست لديها مشكلة مع اي شخصية تتولى منصب رئاسة الحكومة الاتحادية في العراق. كمحاولة لنفي التهم الأمريكية...
كيف ستؤثر تصريحات وزير الخارجية الامريكي بومبيو وتهديده الشديد والحاد لإيران، على توازنات تشكيل الحكومة العراقية القادمة؟

 

الدكتور احمد الميالي:

ملامح تشكيل الحكومة العراقية القادمة ستفتح صراعا بين طهران واشنطن وهي واحدة من ادوات واشنطن لتقليم اظافر طهران في بغداد وتحييد وصول حلفاءها لرئاسة الحكومة، فيما ستدافع طهران عن الاتفاق النووي عبر التوغل أكثر في ملف تشكيل الحكومة كمصد للتموضع الامريكي في العراق.

المؤشرات ترجح ان الكتلة الأكبر من حيث الملامح والخطوط العريضة تتكون من سائرون والحكمة والنصر والوطنية مع احتمال انضمام القوى الكردية وخاصة الديمقراطي الكردستاني، كواليس المفاوضات قد تتضح في الايام المقبلة ولابد ان تتضمن، تنازلات متبادلة لتلك الاطراف لتقوية هذا التحالف المضاد للنفوذ الإيراني، لكن لنجاح مخرجات هذا التحالف لابد من فتح الباب امام كل الاطراف الراغبة بالانضمام، شرط قبولها بالتفاهمات والتنازلات ومغادرة مؤثرات الجارة القوية في العراق.

اما الاحتمال الاخر وهو أضعف من الاحتمال اعلاه يقوم على بيضة قبان العملية السياسية وهو الدكتور العبادي فيما لو لم يخرج من عباءة حزب الدعوة الاسلامية والتزم بخيار التحالف مع دولة القانون والفتح فانه سيجر معه الحكمة والوطنية وأطراف كردية فيما يبقى سائرون وبعض القوى خارج هذا الائتلاف بين المعارضة او المشاركة الهامشية في تلك الحكومة.

وهنا ستزداد طموحات طهران في الدفاع عن نفوذها والضغط بالملف العراقي ضد واشنطن او على تثيبت التفاهمات الايرانية الامريكية في العراق ببقاء الدكتور العبادي في منصبه، مع امكانية ترشيح شخصية اخرى تودي نفس الدور في كلا الاحتمالين.

الدكتور خالد العرداوي:

ان الاستراتيجية التي طرحها بومبيو اتجاه إيران تدل على أن إيران مقبلة على ما هو أسوء، فواشنطن تريد لطهران أن تقاتل على جبهتين في نفس الوقت: داخلية مع شعبها، وخارجية في امتداد الشرق الأوسط، لتكون النتيجة اما كسر إرادتها او تغيير نظام حكمها، وهذا يعني أن تشكيل الحكومة العراقية القادمة ستحكمه بشدة حقيقة الصراع المتصاعد بين واشنطن وطهران، فبغداد كانت حاضرة في خطاب بومبيو اليوم، وفي رد المسؤولين الإيرانيين عليه، لذا فإن الميل لأحد الطرفين لا يخدم مصالح العراق، والحكومة التي تحتاج إليها المرحلة حكومة لا تستفز الطرفين، وتولي الشأن العراقي الأهمية القصوى.

ان صانع القرار العراقي ممكن أن يلعب دورا جيدا في توظيف الصراع لمصلحته بشكل كبير، ففي ظل الظروف المماثلة تكون الأطراف جميعا بحاجة إلى حماية خنادقها المتقدمة والحفاظ على تماسكها، والعراق هو الخندق المتقدم لكل من واشنطن وطهران، نحن بحاجة إلى اخذ الواقع الراهن بنظر الاعتبار عند تشكيل الحكومة القادمة، إذ لن تقبل واشنطن خسارة بغداد لمصلحة طهران، والعكس صحيح بالنسبة لطهران، وتشكيل حكومة تميل لأحد الطرفين خطأ استراتيجي من المطلوب الحذر من ارتكابه.

الدكتور سعدي الابراهيم:

ان اية نظرة عميقة للعلاقات الامريكية – الايرانية، طوال السنوات السابقة، ستعطينا نتيجة واحدة لا ثان لها، وهي ان كل واحد من الطرفين (الولايات المتحدة وايران) يعرف جيدا ماذا يريد من الآخر. وبالتالي فإن التصريح الذي جاء به وزير الخارجية الامريكي حول ايران، لن يكون له تأثير حقيقي على الواقع بشكل عام، وعلى ملف تشكيل الحكومة العراقية بشكل خاص، على اعتبار ان ايران مثل كل دولة مجاورة للعراق تريد ان تكون الحكومة المقبلة صديقة لها، وهذا لا يتحقق الا اذا آلت السلطة الى قوى سياسية ترتبط معها بعلاقات ستراتيجية، وموثوق بها.

هذه الحقيقة تدركها الولايات المتحدة جيدا وتتفهمها، وحتى لو حاولت ان تقف بوجهها فلن تستطيع ذلك، على اعتبار ان الانتخابات قد افرزت فوز قوى سياسية ترى ان مصلحة العراق تتمثل بالحفاظ على العلاقات الودية مع الجمهورية الاسلامية، كونها دولة مجاورة وهي عمق للدولة العراقية.

لكن قد تشعر الجمهورية الاسلامية بأن هناك مؤامرة لتخريب علاقتها بالعراق عبر التلاعب بتركيبة الحكومة العراقية القادمة، لذلك فقد تزيد من حضورها في مفاوضات تشكيلها، الامر الذي سيولد رد فعل عكسي من قبل الولايات المتحدة الامريكية التي ستفعل الشيء نفسه، لكن في النهاية ستبقى الجمهورية الاسلامية هي صاحبة التأثير الاكبر في الاحداث في العراق، بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها التاريخية مع النظام السياسي العراقي بعد عام 2003.

ميثاق مناحي العيساوي:

عملية تشكيل الحكومة العراقية تقف امامها ثلاثة تحديات وهي (التحدي الداخلي والإقليمي والدولي)، والقاسم المشترك بين هذه التحديات هو التحدي الإقليمي أي بمعنى آخر بأن إيران هي القاسم المشترك بين هذه التحديات الثلاث، وأن المواجهة الإعلامية والسياسية بين واشنطن وطهران ستلقي بظلالها على عملية تشكل الحكومة العراقية المقبلة بشكل او بآخر.

لكن مع ذلك هناك اعتقاد وربما يكون هذا الاعتقاد شخصي بأن التأثير الإقليمي والدولي في عملية تشكيل الحكومة على ما يبدو بأنه اقل مما كان عليه في السابق، وأن الحراك الذي تجريه القوى السياسية بمحض ارادتها حتى وان كان هناك تأثير نوعا ما. وعليه فإن عملية التصعيد والصراع الإعلامي والسياسي ولغة التهديد بين واشنطن وطهران ليست وليدة اليوم ولا يمكن لها أن ترجح كفة على اخرى في عملية تشكيل الحكومة، بل سيكون القرار النهائي في عملية التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة العراقية قرار عراقي حتى وان خضع لبعض المؤثرات الدولية والإقليمية، لاسيما مع التحفظات الذي تبديها بعض الكتل الفائزة على بعض القوى السياسية التي لها امتداد إقليمي.

الدكتور اسعد الشبيب:

ما يجري من مراجعة لملفات ايران السياسية والأمنية داخليا وخارجيا يوثر بصورة مباشرة على العراق لدخول البرنامج النووي الإيراني مرحلة الإنهاء من قبل الولايات المتحدة وما تلاها من اعلان الوزير بومبيو بتشديد العقوبات ومحاصرة ايران في مناطق نفوذها، ولعل الفرصة مواتية فالولايات المتحدة في ساحة نفوذ ايران الأولى، والأهم هنا العراق بعد الانتخابات النيابية لعام 2018 لذا ستسعى الولايات المتحدة بتفضيل رئيس وزراء يضمن لها تحقيق توزان يلبي طموح حلفاء الولايات المتحدة من العرب، من جانب ثاني تحاول ايران في ضوء إدراكها لأهمية العراق بالضغط على أنصارها في داخل العراق في تصدر المشهد السياسي الرسمي، مثلما تحاول في ذلك مع حلفائها في سوريا ولبنان.

الدكتور أنور الحيدري:

ما زالت الولايات المتحدة تنظر إلى العراق كمنطقة نفوذ ستراتيجية لها تعوض فيها ما خسرته في سوريا، وتحاول استغلال نتائج الانتخابات العراقية لتعزيز نفوذها في تشكيل حكومة تكون أقرب إلى تنفيذ سياستها في العراق، وتحجيم النفوذ الإيراني فيه.

لا نتوقع أن إيران ستترك العراق كفضاء مفتوح للولايات المتحدة، مثلما لا يمكن التعويل على الساسة العراقيين في رسم سياسة توازن بين محاور المنطقة.. لذا فإن احتمالية دخول الطرفين في مفاوضات مباشرة أو شبه مباشرة هي احتمالية واردة. على أن تكون هناك خطوط حمراء على قوى وشخصيات عراقية لن تسمح واشنطن بأن يكون لها مطلق القرار في بغداد، بالمقابل: ستكون لطهران خطوطها الحمراء على سياسات لن تسمح بأن تشكل تهديدا على أمنها القومي مستقبلا.

وبين هذا وذاك، سينشغل الساسة العراقيون بترتيب كراسي مجلس الوزراء بعيداً عن تهديدات الولايات المتحدة وهواجس الجمهورية الإسلامية.

الدكتور قحطان الحسيني:

تأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لتضيف حلقة أخرى لمسلسل التصعيد الأمريكي تجاه ايران، الذي يبدو أن صقور السياسة الأمريكية مصممين على المضي قدما فيه إلى ان تستجيب ايران للمطالب الأمريكية، التي من ضمنها الكف عن التدخل في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط وكفها عن توجيه التهديد لحلفاء أمريكا كإسرائيل والسعودية والإمارات.. ورغم ان المطالب الأمريكية الاثنى عشر التي وضعتها الإدارة الأمريكية ربطت تخفيف العقوبات عن ايران بالتزام الأخيرة بتنفيذها.. لم تذكر انهاء النفوذ الإيراني في العراق.. لكنه من الواضح أن الصراع الأمريكي الإيراني على الساحة العراقية يمثل محورا أساسيا في استراتيجية المواجهة الأمريكية للنفوذ الإيراني في المنطقة.. فبمجرد انتهاء الانتخابات العراقية وإعلان النتائج اندلعت حرب دبلوماسية ومخابراتية بين طهران وواشنطن ولكل طرف أدواته ووسائله التي يحاول ان يوظفها لأجل إيجاد بيئة سياسية تخدم مصالحه.

وقد اربك فوز قائمة سائرون بقيادة السيد مقتدى الصدر بالمرتبة الأولى الخطط الإيرانية والأمريكية على السواء والمرتبطة بأهداف ادامة وزيادة نفوذهما على مفاصل ومؤسسات الدولة العراقية... ويبدو أن تزايد الضغوط الأمريكية على ايران سيترك أثرا واضحا على التوازنات السياسية في العراق وعلى تفاهمات تشكيل الحكومة المقبلة في ظل تبدلات مزاج الرأي العام العراقي باتجاه رفض التدخلات الخارجية في صنع القرار السياسي العراقي.

وربما يتوقع البعض ان ايران ستحاول استغلال عناصر قوتها في العراق لإفشال الخطط الأمريكية الساعية لإضعافها خصوصا ان العراق يشكل مرتكزا أساسيا لستراتيجية ايران السياسية والاقتصادية والأمنية.

لكن الرأي عندنا ان الضغوط الأمريكية الأخيرة على طهران قد تلقى استجابة تكتيكية ايرانية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية اذ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي يوم الاثنين ان بلاده ليست لديها مشكلة مع اي شخصية تتولى منصب رئاسة الحكومة الاتحادية في العراق. كمحاولة لنفي التهم الأمريكية بان ايران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من جانب، ولامتصاص النقمة الأمريكية المتزايدة على ايران من جانب آخر.

الأمر الذي سيسهم في تسريع عملية تشكيل الحكومة وتحصين الكتل الرئيسة المتفاوضة من اي ضغوط خارجية مما يمهد لقيام حكومة وطنية بظاهرها.. ذات برنامج يراعي متطلبات المشروع الأمريكي في المنطقة. بمضمونها. ولكن ان تحقق ذلك فسوف لن يكون على حساب المصالح الايرانية التي مازالت تملك العديد من أدوات التأثير في المشهد العراقي.

محمود جابر:

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي لن تخدم لا السلام ولا الاستقرار في المنطقة بل على العكس تماما فإنها سوف تؤدى إلى اشعال الصراع، خاصة ان هذه الادارة الامريكية التي تتصف بقدر عال جدا من الرعونة السياسية وعدم تقدير الامور وان امر الحصار الجديد الذي تريد واشنطن فرضه على طهران سوف تكون نقطة الارتكاز فيه هي دول الجوار، واهمها اليوم العراق التي سوف تعتمد عليها امريكا لفرض هذه العقوبات.

وهذه السياسة الامريكية المعتمدة على العراق في مواجهة ايران من شـأنها ان تفجر العملية السياسية برمتها اذا ما قبلت أي حكومة عراقية قادمة ان تكون جزء من هذه اللعبة، لعدة اسباب منها ان ايران تمتلك اوراق لعب كثيرة داخل العملية السياسية والجهادية العراقية، والامر الثاني وجود ولاء مباشر او غير مباشر للمشروع الإيراني داخل العديد من التيارات العراقية الحاكمة والمشاركة في الحكم، وحتى الذين يرفضون سياسات ايران لا اعتقد ان لديهم هذه القدرة من الحماقة من اجل اعادة عقارب الساعة الى ما قبل اربعة عقود مضت وان يعيدوا انتاج الحرب العراقية الايرانية سواء كانت حربا كلاسيكية او حربا باردة.

السياسات الامريكية وفق لهذ المنظور لن تحاصر إيران بقدر ما انها تخدم فريق الصقور الإيراني وتجعل من إيران نمرا اقليميا قويا.

الدكتور محمد القريشي:

تتميز المرحلة بوجود جهد ملموس لخطة تتضمن اهداف ووسائل معلنة وتحمل ملامح مشابهة لفترة شيطنة نظام صدام ومحور الشر، اضافة الى عقوبات ثقيلة واستثنائية.

هناك تحالف دولي يدعم خطة ايران سينعكس حتما على خارطة التحالفات لتشكيل الحكومة القادمة واعتقد بان جهود الأطراف القريبة من ايران ستتكثف لرص الصفوف من اجل عزل مقتدى الصدر.

العامل الدولي سيكون حاسما في تشكيل الحكومة القادمة ومهمة العبادي ستكون صعبة والموازنة بين التأثيرات الأميركية والايرانية لن تكون بالنسبة للعبادي كما كانت عليه قبل الانتخابات.

اعادة رسم خارطة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط تتطلب اعادة تقييم خارطة الولاءات العراقية بشكل استباقي بين ايران واميركا!!!

مسلم عباس:

السياسة الامريكية الجديدة ستجعل حلفاء إيران في موقف ضعيف مهما حاولوا ابراز قوتهم عبر وسائل الاعلام، وسقف طموحاتهم سيهبط كثيرا، فبينما كانت الفصائل المقربة من إيران تطمح بتشكيل حكومة او على اقل تقدير السيطرة على مفاتيح تشكيلها فانهم يبحثون اليوم عن عدم تهميشهم لا سيما مع خسارتهم الكثير من المقاعد البرلمانية لصالح خصومهم.

حلفاء إيران اليوم في مرحلة التهدئة ولا يحاولون الرد على الولايات المتحدة لذلك سيقبلون بحكومة يكون تمثيلهم فيها ضعيفا، خشية من حدوث ما هو اسوأ من ذلك، حتى وان امتلكوا خيارات اخرى فانهم لا يحبذونها خشية اغضاب واشنطن الجادة هذه المرة بمعاقبتهم.

الدكتور سليم العلي:

المعطيات الواقعية التي افرزتها العملية السياسية في العراق، سيما بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة تؤشر بشكل أو بآخر إمكانية بروز حكومة عراقية ربما تكون بعيدة عن توجهات إيران ونفوذها في العراق وهو ما شكل نوع من المقبولية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وعلى عكس ما جاءت به نتائج الانتخابات اللبنانية التي كرست نفوذ القوى والفصائل المدعومة من إيران.

ومهما تكن تلك المعطيات فالحقيقة الماثلة والتي لا يمكن القفز عليها هي ان ايران باتت تشكل دولة اقليمية لها من القوة والنفوذ ما يجعلها قادرة على ان تترجم وتوظف وبكفاءة مصادر قوتها لتأمين نفسها في مواجهة التحديات الخارجية ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية.

وعليه، فلا يمكن لأية فرضيات مستقبلية ان تستبعد التدخل وامكانية التأثير المتبادل بين الولايات المتحدة وايران في المشهد السياسي العراقي وعملية تشكيل الحكومة القادمة، ومما يساعد على اتساع دور الطرفين في العراق هو إختلاف الاطراف العراقية في الرؤى والأفكار والمبادئ التي ستقوم عليها عملية تشكيل التحالفات وصولا إلى الإتفاق على تشكيل الحكومة.

وفي ضوء ما تقدم، فان كل من الولايات المتحدة وايران سوف تسعى بشتى الطرق والسبل لإيجاد محور بالضد من المحور الآخر وضمان سيره مع توجهات كل طرف من الاطراف، وهو ما يعني امكانية تحول العراق إلى ساحة مواجهة سياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تضاف إلى ساحات المواجهة الأخرى بين الطرفين، وهو ما يشير إلى سعي ايران إلى تشكيل تحالفات تكون اقرب إلى توجهاتها عبر التقريب بين قائمة الفتح ودولة القانون والحكمة وبعض الاطراف الكردية والسنية القريبة منها مع امكانية ضم تحالف النصر بزعامة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في حال التقارب بينه وبين رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

وعلى العكس من ذلك فان سياسة الولايات المتحدة ستكون باتجاه دعم تحالف يكون بالضد من نفوذ إيران في العراق، وهنا نرجح امكانية التقارب بين تحالف سائرون والحكمة والنصر والوطنية والحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض الاطراف السنية المناوئة لإيران وهو أقرب من غيره للتحقق وفقا لمعطيات الواقع السياسي.

فالسياسة الامريكية لن تكون بكل الأحوال بعيدة عن المشهد السياسي العراقي وافرازاته، وهي تدرك ان عملية الضغط على إيران والتشدد تجاهها في المواقف سيؤدي إلى مواقف مقابلة أكثر تشددا، وهو ما يدركه صانع القرار الأمريكي بان ايران دولة ليست منغلقة على نفسها ولها القدرة على المناورة بأكثر من ملف للتخلص من الضغوط المفروضة عليها من جهة وتمكنها من الحفاظ على مصالحها وضمان استقرارها من جهة أخرى.

وهو ما سيفرض في نهاية المطاف الوصول إلى صيغة توافقية تقوم على اساس تنازل كل طرف من الاطراف، وايجاد قواسم مشتركة تقوم عليها عملية تشكيل الحكومة الجديدة، مع عدم استبعاد ان تكون الساحة العراقية منطلقا رئيسا نحو احتواء إيران والحد من نفوذها في المنطقة، وهو ما يعني عدم تحقق الإتجاه القائل بإمكانية وصول شخصيات موالية لإيران إلى رئاسة الوزراء في العراق في ظل سياسة المواجهة بين الدولتين.

اضف تعليق